إدريس شكري.
في عز "الأزمة" التي ترتبت عن العفو الخاطئ عن "البيدوفيل" دانيال، والتي طوقها التدخل الملكي، بينما ظلت الحكومة تتفرج، فضل الأمير مولاي هشام أن يدلي بدلوه في قضية، وعوض أن يثمن الخطوات المتلاحقة التي قام بها محمد السادس، فضل، كعادته، أن يدعي، في حوار مع موقع إلكتروني ألماني، أن العفو أساء لصورة الملك، عن سبق إصرار وترصد، وبسوء نية، لأن مواقفه ومقالاته وأحلامه وكذا أقلامه الموزعة هنا وهناك، تسلحت، بكل ما لديها بمناسبة هذه النازلة، من أجل استثمار هذه الفرصة لارتكاب أكبر إساءة إلى بلد يدعي الأمير الحرص على رد الاعتبار لشعبه، بينما هو لا يقيم لهذا الشعب أدنى وزن، بدليل أن السيد مولاي هشام ليس ببعيد عن الحملة التي يقودها اليوم الصحفي الإسباني إيغناسيو سامبريرو، وينخرط فيها موقعي " أ. بوست"، و"لهم"، التي تسئ إلى أمة بكاملها ومؤسساتها، من دون نسيان رغبته في مطلع القرن الحالي في اقتناء حصص بالصحيفة المشهورة أنذاك بالمغرب " لوجورنال" من أجل استعمالها في هجوماته بعد أن أخفق في إيجاد موطئ قدم في تدبير شؤون الدولة غب وفاة الراحل الملك الحسن الثاني.
ولقد نسي السيد الأمير أن رد الاعتبار إلى الشعب يبدأ بتأدية واجبات الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لفائدة المأجورين العاملين بشركاته وضيعاته، حتى لا يذهب عرق جبينهم سدى، و بعدم الاستفادة من قروض بدون فوائد أو بدون ضمانات كافية أو أراضي بثمن رمزي، و تفادي الإقبال على شراء عقارات بطرق تفتقر إلى الشفافية والوضوح الكافي، و تتحول إلى ملفات يجرجر الأمير بسببها أمام المحاكم... وهو ما يسئ إلى صورة أمير، يبقى في نهاية المطاف أحد أفراد الأسرة الملكية، غير أنه اختار أن يكون خارج الاجتماع ببعديه العائلي والوطني بسبب النفس " الأمارة بالسوء".
كما نسي السيد الأمير أنه بفضل هذه الصفة يحظى بوضع اعتباري، يجعله يستهلك جزءا من ميزانية البلاط، حيث يحرس الجنود مقر الإقامة التي ينزل فيها كلما حل بالمغرب، غير أن هذه الصفة، لا تخول له، على أي حال من الأحوال ضرب القوانين الجاري بها العمل عرض الحائط، خاصة في مجال التعمير، حيث يحلم الأمير ببناء مدينة "فاضلة" على هضبة عكراش، من دون الخضوع إلى المساطر والإجراءات.
إن الصورة التي لحقها الأذى بالفعل ليست هي صورة الملك، التي خرجت بيضاء ناصعة كالثلج من هذه "الأزمة"، ولكنها صورة الأمير الذي اختلط عليها الحابل بالنابل بين "دانيال" و "عكراش"...