بقلم حمو واليزيد الأكوري.
فقهاء الزعيت الكاموني في حالة تعبئة شاملة، لقد تلقوا توجيهات الكاموني الأول من أجل التفرغ بالكامل هذا الصيف حتى يروجوا لتحاليل الزعتر حول الدينامية المجتمعية والوضعية الإقتصادية، وكل فقيه منهم يقدم نفسه كخبير لا يشق له غبار، كحال الذي حل ضيفا إلكترونيا على قناة الشاهد التابعة للعدل والإحسان التي انتدبت لحوار الضيف أحد منكوبي عشرين فبراير الذين تحملوا عناء السفر إلى مصر من أجل الدراسة والحراك.
فمعطى المستضيف والمستضاف هو أول شيء يثير الإنتباه، المستضيف منكوب من منكوبي 20 فبراير أعياه المشي وتعبئة أقرانه طوال عام كامل، معروف في حي البرنوصي في البيضاء كأحد باعة تيليفونات الخردة ذات المصادر المشبوهة، تحمل عناء تجهيز نفسه بارتداء بذلة بالمناسبة، لأن المناسبة استثنائية تتعلق باستقبال ضيف كبير للجماعة من منكوبي 20 فبراير الذين يعيشون ألم انسحاب الجماعة من رياضة المشي الأسبوعي و يسعى بكل جهده لتسويق بضاعة إلحاق اليسار بزاوية الإخوان حتى يعطي تجسيما لفهم الكاموني الأول الذي يجرب كل الوصفات بحثا عن السراب من خلال اختراقه لتنظيمات الإخوان، ففي الوقت الذي يروج عبد الله الحمودي لخلاصته الأنتروبوجية المرشوشة بالكامل حول العدالة و التنمية، تستضيف العدل و الإحسان خبيره الإقتصادي و المالي الذي قاد إلى الإفلاس مقاولة إعلامية ليتحفنا بتحاليله الإقتصادية و الإجتماعية.
يقول المحلل المالي و الخبير البنكي و الإقتصادي بوبكر الجامعي، كما أصر على تقديمه لجمهور العدل و الإحسان مستضيفه بوبكر الونخاري، أن التنمية الإقتصادية و خلق الثروة لا يستقيم إلا مع الديمقراطية و الحرية، لكن الخبير الذي لا يشق له غبار لم يتطوع لنقاش أكثر من تجربة تنموية ناجحة في بلدان لم تضع بعد رجلها في سلم تاديمقراطيت.
خبير اقتصادي و مالي كبير فاته أن الإقتصاديات العالمية الأكثر مناعة الآن في العالم يتقدمها الإقتصاد الصيني الذي بات يهدد اقتصاديات الديمقراطيات الغربية التي لها باع في الحرية كحال الإقتصاد الفرنسي و الإيطالي و الإسباني و اليوناني، بعد أن اختارت الباطرونا تحويل استثماراتها إلى الصين و اقتصاديات جنوب شرق آسيا.
أكيد أنه فات المحللين أن يكشفوا أن مناخ الحريات العامة و الشخصية و المناخ الديمقراطي في الصين هو سر نجاح العملاق الصيني و أن الحقوق التي يتمتع بها العمال في الصين تشكل سر نجاح هذا العملاق الذي غزت سلعه كل مناطق العالم.
أكيد أن الطفرة الإقتصادية التي تعرفها بلدان الخليج العربي مبعتها هو تطور المناخ الديمقراطي بالمعايير الغربية و أن الأزمة الإقتصادية التي تعيشها اليونان و ايطاليا و اسبانيا راجعة بالأساس إلى تراجع المناخ الديمقراطي و انتكاسة الحريات في هذي البلدان. إنها تحاليل الزعتر و الباكور بالمفهوم الشعبي عندنا.
المحلل المالي والخبير الإقتصادي الكبير الذي يعيش في دائرة الكامون المغلقة مدعو لكي يشرح لنا أسباب تراجع الإستثمار في بلدان عربية عاشت ربيعها و انتخبت ممثليها بشكل ديمقراطي و سمت حكومات ذات امتداد شعبي كتونس وليبيا وغيرها من الديمقراطيات الناشئة.
