أضيف في 07 شتنبر 2013 الساعة 13 : 12
سؤال: منذ ثلاثين سنة تقريباً, ألفت كتاب النبي والفرعون، هل تعتقد بأن اعتقال الجنرال السيسي مرشد جماعة الإخوان المسلمين, السيد محمد بديع, يشكل تجسيداً لهذا الصراع وإستعادة له من جديد.
جواب: الواقعة قوية جداً, اعتقال المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد بديع، وهذا لكل مصري يشاهد التلفاز, سوف يتذكر ما الذي حصل في مصر سنة 1954، عندما ضرب عبد الناصر ضربته القوية جداً ضد تنظيم الإخوان في تلك السنوات، وهذا الشئ مهم جداً على المستوى الإعلامي. فعلا وكذلك أظن أن ما حصل في مصر شيء جديد، فأنا كما ذكرت، عشت في مصر منذ 30 سنة وأعرف البلاد جيداً ولدي أصدقاء كثيرين. ولم أر هذا الإكراه بين الناس وهذا الانقسام داخل النسيج المصري، هذا شيء جديد وفظيع.
سؤال: سنعود لهذه النقطة بالذات، ولكن قبلها أريد أن أسألك, هناك الآن حديث على المستوى الرسمي المصري عن إمكانية أن مثل هذا القرار سيساعد على إيجاد حل أسرع.
جواب: بالنسبة للنتائج، لست أدري، ولكن كتحليل أنه أيام إسقاط الرئيس السابق، كل الأنظمة والأطراف الاسلامية أو الاسلاموية السياسية، كما يقولون، أزهرت، فمثلا في مجلس الشورى، مجلس الشعب والبرلمان المصري، كان هناك بعض النواب من الجماعات الاسلامية الراديكالية سابقاً، ولكن مع مشروع حل تنظيم الإخوان، ماذا سنرى في المستقبل طبعاً الإخوان وتنظيم الإخوان هم أكبر تنظيم في مصر وراء الجيش، ولكن مع حل الإخوان، هل سنرى انفجارا من الجماعات المختلفة المسلحة في بعض الأماكن، فعندما نتذكر ما حصل في أيام الرئيس حسني مبارك على الصعيد المصري، ازدهرت في الصعيد المصري العديد من الجماعات المسلحة. وماذا نرى اليوم في مصر، في سينا منذ أيام قليلة، قتل أكثر من 20 ضابط شرطة في قافلة على يد أنظمة مسلحة جهادية، وهذا هو التحدي الكبير في مصر، هل سنرى المزيد من نزيف الدم أم لا.
سؤال: بقراءتك لسلوك الحكام الجدد، هل ترى أن مشروع السيسي هو إعادة دولة سلطوية ,أم أنها ليست إلا مرحلة من أجل إعادة الديمقراطية، ولكن مع أسس جديدة.
جواب: طبعاً, أظن أنه بعد الذي حصل في الأسبوع الفارط من نزيف للدم، لسنا نعرف عدد الموتى إن كانوا أقل من ألف أو أكثر، لكن هناك الكثير من الموتى. من الصعب أن تبني نظاماً ديمقراطياً على الدم، وما الذي سيحصل في المستقبل القريب، هذا سؤال فعلا، الذي نراه في مصر حاليا هو انفصال بين جزأين من المصريين,جزء يقف مع الإخوان وجزء يقف ضد الإخوان، ولكنني أظن الآن أن الجزء الذي يقف ضد الإخوان هو الأقوى، لماذا لأنه لدينا في مصر حالياً في هذا الجزء الجيش طبعاً مع شخصية الجنرال السيسي وبعض الليبراليين والديمقراطيين وكذلك بعض السلفيين التابعون للمملكة العربية. والمملكة العربية السعودية دعمت النظام الجديد , بحيث دفعوا أكثر من 12 مليار دولار لدعم مصر, وعندما نتذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع سنويا مليارو ثلاثين مليون من الدولارات إلى الجيش المصري, فهنالك فارق كبير.
