موحى الأطلسي
قال المهندس أحمد بن الصديق، الذي امسى مهندسا بالتيمم فقط، لموقع مغمور يدعى "الرأي" يعني مكان من لا رأي له أصلا، قال لهم ابن الصديق مستمنيا فكريا إنه "شيء إيجابي أن تمتلئ شوارع الرباط بعشرات الآلاف من المواطنين للتنديد بالانقلاب العسكري الدموي في مصر".
مشي مشكل اسيدي زيد: واضاف، متسائلا مستهبلا "لو كان النصف أو الربع فقط من هذه الأعداد خرج في قضية العفو الملكي عن المغتصب الاسباني دانيال، كم من تنازلات كان سيقدم الملك؟"، ونحن نسألك يا "باش مهندس" آش جاب هادي لديك؟
كان ابن الصديق هذا يتحدث لمن لا رأي لهم عن التنديد بالانقلاب ثم انعطف لا شعوريا ليقفز إلى العفو الملكي وقضية "دانيال".
لو قرأ هذا النص القصير اي مدرس لعلم النفس لكان نموذجا ومثالا بيداغوجيا واضحا عن نظرية العالم فرويد حول "فعايل وعمايل" اللاشعود عند بني البشر، ولو كان فرويد وفوكو سبينوزا على قيد الحياة لطالبوا بهذه "الحمقة" التي اسمها بن الصديق لتكون شاهدا على عصارة علومهم في الحمق والأنا والأنا الأعلى.
أماني بن الصديق الانقلابية وصلت حد المرض تجاه شخص جلالة الملك، فمنذ خلعه بيعته ـ إن وجدت اصلا وكنا بحاجة إليها من أمثاله ـ وهو "الخلع" الذي لم يخف ولم يخلع منا أحدا، منذ ذلك الحين وهو حتى لو حدثته عن مشاكل طبقة الأوزون لقال لك بكل جدية إن للنظام المخزني يدا في هذا الثقب الكوني الرهيب.
ما عسانا نقول لهذا المهندس الفاشل سوى "بارد وسخون أمولاي يعقوب".
ويزعم المهندس الفاشل لأصحاب" الرأي" أن الملك "اضطر للتراجع إلى حد ما عن خطوته، والمراوغة ". يا بن الصديق الملك لم يكن ولن يكون بإذن الله في وضع يضطر معه للمراوغة كما تكذب على الناس أنت.
الملك واثق مما يفعل ومما يقول وفي ما يفكر، وقد عودنا على السلوك العفوي الإنساني تجاهنا كمواطنين، ولسنا بحاجة لمن يؤول لنا مشاعر الملك لأن الرجل رجل حقا وكبير، أما الأقزام فلا يستحقون منه مجرد التفاتة.
وحتى لو تراجع الملك مثلا فهذا يزيد من قيمته في أعيننا لأنه سيكون كمن يقول لشعبه قررت عن خطأ وقد تراجعت لأني لا أحب الظلم. هذا هو الملك ابن الشعب الأصيل، وليس الديكتاتور الذي يقول للناس أنا ربكم الأعلى ولا أريكم إلا ما أرى. حاشاه حفيد الرسول الأكرم أن يكون في هذا المقام.
وتساءل خادم مولاي يعقوب "أين وصل ما يسمى بالتحقيق في العنف الهمجي الذي كانت الرباط مسرحا له يوم 2 غشت، عندما خرج الناس يحتجون على الفضيحة". والجواب: أن من لا يؤمن بالدولة ومؤسساتها مثلك لا حق له في التساؤل عن مصير أي تحقيق، ومن خلع البيعة من عنقه مات ضميره ميتة جاهلية، فلا تجهلن علينا مرة أخرى فنجهل فوق جهلك.
ومن فرط حنقه واندفاعه الأرعن، وضع المهندس الفاشل فخا لنفسه حينما ذهب إلى أن "التحقيق الذي أمر به الملك في قضية دانييل، استغرق 24 ساعة"، وهو لا يدري أنه تحدث بلا وعي مرة اخرى عن سرعة وفاعلية الأداء حينما يقوده الملك شخصيا. ولو تأخرت نتائج التحقيق مثلا لقال هذا الشخص:إنهم يطبخون القضية.
مع مثل هذه العقليات لابد للحليم ان يصبح حيرانا فعلا. فاللهم عافي وشافي برحمتك يا رب العالمين فأنت وحدك تعلم من يكون "ابناء الصادقين" وتعلم خلاف ذلك.