محمد بوداري
المغاربة لا يقهرون في مجال التقليد و"النقيل" و"الكونطرفاسون". فإذا كانت اخبار درب غلف قد سارت بذكرها الركبان في ميدان القرصنة، والتي لم ينفع معها قانون حماية الملكية الفكرية والصناعية، فإن
المبحرين على الانترنيت ومرتادي شبكاتها الاجتماعية لا يختلفون في شيء عن هؤلاء القراصنة..
فقد قرر مجموعة من الشباب "الافتراضي" النزول إلى الشارع يوم 17 غشت المقبل لإسقاط حكومة بنكيران، وذلك من خلال حركة "تمرد...قهرتونا"، المستوحاة من حركة تمرد المصرية التي اودت برأس مرسي وجعلت الجيش يتدخل لعزل
ولم يمض على هذه الحركة أكثر من ثلاثة اسابيع حتى اعلن شباب "افتراضي" آخر عن إطلاق حركة أطلقت على نفسها اسم "صامدون"، حيث قرروا النزول إلى الشارع يوم 20 غشت المقبل، وذلك في مواجهة حركة تمرد و"الدفاع عن مكاسب الأمة والشعب" في "مسيرة وطنية عظيمة" ، كما جاء على صفحتهم في الفيس بوك..
حركة "صامدون" ايضا ليست "مايد إين موروكو" بل هي مستوحاة، او لنقل منقولة، من حركة الاخوان المسلمين والمساندين للرئيس المعزول محمد مرسي، إذ الشعارات والأهداف تتشابه وإن اختلفت السياقات..حيث قالت الحركة أن نزولها إلى الشارع سيكون "ثورة شعبية أخرى ضد التماسيح والعفاريت التي تريد كبح جماح التغيير، وتوقيف عجلات الإصلاح والعودة بالمغرب لعهد السيبة والنهب والاسترزاق"..وذلك في إشارة إلى مساندتها لعبد الاله بنكيران وحكومته..
نزول الحركتين إلى الشارع وفقا لمبررات كل واحدة منهما يذكرنا بحركات أطلقت على الانترنيت ولم نرى لها أثرا في الواقع، لأن الذين أطلقوها لا يتقنون سوى الكلام والبيانات النارية وبلاغات التمرد ولغة الكر والفر في حروب وهمية في العالم الافتراضي، ولا يستطيعون "الخروج من حواسيبهم" إلى الواقع الفعلي، لممارسة النضال الحقيقي وليس الاختباء وراء اسماء مستعارة وصور "أفاتارات" لا تستطيع النزول إلى العالم لمواجهة قوى الشر وتخليصه منها كما في الاساطير الهندية التي نقلت منها كلمة Avatar.