موحى الاطلسي
كشرت الصحافة الجزائرية عن أنيابها مثل كلاب الشوارع التائهة أو المسعورة. واستغلت قضية دانيال كالفان الإسباني المحكوم في قضية اغتصاب أطفال مغاربة لتصفي حساباتها التاريخية مع المغرب. ولم يعد الجزائري المنصف يميز بين ما تكتبه هذه الصحافة وبين نباح الكلاب. وهي الآن سواسية مثل أنياب كلب بادية على حد تعبير الشاعر العراقي أحمد مطر.
فالصحافة الجزائرية تتمنى أي شيء يصلها عن المغرب كي توغل سبا وشتما في بلدنا، وتتلقف كل ما يكتبه صحافيو القمامة بين ظهرانينا ليصنعوا منه شواهد على حجية أخبارهم، رغم أن شهادة هؤلاء بيننا غير مقبولة حتى في الطلاق. فهي صحافة تصاب بالغيرة، لأن الواقع في المغرب مختلف تماما عن الواقع في الجزائر ورغم ذلك فإن الصحافة في المغرب لها جرأة وراديكالية في نقد المؤسسات.
لقد استغلت هذه الصحافة المرتبطة في الغالب الأعم بالمخابرات الجزائرية وبالأمن العسكري والتي ترتع من عائدات البترول والغاز.
وعينة عشوائية من الصحافة الجزائرية تتيح إمكانية الاطلاع على الحقد الدفين الذي تكنه هذه الصحافة للمغرب.
فكتب الموقع الجزائري البلاد: العفو عن المجرم لم يكن خطأ وسبق للملك إصدار عفو عن إبنه: صفقة سياسية سرية بين المخابرات الإسبانية والمغربية". وليبرتي ألجيري: بهدف تخفيف ضغط الشارع المغربي محمد السادس يتراجع عن العفو على دانيال كالفان. والخبر الجزائرية: مطالب بالاعتذار للشعب وتقنين العفو. وDz.com: محمد السادس: وصمة عار.
ولم تتحدث الصحافة الجزائرية، التي تعتبر نفسها صحافة عدو، عن القرارات الملكية الجريئة وغير المسبوقة في تاريخ المغرب ولا العالم العربي، وقرارات الملك دائما بالنفس ذاته، ولم تذكر ولو صحيفة واحدة شيئا عن بلاغ الديوان الملكي، ولا عن منطق العفو حيث توجد لجنة هي التي تهيئ اللوائح وأنه يستحيل على شخص واحد تفحص كل الملفات ومعرفة خلفياتها والأحكام الصادرة في حق أصحابها.
وكما قلنا فإنها صحافة مصابة بالغيرة. لأن النظام في المغرب نظام ديمقراطي وتعددي وعرف تطورات ثورية هامة ورغم ذلك تمارس الصحافة نقدا حادا تجاه المؤسسات. وفي الجزائر هناك نظام عسكري ذو واجهة مدنية ولا تستطيع الصحافة ان تفتح فمها، وما زالت قصص كثيرة في الوقت الحاضر تثرى ومنها قصة بن شيكو الذي كتب كتابا عاديا عن بوتفليقة فقضى 18 عشر شهرا في السجن، أما في المغرب فقد تخلى الملك عن متابعة صحيفة قالت فيه كلاما سيئا بخصوص الشركة الأمريكية للتنقيب عن النفط.
كيف لصحافة تعيش على مخصصات الأمن العسكري الجزائري أن تنتقد بلدا تولد فيه صحافة مستقلة وغير تابعة؟ كان على هذه الصحافة أن تهتم بالنظام السياسي الجزائري الغامض الذي يعيش حالة من الالتباس غير مسبوقة، حيث يوجد بوتفليقة في حالة تحنيط ولا يستطيع ممارسة الحكم ولا يعرف الجزائريون اليوم من يحكمهم في غياب مطلق للرئيس، فهل تصدر قرارات الحكم من قصر المرادية أم من قصور الكباريهات حيث يقضي العسكريون لياليهم الحمراء؟
ولما يتعلق الأمر بالمغرب تتحدث الصحافة الجزائرية بما لا تعلم وتختلق الأحداث ولا تتورع في الكذب وصناعة ابن معتقل لدانيال حيث اختلط عليها الأمر بين دانيال وبين معتقل آخر يوجد رهن الاعتقال هو وابنه. فالصحافة الجزائرية أصبحت كعاهرة تتصيد الأخبار مثلما تتصيد الزبناء في الشارع العام وهي طريقة قاتلة للصحافة التي عليها أن تتحرى المصداقية.