كمال الجبلي
اعتبرت جماعة العدل والإحسان اعتقال علي آنوزلا مدير الموقع الإلكتروني "لهم" تضييقا جديدا على حرية الإعلام، ولم تترك الفرصة تمر دون استغلال سياسوي من خلال الإشادة بكتابات علي وفتوحاته في باب ما جاء به فاضحا ل"الاستبداد والفساد" في البلاد(..).
لم يأت المقال بجديد من طرف الجماعة المحظورة، لأنه ليس غريبا أن تتبنى "قضية" علي و تجاوزاته الجسيمة لأخلاق مهنة الصحافة، وقانون النشر، وخرقه لحرية التعبير، وتحريضه على الكراهية والعنف، وذلك سيرا على المثل المغربي" اشكون اللي تا يشكر العروسة من غير أمها".
إن مقال الجماعة عن حرية التعبير والتضييق عليها، يدعو إلى الانتباه لمسألة أساسية وهي أن العدل والإحسان مرشحة في أي وقت من الأوقات إلى التحول من المسكنة والدروشة إلى العنف والدم والإرهاب، لأن التقية التي تتستر خلفها معروفة في تاريخ حركات التشدد الإسلامي، ومنها "القاعدة" وكيف خرجت كالأفعى من جلدها وبدأت تلدغ الأخضر واليابس، من كلّ الديانات المسلم والمسيحي واليهودي وحتى البوذي شملته أحزمتها الناسفة وسياراتها المفخخة.
تواطؤ مقال الجماعة مع المتهم رهن الاعتقال أنوزلا هو إشادة بالإرهاب وتعاطف معه، في عيون القانون المعمول به في مكافحة هذا النوع من الجرائم، وأيضا تحريض على الكراهية والعنف، بإثارة الفتنة، من خلال الترويج لإشاعات مغرضة، هدفها المس بالأمن العام من خلال تحريف الحقائق والوقوف مع الشريط موضوع الاتهام وسبب المتابعة.
إن الساكت على الباطل شيطان أخرس، والصامت على المقال الذي تبنت فيه الجماعة رفيق دربها في المواقف والتطرف إلى حد الخيانة والاستقواء بالأجنبي..وفي جميع الحالات وضعنا له سقوف البوليساريو والمخابرات الجزائرية، إلا أنه وصل إلى ما يفوق الخيال فظاعة ... إلى تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي.... نقول إن الصامت على المقال هو صمت على خرق قانون مكافحة الإرهاب، ودم الضحايا من 16 ماي بالدار البيضاء الى أركانة بجامع الفنا لم يجف بعد ولن يجفّ أبدا في وجدان أي مغربي، لأنه دم البريء الذي لا ينسى ولا يغتفر.