موحى الاطلسي.
قرأت وشاهدت قبل قليل تصريحا تفوح منه كل الروائح العطنة لنكرة يسمى عبد الله حمودي في كل من موقعي "زبالكم" و"غيسبريس". وقبل الخوض في الموضوع دعوني أقول لكم بكل صدق إن هذين الموقعين المطرحين مهمان فعلا للمغرب، فهما على الأقل يجذبان إليهما بكل سهولة أصحاب الروائح الكريهة فنعرف أين نرش مواد"فليطوكس وبايغون"، فلا نضيع هذه المواد الثمينة بطريقة ري الأرز التقليدية، ولكن نعتمد طريقة الرش والري الموضعي...يعني في الجذر مباشرة. تعالوا نرش ما تيسر.
قال الحمودي، وصورة المغفور له الحسن الثاني على يساره تنظر إليه في إيحاء غريب يقول للمتحدث "واش محشمتيش؟؟" أو ربما "الله يخزيك"، قال الانتربولوجي يا حسرة على علم دراسة الشعوب وثقافاتها، إن "النظام السلطوي المغربي، نظام مهزوم ومهزوز، موضحا أن ظهور حركة 20 فبراير، هزت النظام، لأنها هزت الأسس التي كان يقوم عليها، لدرجة شعر معها النظام نفسه بأن حججه لم يعد يثق بها الناس أو يخافون منها".
والغريب فعلا أن مفردتي "مهزوز ومهزوم" يتكرر فيهما حرف الزاي، وهو يعني في الصواتة، إن حللنا النص أدبيا، تشويشا في السمع وأزيزا في التركيز. والحقيقة أن "الاهتزاز" الوحيد الذي لاحظناه هو (بش نبقاو منسجمين مع حرف الزاي دائما) هو"بوهزهاز" الذي بدأت أعراضه تظهر على صاحب "الشيخ والمريد" من فرط الشعوذة التي مارسها طيلة عقود على "مريديه". ولكن تعالوا ننظر أين تكمن "مهزوزية المخزن وهزيمته"، بلا مزايدات.
المخزن مهزوز: بحالهاش؟
سنكون متفقين مع الحمودي لو لم يكن مصابا ببوهزهاز ورأى الصورة واضحة أن هذا المخزن، الذي يعني لنا بلا مراوغة النظام الملكي، هذا المخزن يا سيدي مهزوز (بمعنى مرفوع) فوق رؤوسنا، نحن ملايين المغاربة، سواء أحب الشيخ أو أبى مريدوه. ولا داعي للتذكير أن المغاربة ارتضوا منذ قرون الإمامة العظمى تاجا فوق رؤوسهم بلا قهر او تزلف أو نفاق، مختطين بذلك لأنفسهم مسارا سياسيا وروحيا متميزا بين الأمم والشعوب الإسلامية، فلا نحن تابعون للشرق إلا في القبلة التي توحدنا، ولسنا ذيولا للغرب، اللهم انفتاحنا الذي لا يفسد الشخصية المغربية الأصيلة.
"المخزن مهزوز فوق أمواج الأزمات" لأنه راكم تجارب لم تتح لغيره جعلته ربانا ماهرا متمرسا يخرجنا كل حين من خطر الطوفان إلى بر السلامة، نحن و ــ للأسف ـ مع باقي الكائنات التي تعلق بالسفينة وهي من يحاول خرقها كي تغرق، لكن الله يسلمنا في كل مرة.
"المخزن مهزوز فوق الصغائر"، والدليل أنه يسمح لأمثالك بقول ما يشاؤون ولا"تهتز" منه شعرة لأنه نظام راسخ يثق في نفسه، وليس ضعيفا كما زعمت أنت في "مهاترتك" أمام صبية أبرياء من "الاشتراكي الموحد".
"المخزن مهزوز فوق الأوحال" لأن الدولة عميقة جدا (يعني شجرة قديمة جذورها راويين ونازلين في الأرض) وليست نباتا مثل شوكة نغيلة أو جرنيج التي تقتلها أبسط "بخة" من الشركي.
مادون هذه المعاني يا شيخ بلا مريدين، فالمخزن ـ لا هداك الله ـ الذي تتوهمه مهزوزا راسخ في أرضه بين شعبه ويا جبل تيشكا ما يهزك ريح. هاذي ساليناها، أراك دبا لقضية مهزوم.
" المخزن مهزوم" : كيفاش؟
الهزيمة أولا تتطلب منطقا أن يكون المخزن أو غيره من "المهزومين" في حرب أو معركة، والحال أن لكليهما قضية. لكن الحمودي لم يذكر لنا هذه المعارك ولا حتى "المدابزات" التي هزم فيها المخزن.
ولعل الشيخ الذي ذهب إلى فاس باحثا عن مريديه ونسي أن يزور مولا ادريس، يقصد صبية "عشرين فيفريي" أو من يخرجون بين الحين والحين للتنفيس "من فوق ومن تحت" كي لا يحدث "فيهم" الانفجار. ما علينا ففي كل تنفيسة خير..رغم اختلاف الفقهاء في الحكم على بعض الروائح.
لم نر المخزن ــ ولنقلها النظام الملكي ـ إلا منتصرا في الخارج والداخل. والحقيقة ان هذه الانتصارات المتكررة هي التي تجعل أمثال الحمودي (اسم شبه عراقي والله أعلم ) يتوهمون العكس تماما، غيرة وحسدا وحنقا. إنهم "مساميم بلادي" وهذه هي عادتهم.
المخزن ناضج أكثر مما يتصور الكثيرون من العامة والخاصة، فهو يعرف كيف ينحني للعواصف كي لا ينكسر "حمار الخيمة" فتنزل على رؤوس الحمقى أمثال مريدي الحمودي، وهو بذلك لا ينهزم بل ينتصر.
المخزن ــ بغيتي ولا كرهتي الحميميدي ـ قاد بشغلوا وملي كتوحل بحال قضية توسيح مهام "المينورسو" ناض ليها الملك بيدو وسل الفتيلة بهدووووووووووووء. واش هادي فعايل المنتصرين أم المهزومين.؟؟؟
المخزن يا "سيهم حمودي" مشي ولد البارح عاد..لا أحنيني النظام عندنا شامخ مثل شيخ وقور لا يستفزه الأطفال إن رموه بكرة أو حصى، وتلك شيم العقلاء. ولا هزيمة أنكر من هزيمة العقل يا مولانا "الشيخ".
المخزن حتى لو كان ظالما (متمثلا في بعض رجال السطة الذين يمارسون الشطط ونمقتهم جميعا ولا يوافق الملك على أفعالهم بل يعاقبهم )، حتى لو كان ظالما بهذا المعنى يبقى خيرا من "قبيلة سايبة"، وسيكون من باب "خرجان لعقل" لو تصورنا مغربا يقوده أمثالك وأمثال "الأمير الأحمر ذي القلب الأسود" الله يستر.
حمودي...فيييق...والله أسيدي وكان البقاء بلا شيخ يسبب للمريد دخول النار، لما تبعتك في هواك. اللهم سقر أقاسي لهيبها ولا العيش تحت حكم أمثالك..