لعلم المحلل الكاموني، الذي يتحاشى الغوص في عمق الأشياء حتى يبقى وفيا لتحاليل الزعتر والباكور، أن سر نجاح الإقتصاديات الناشئة والعملاق الصيني هو الإستقرار السياسي الذي يسعى هو و صحبه من كتيبة عين عودة إلى تغييبه، و القفزعن التاريخ و دروس التاريخ من خلال ترقاع دربالة البوهالي في التحالفات السياسية و تبييض الفكر الشمولي في الساحة الديمقراطية التي يروج لها إلى جانب عبد الله حمودي الذي طلب إجازة مفتوحة طوال نصف موسم دراسي فقط من أجل الحضور إلى المغرب و الترويج لفدلكته حول المجتمع المدني الذي سيعوض المجتمع السياسي التقليدي والتنبؤ الحيني بإنهيار هذا الأخير لفائدة مجتمع مدني يلزمه فقط زعيم قد يفرزه في سيرورة مخاضه عوض أن يكون واضحا مع نفسه و يقطع مع تحاليل النصب السياسي، و يقول أن زعيمه المبجل لا ينتظر إلا الإشارة.
نظرية تعويض المجتمع المدني للمجتمع السياسي لم تنجح يوما في التاريخ، فكيف له اليوم أن ينصب بها على المجتمع السياسي المغربي الذي لم يختر و لن يختار أن يجاري شخصا مهووسا بالسلطة و لا يبحث إلا عن نفسه و يريد لدعوته الشخصية و الإنقلابية لبؤس حركة مجتمعية.
تحاليل الزعتر والباكور تفضح أصحابها مباشرة بعد أن أفتى الخبير الإقتصادي والمالي بنظرية حول الحرية والديمقراطية، عرج مباشرة على جوهر الموضوع لينير المغاربة بأن الماجيدي لازال رئيسا للكتابة الخاصة وأن الهمة هو كبير المستشارين، والمغاربة لا يمكنهم إلا أن يشكروا صاحبنا على هذا الفتح العظيم وهذا اللغز الخطير الذي كشفه للمغاربة.
فالرجل لا يعتمد في ترويج طرهاته إلا على النميمة التي يلتقطها من الكاموني الأول حول الغاضبين والمرضي عنهم في محيط الدولة، وهي نميمة تؤتت بها الصالونات المخملية صقيع لياليها عندما يستعصي الواقع على الفهم و التحليل و تسعى إلى تفسير قرارات الدولة من خلال بدلة فلان أو فلان أو لون ربطة عنق فلان أو فلان أو حدة نظر فلان أو فلان.
لا يمكن فهم التركيز على الأشخاص في محيط الدولة إلا من خلال شخصنة معلمه الكاموني لكوابح تمدد فكرة الإنقلابي داخل المجتمع المغربي، لهذا سعى جاهدا طوال الصيف إلى إلصاق الإختلالات التي طالت ملف دانيال كالفان بشخص بعينه عله يصل إلى هدف مرحلي، لكن الخيبة لازمته كما لازمت من قبل كل خرجاته السابقة.
فحتى انسحاب الشركة الوطنية للإستثمار من بعض القطاعات التي فرض الإستثمار فيها ضرورة المغربة من أجل بناء اقتصاد وطني و تحقيق الإكتفاء الذاتي في مرحلة من مراحل بناء الإقتصاد الوطني في السبعينات، لم يجد صاحبنا من تفسير سوى رغبة الشركة في الهروب إلى الإستثمارات في القطاعات غير التنافسية و من بينها قطاع الإتصالات كأن المغرب لا يملك إلا شركة واحدة للإتصالات حتى تستمد نجاحاتها من امتيازات وهمية قد توفرها الوكالة الوطنية لتقنين الإتصالات في الوقت الذي يعرف الجميع أن هناك ثلاث شركات كبرى للإتصالات تتنافس في توسيع قاعدة زبنائها، و أن هناك مجلسا للمنافسة يرأسه أحد أساتذة بوبكر الجامعي في المدرسة العليا للتدبير الذي فات التلميذ أن يتصل بأستاذه حتى يشرح له معنى المنافسة في قطاع الإتصالات والطبيعة الإستراتيجية للقطاع بالنسبة لكل دولة، لكنه يحمي الكامون الذي يولد تحاليل الزعتر والباكور.