سؤال: إذن هذا يدفعني إلى طرح سؤال آخر, وهو الدور الفرنسي والدور الغربي عموما, وهل يمكن أن يؤثر على مسار الأحداث في مصر, هل إذا ما بادرت الولايات المتحدة وأوربا الى تعليق معوناتها الاقتصادية بمصر, يمكن أن يدفع القادة العسكريين هناك الى تقديم تنازلات فيما يتعلق بالإصلاح السياسي. جواب: إن التأثيرالغربي والأوربي ولاسيما التأثير الأمريكي ضعيف جدا, وهذا الشيء مهم لتحليل العلاقات الدولية بشكل عام. فأمريكا في الشرق الأوسط فشلت في المشروع السياسي لها في العراق مع البديل الذي جاء بعد اسقاط صدام حسين, الأستاذ نور المالكي رئيس الوزرآء العراقي حاليا هو أكبر حليف للنظام الإيراني وأكبر عدو للولايات المتحدة, وفي أفغانستان النتيجة كذلك كانت غير واضحة لأمريكا, وفي مصر وهذا شئ فظيع, فمنذ السبعينات من القرن الماضي الأمريكان كانوا يساعدون النظام المصري, لأن النظام المصري يبقي الفيلم العسكري ضد السوفيات والآن الأمريكان ليس لديهم أي صديق في مصر, فالجنرال السيسي رفض أي ضغوط من الإدارة الأمريكية و كذلك الإخوان الذين يرون أن أمريكا هي اليد الخفية وراء القتلة.
سؤال: بعيدا قليلا عن مصر, كيف تفسر كون السعودية التي ينظر إليها الكثير من المراقبين كمحمية أمريكية تتخذ موقفا يتعارض مع التوجهات السياسية في مصر. جواب: أظن أن الموقف السعودي والموقف الإماراتي الآن ينبثق عن الخوف من قوة الإخوان, وهذا الشئ مهم جدا, فلقد كنا نطن أن ما يحصل في الشرق الأوسط كان انفصالا كبيرا ما بين الشيعة من جهة والسنة من جهة أخرى, والذي نرى مع الصعوبات المصرية هناك انفصال بين المعسكر السني عندنا, من جهة السعودية والإمارات والكويت والأردن والجنرال السيسي, ومن جهة أخرى قطر وبلد آخر غير عربي لكن مهم هو تركيا, وماذا سنرى وإلى أين سيؤدي هذا لانفصال, هذا شيء خطير جدا ليس بالنسبة للعرب فقط,بل للعالم ككل ,لأن الربع من استيرادات النفط والغاز تخرج من مضيق هرمز .
سؤال: بعض المراقبين والمتخصصين في الشؤون الإسلامية منذ ثلاث سنوات رأوا فيما حدث في مصر نظرا لمكانة مصر باعتبارها القاطرة وباعتبارها البلد المركزي في العالم العربي, أنه حدث سيؤدي الى موت نهائي لما يسمى بالربيع العربي. جواب: موت نهائي لست أدري, الذي نرى هو المرحلة الثالثة من تطورات الربيع العربي, فالمرحلة الأولى لاسيما في تونس ومصر وليبيا اسقاط الأنظمة الاستبدادية السابقة, والمرحلة الثانية هي انتصار الإخوان في صناديق الاقتراع, لأن لديهم الأنظمة الأكثر تنظيما,والمرحلة الثالثة هي اسقاط الأنظمة الإخوانية كما شهدنا في مصر , ما بين المعسكر الإسلاموي وغير الاسلاموي، اغتيال نائب سيدي بوزيد رمز الثورة ,محمد البراهيمي, على يد سلفي جهادي، وهنالك من يقول أنه كان فرنسي ـ تونسي.
( عن الاتحاد الاشتراكي)
|