صدق أو لا تصدق، حدث هذا في بريطانيا العظمى، مهد الديمقراطية، ودولة الحق والمؤسسات والقضاء المستقل، لكن حين تتضح الغاية والسبب يغيب العجب، لأن القضاء الذي يحترم نفسه، هو ذاك الذي يغلب المصلحة العامة على البوليميك الخاص جدا الداخلي والخارجي منه، والشعوب التي تحترم تاريخها وماضيها وتطمح لمستقبل أفضل دون اعتماد أسلوب الفوضى وثقافة العصيان، هي الشعوب العظيمة فعلا.
لقد أصدرت المحكمة العليا في مدينة شيستر غرب بريطانيا، حكما بالسجن لمدة أربعة أعوام في حق شابين بريطانيين بتهمة التحريض على الشغب وإثارة الفوضى عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وذلك أثناء موجة أعمال العنف التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي.
هذا الحكم يعتبر الأقسى من نوعه في إطار الأحكام السريعة التي تصدرها المحاكم البريطانية بحق المتظاهرين المشاغبين، خاصة وأنه لم يقع تنفيذ أي من الأعمال التي حرض عليها الشابان، لكن قاضي المحكمة قال إن الهدف من هذا الحكم، ردع كل من تسول له نفسه التحريض على الشغب.
الشرطة البريطانية، اعتقلت أكثر من ألفي شخص في أعقاب أعمال العنف في لندن ومدن بريطانية أخرى والتي أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وإتلاف عدد كبير من المحلات التجارية.