إدريس شكري.
لم تجد الدعوات "الفيسبوكية" المناهضة لحفل الولاء، وطقوس البيعة أدنى صدى لها، هذه السنة، ولم يلتفت أحد لهرطقات الذين سعوا إلى التشويش على هذه المناسبة، لذلك تفننوا في افتعال التحليلات المغرضة التي تصب في اتجاه خدمة الأجندة المعلومة، وذلك بالركوب على أحداث معزولة، ومحاولة إعطائها أكثر مما تتحمل من معاني، على نحو تعسفي.
واستغلت ذات الجهات ثلاث نوازل لكي تستعين بها في قراءة حفل الولاء أو التشويش عليه. فاعتمدت على حادث العفو الخطأ على "البيدوفيل" الإسباني،. كما استغلت قرار نائب برلماني من حزب الاستقلال التغيب عن الحفل، وزلة لسان الصحفي مصطفى العلوي الذي نطق كلمة "الولاء" ب " البلاء" لتبني الفرضيات وتحصل على النتائج، وتقوّل هذه النوازل ما لم تقله...
لقد تم طي ملف "دانييل كالفان" في وقت قياسي، على نحو أخرس الخصوم، وجعلهم يحرفون الكلام عن موضعه، ويخرجون الحدث عن سياقه، وعلى رأسهم الأمير مولاي هشام، وموقع " ألف بوست" المقرب منه جدا، الذي لا يتوقف عن دبج المقالات، التي تفضح قصور صاحبها في التحليل، ونيته المبيتة في المس بالمؤسسات، أما غياب النائب الاستقلالي عادل تشيكيطو عن حفل الولاء فحادث معزول، يمكن تفسيره برغبة "شاب" في لفت الأنظار إليه لا أقل ولا أكثر، علما أن هذا الغياب لا يلغي تشبث النائب بالملك والملكية، كما أعلن هو نفسه، في حين أن زلة لسان مصطفى العلوي لا تعبر عن سوء نية أو طوية إلا عند أولئك الذين في نفسهم مرض ويتحينون الفرص من أجل استهداف المؤسسات.
إنها مجرد وقائع عارضة، لا تؤثر في الدلالات الرمزية لطقوس البيعة التي هي بمثابة ميثاق يربط بين الملك والشعب، ليس الهدف منها " الإدلال" أو " الإهانة"، وإنما الغاية هي تجديد العهد والتأكيد على ميثاق الالتحام.