تداولت مصادر وثيقة الاطلاع معلومات جد دقيقة حول ما كان مجلس الأمن مسرحا له خلال شهر أبريل الماضي حينما أقدمت وزارة الخارجية الأمريكية على تقديم مقترح إلى مجلس الأمن كان يقضي بتوسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء لتشمل حقوق الانسان، وتبين هذه المعلومات الجديدة الحرب الطاحنة التي جرت بين جهازي المخابرات في كل من الجزائر والمغرب فقد أورد موقع "جويف أمريكان مندو وايز" الموجود مقره بواشنطن معلومات دقيقة استكملت بمعلومات أخرى تمكنت أخيرا من التخلص من قبضة السرية.
ونقلت"العلم: في هذا السياق أن أجهزة المخابرات الجزائرية اشتغلت لفترة طويلة في الولايات المتحدةالأمريكية في إطار من السرية ودون أن تتمكن عيون جهاز المخابرات المغربية من رصد تلك التحركات، وانتهى عمل المخابرات الجزائرية بإقناع مساعدي رئيسي لجنة حقوق الإنسان بالكونغريس الأمريكي السيدين فرانك وولف وهو من الحزب الجمهوري وجيم ماكوفيم وهو من الحزب الديمقراطي على توجيه رسالة إلى كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية يطلبان منه فيها إلى ما سمته وضع حد لخروقات حقوق الإنسان في الصحراء والتي يقترفها المغرب، وطالبته بالعمل داخل مجلس الأمن على توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء لتشمل حقوق الإنسان ، كما طالبته بإجبار المغرب على توقيف جميع مظاهر انتهاك حقوق الإنسان في هذه المنطقة.
ويذكر أن لجنة حقوق الإنسان في الكونغريس الأمريكي مكلفة بمراقبة احترام والتزام الحكومة الأمريكية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وبمجرد وصول الرسالة إلى الخارجية الأمريكية وهي الخطوة التي لعبت فيها السيدة كيندي دورا حاسما بدأ كاتب الدولة الأمريكي السيد جون كيري في تجسيد تجاوبه مع مضامينها بأن قدم مقترحا إلى مجلس الأمن يقضي بتوسيع صلاحيات المينورسو ، ومقترحات أخرى تلزم الأطراف باحترام حقوق الإنسان.
وما أن التقطت السلطات المغربية الخبر بصفة جد متأخرة حتى سافر وفد رسمي وصف برفيع المستوى إلى واشنطن للعمل على إحباط هذه المحاولة الجديدة ونسفها، وفعلا أجرى الوفد المغربي لقاءات كثيرة مع المسؤولين الأمريكيين بواشنطن وحرك مجموعات الضغط الكثيرة التي يتوفر على علاقات جيدة معها للعمل على تحسين صورة المغرب في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثمرت هذه اللقاءات نتائج وصفت بالهامة، وجاء اتصال جلالة الملك محمد السادس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ليضع حدا لما كان يخطط له، وتم في ضوء ذلك نسف الجهود الكبيرة التي قامت بها المخابرات الجزائرية لفترة طويلة لتوجيه ضربة قاصمة للمغرب، إلا أنها خرجت محبطة، خاوية الوفاض بعد أن كبدتها الديبلوماسية المغربية هزيمة جديدة.