قال عبد الله حمودي الذي قدمه لنا علي خنوزلا في موقعه الإلكتروني على أنه مفكر "إن التغيير في المغرب سيتطلب تضحيات لكنه بالنسبة إليه بات مجرد "مسألة وقت"، بما أنه "مسألة محسومة"، مشيرا إلى أنه رغم مرحلة الفتور التي تعيشها حركة 20 فبراير، إلا أنه لا يستبعد أن تأتي ظروف تحدث هزة أخرى تغذي الأمل في التغيير. لا يمكن لشخص أن يكون مفكرا وهو يفكر في جيبه وحساباته البنكية، فالرجل منذ "طاح على الهمزة" بالولايات المتحدة الأمريكية لم يعد همه العلم والمعرفة ولكن أصبح همه التحويلات التي تصله من مشغله، الذي يقود الثورة المغربية الحمراء من هناك، وذلك بعد أن ينتصر الثوار فيعود هو ليتولى قيادتها، كما فعل أصحاب توزيع الماء والحليب ومشتقاته على متظاهري حركة 20 فبراير ولم يبق سوى أن يوزعوا عليهم "الملاحف" من معمل الملياردير الثوري ليناموا. وذكرنا الكاتب الثوري المشتغل لدى الزعيم الثوري المنتظر للثورة الحمراء (على وزن الليالي الحمراء) بعبارات تتردد كثيرا لدى ثوار آخر ساحة في عواصم الربيع العربي. فالتغيير كما يتوقعه لم يعد سوى مسألة وقت. لسنا صغارا لقد سمعنا هذا الكلام في بلد ما أن رحيل النظام لم يعد سوى مسألة وقت. وبدؤوا في عد الثواني والدقائق. بقي له أسبوع واحد. بقي له شهر. يرحل بعد عيد الفطر. سيسقط بعد عيد الأضحى. لأ في رأس السنة. ومرت الأيام وبدا أنهم كانوا يحلمون. لكن قضية لابد من إثارتها ونحن نتحدث عن الكاتب الثوري المشتغل لدى الزعيم الثوري المنتظر للثورة الحمراء وهي اختيار شخصيات تشتغل في الخارج لتبليغ رسالة ما. لقد جاء حمودي حاملا رسالة يريد من خلالها أن يقول نحن قريبون من مراكز القرار الدولي. وهي نفس الأوهام التي راودت مصطفى الخلفي عندما ذهب في رمضان إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدل الذهاب لقضاء العمرة. أي توجيه رسالة تقول : نحن محميون من طرف أكبر قوة في العالم. وهي رسالة من لا يفهم في التحولات الجيوسياسية التي اقتضت السقوط المدوي للإخوان المسلمين الذين وظفتهم أمريكا ودوائر المخابرات العالمية في الربيع العربي وانتهت منهم كما تنتهي من المناديل السريعة الاستعمال. يقر عبد الله حمودي أن التغيير آت لا ريب فيه. وكان أنوزلا يختتم مقالاته قائلا : الثورة آتية لا ريب فيها. لكن حمودي يطلب من المناضلين التضحيات. يعني يطلب من الناس التضحية كي يسوقها عند من يشتغل ويقبض ثمن ذلك، وبينما تكون الناس تضحي يكون هو يستمتع بملذات الحياة وبما جمع نتيجة إخلاصه لمشغله. لا يا سيدي إذا أردت التضحية فأعط النموذج من نفسك. وللأسف الشديد فإن عبد الله حمودي معروف باشتغاله لدى الزعيم الثوري المنتظر للثورة الحمراء ورغم ذلك تستدعيه شبيبة يسارية تقدمية ليحاضر في أعضائها. ما الذي يجمع اليسار المطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان بشخص لا هم له سوى ابتزاز الدولة من أجل مصالح شخصية؟ ويتحدث حمودي عن التحولات التي عرفها المغرب وكأن هذه الأمور في حاجة إلى ادعاءات أنتروبولوجية، فالمراقب يلحظ طبعا التغييرات وهي ليست دائما إيجابية، فالدينامية النضالية تحولت كثيرا، فقد كانت الحركة النضالية وخصوصا النقابية تزلزل الأرض وقد تركت مكانها اليوم للزعماء في عصر اللا زعامة وعصر انقلاب القيم، وهي الأمور التي لم يلحظها الأنتروبولوجي الذي لابد له من امتلاك حظ من السوسيولوجيا. العيب ليس عيب حمودي ولكن عيب من يطبل له وفي وقت لاحق سنكشف لكم عن المقالات الإنشائية والبلاجيا التي يمارسها "المفكر" حمودي.