الثائر الملياردير كريم التازي، أحد كبار مشاة الأحد العشريني الذين تراجعوا بعد أن تبين لهم أن 20 فبراير لا علاقة لها بخيار الشعب، وأهل الديمقراطية. يتبرم من كل توجه للحكومة لفرض ضريبة على الثروة، ورغم أن الأمر لم يتجاوز الإشاعة فإن الملياردير يخاف أن تلجأ الحكومة إلى اقتطاع جزء من ثروته حتى تواجه العجز المحتمل في ميزانية حكومة ما بعد 25 نوفمبر.
صاحب الزورق الشراعي، وريشبوند يحب الشعب فقط عندما يكون مستهلكا لبضاعته ويؤثث بها الكاريانات والغرف الضيقة والدواوير، ويكون الشعب فقط رقما في معاملة تجارية مربحة بكل المقاييس. أما عندما يكون الشعب في حاجة في إطار التضامن الوطني إلى تأدية أجور المدرسين والأطباء والممرضين وعمال النظافة وشق الطرقات وتقوية الإنارة العمومية وفك العزلة عن الشعب في الجبال في أفق الموسم الشتوي القادم، فكريم التازي غير معني والحكومة مطالبة أن تغض الطرف عنه حتى ولو طالت قراراتها ميسوري البلاد.
فالثورة التي كان يبشر بها كريم التازي وبحمرتها القانية كانت فقط من أجل الاستهلاك الإعلامي حتى ولو حولها لأسباب تكتيكية إلى نظام برلماني، عجيب أمر هؤلاء الذين كانوا يزايدون في الشارع حتى تمكنهم الدولة من حق إجبار الشعب على استهلاك منتوجاتهم، وتبيع لهم عقارات المغرب حتى يشيدوا فوقها ما يريدون ويبيعونها و يربحون.
أين الديمقراطية وأين الانتماء للصف الديمقراطي؟ هم كانوا فقط يدافعون عن شفافية التنافسية حتى يربحوا أكثر ويكدسوا أكثر، أما أن يساهموا في جزء مما أعطاهم المغرب لتوفير الحد الأدنى من الخدمات للشعب فهو أمر لا يعنيهم لأنه يمس جيوبهم وثرواتهم وكنوزهم.
كل عام وكنوزهم بخير وثرواتهم بخير، أما حب الشعب والانتماء بدون مُوَارَبَة للمغرب الديمقراطي فثمنه غالي، ولقد سقط كريم التازي في الامتحان على الرغم من أنه لم يكن إلا كذبة أبريل، فهل كان سيقول غدا لمصالح وزارة المالية الفرنسية ما دام أنه يحمل الجنسية الفرنسية بأنه لن ينفذ قراراتها التي وافق عليها البرلمان الفرنسي من أجل إخضاع ذوي الثروات الكبيرة في فرنسا إلى اقتطاع جديد؟
كريم التازي أخطأ العنوان المغرب لم يتخذ بعد إجراءَات من هذا الحجم و أن الأمر يتعلق بفرنسا، فهل سيرفض الملياردير المغربي الفرنسي أن يخضع للنظام الضريبي الفرنسي الجديد؟ سؤال جوابه معروف.