كل الذين يعرفون علي أنوزلا آلمهم أن يتم اعتقاله ووضعه تحت الحراسة النظرية بعد نشره لمقال و رابط يحيل على تسجيل مرئي للقاعدة يدعو شباب المغرب للانخراط في الجهاد داخل المغرب... و منهم من يعتبر هذا الاعتقال مسا بحرية التعبير رغم أن موقع لكم لم يغير شيئا مما يكتبه أنوزلا، لا زال كل شيء منشورا و لا زال كل شيء مما كتب متاحا في الأرشيف فحتى المقال سبب الإيقاف لازال متاحا... أنوزلا صحفي يمارس منذ مدة ليست بيسيرة كان معروفا ببعض مواقفه التي قد نختلف معها، لكنها مواقف عبر عنها و يعبر عنها بكل حرية، لقد كانت مواقف على مقاسه تنتقد كل ما ينتقده الديمقراطيين في البلاد حتى لو أنه اتخذ مواقف غير تقليدية فيما يخص الوحدة الترابية للمغرب و كان أكثر قربا من منطق انفصاليي الداخل و لو من زاوية المتابعة الصحفية و الترويج لاستراتيجية الانفصالية و هو شيء يمكن رده إلى أصوله و ارتباطه بمدينة كلميم الموجودة على بوابة الصحراء. لكن منذ مدة تغير الرجل و أصبح أكثر ظلامية في التعاطي مع الشأن المغربي، اختار لنفسه أن يتخندق في زاوية ضيقة جعلته مناهضا لأغلبية الصف الوطني الديمقراطي من سياسيين و مثقفين و صحفيين و نقابيين، فماذا حدث؟
كل الناس و كل الصحفيين و كل السياسيين يعبرون عن مواقفهم و ينتقدون صباح مساء كل الأشياء التي يعتبرونها قابلة للانتقاد، و هو ما يفسر اليوم مواقف بعض القوى السياسية التي اتخذت موقفا صارما مناهضا للإرهاب أكثر منه من موقف أنوزلا الذي انزلق بنية أو بدون نية في الترويج للإرهاب، فكيف انزلق أنوزلا إلى المستنقع و حشر نفسه في الزاوية الضيقة؟ الجواب ليس مستعصيا، لأن من خلال ردود الفعل يظهر على أن "تركال" بوبكر الجامعي له ما يبرره فهو المسؤول الأول و الأخير عن حشر أنوزلا في الزاوية الضيقة، لأنه قبل أن يتعرف على بوبكر الجامعي كان أنوزلا أصيلا في تعامله مع كل الفاعلين، إلى أن "لبسه" بوبكر الجامعي و أدخله في متاهة "أسلمة" الموقع حتى ينفتح أكثر على الإسلام الحركي الذي تمثله العدل و الإحسان والإسلام الجهادي من خلال تبييضه عن طريق تكثيف الخرجات للتشكيك في حقيقة التهديد الإرهابي للمغرب و للعمليات الإرهابية التي طالت الأبرياء و ذلك خدمة لأجندة بوبكر حول الحوار بين الإسلام و اليسار، لقد تحول موقع لكم من موقع إخباري إلى آلية من آليات الدعاية لطينة من الإسلاميين بغض النظر عن انتمائهم للصف الديمقراطي، المهم أن يتم توحيد صف المناهضين للملكية حتى لو كانوا تكفيريين يكفرون المجتمع و الدولة و يعتبرون الديمقراطية بدعة...
إنه من منطق بوبكر الجامعي المتعطش إلى جر اليسار إلى زاوية طينة من الإسلاميين حتى يشكلوا جبهة على شاكلة "دربالة البوهالي" مشكلة من كل المتناقضات و هذا ما يفسر اليوم "تركال" بوبكر الجامعي على أكثر من واجهة حتى لا يحاكم مفهوم الحرية ينكر كل القيم و يسقط في محظور خيار الدم و الدعاية الفجة للإرهاب.
أنوزلا في محنة نعم في محنة، لكن الذين دفعوه إلى عش الدبابير و إلى النفق المسدود ينعمون بالعيش الرغيد إلى جانب عائلاتهم في الخارج محميون بجوازات السفر التي تجعل منهم من محميي القوى العظمى، في الوقت الذي يعيش اليوم أنوزلا في محنته، محنة من يعيش بدون أسرة، لم يتزوج كباقي المحميين و يخلق أسرة و يبني بيتا، حتى يهنأ بالحياة كباقي دافعيه، الذين دفعوه إلى المجهول حتى يأكلوا الثوم بفمه ويدافع عن أجندة المتخفين وراء الستار و منهم بوبكر الجامعي و الذين تحركهم دوافع شخصية أكثر منها موضوعية.
المتخفين الذين كانوا يشتغلون في مقاولات أونا و الذين اشتغلوا مع الديوان الملكي و أخذوا وعودا بتسميتهم في مناصب عليا، قبل أن يكتشفوا أن طموحاتهم الشخصية غير قابلة للتحقيق بالسرعة المطلوبة فانقلبوا إلى معارضين للّذين كانوا يقبلون أياديهم حتى ينالوا الرضى و يحصلون على المناصب ذات المداخيل التي كان يسيل لها لعابهم.
أنوزلا دخل المحنة فقيرا و أجيرا و حتى و إن أصبح صاحب موقع، لكنه لم ينل من مهنة المتاعب ما ناله المتخفون الذين يدفعون له الفتات و يحتفظون لأنفسهم برغد العيش خارج المغرب، لأنهم يريدونه فقط في دور دونكيشوط ليحارب نيابة عنهم طواحين الهواء، فأينهم اليوم لماذا لم يتطوع أحد منهم للحضور عاجلا إلى المغرب، حتى ينوب عن أنوزلا في إدارة موقع لكم و يؤازره من داخل المغرب عوض أن يطل علينا من الخارج حتى يروج لنفسه أنه هو المسؤول عن الطبعة الفرنسية لكم و يلمع نفسه، عوض أن يدافع عن أنوزلا، و يقدم نفسه على أنه مضطهد و هو لم يعتقل يوما واحدا و يعيش رغد العيش في إسبانيا و لا يهمه إلا مصالحه الشخصية منذ اليوم الذي تعرف على مكتبه الفاره إلى جانب أندري أزولاي و لا يبحث اليوم إلا عن ذاته فكل الطرق بالنسبة إليه تؤدي إلى روما، أنوزلا المعتقل هو الضحية، لكن الرجل يريد أن يفهمنا أنه هو المضطهد، فإذا كان كذلك فلماذا لا يعود باستعجال بيننا و يحمل وزر المعاناة و المحنة التي يعيشها علي أنوزلا اليوم عوض أن يحتكر لنفسه مسلسل تلميع الذات في القنوات الفرنسية؟
كمال قروع ـ هبة