مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


قاهر الأسود: أبو يعزى،القطب الصوفي الأمي


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 22 يوليوز 2013 الساعة 49 : 08


رمضان مصباح الإدريسي.

تعددت المصادر التي تعرضت لهذا القطب الصوفي الأمي؛وقد اعتمدت منها على:

المعزى في مناقب أبي يعزى” وهو للشيخ أبي العباس أحمد بن أبي القاسم الهروي التادلي” المتوفى سنة 1013ه.

تم تحقيق وتخريج الكتاب من طرف أحمد فريد المزيدي

دار الكتب العلمية. بيروت سنة 2006 كما تم تحقيقه من طرف على الجاوي: مطبعة المعارف الجديدة سنة 1996

“2.رسالة المراحل في مناقب أبي يعزى الراحل” للأستاذ محمد السوسي لإحاطته المركزة بسيرة الرجل ومناقبه ؛ولاستثماره لمصادر مهمة في الموضوع.

ومن مصادره: الريحان والنجم الثاقب ,ومجمع الزوائد ومنفع الفوائد ,والتشوف الى رجال التصوف, ودوحة الناشر لابن عسكر. .

ويضيف الى قائمة مراجعه: "أهم المخطوطات التي زودنا بها أحفاد الشيخ ،وعلى رأسهم الأخ الأستاذ المحترم المحمدي الحسن بن الحاج بوعزة ,الذي أعاننا بأهم الكتب التي أخرجها من خزانة والده رحمة الله عليه . والأستاذ المذكور كان أبوه فقيها جليلا وعالما متبحرا قام بمهمة الخطابة بمسجد أبي يعزى جده,زمنا طويلا ,حتى وافاه الموت."
نسب أبي يعزى:

أكد جميع المؤرخين أن نسب أبي يعزى شريف؛فهو ينحدر من الدوحة النبوية المنيفة ؛وقد شذت على هذا الإجماع فئة ترى خلاف هذا ؛ويستغرب الأستاذ السوسي لمن يقول بأن أبا يعزى من الحبشة.

ثم يورد عمود النسب الشريف الآتي::

“أبو يعزى بن عبد الرحمن بن أبي بكر اللاني بن موسى بن عيسى بن صالح بن ابراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن ميمون بن عمر بن محمد بن داود بن أبي زيد بن يعقوب بن ادريس بن عبد الله بن ادريس الأزهر بن ادريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ,بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.”

مشايخ أبي يعزى:

قال صاحب كتاب التشوف:” كان الشيخ أبو يعزى يقول : خدمت نحوا من أربعين وليا لله عز وجل:

الامن ساح في الأرض ومنهم من أقام بين الناس الى أن مات" وما منهم أخذ عن شيخه أبي شعيب بن سعيد الصنهاجي ,المتوفى بأزمور سنة561ه؛وهو الملقب بالسارية “لأنه كان يطيل القيام في الصلاة ,حتى يظن الداخل الى المسجد أنه سارية”.يحكى أنه من شدة تفانيه في خدمة شيخه هذا ؛أن زوجة الشيخ طلبت منه مملوكة تخدمها ,فاشتد عليه الأمر ,ربما لقلة ذات اليد ؛فلما رآه مريده أبو يعزى مهتما قال له: أنا أتقمص دور المملوكة وأخدمها ؛فطفق وهو متنكر بلباس مملوكة.- يطحن ويخبز ليلا ,وفي النهار يتفرغ للعبادة.

ذات ليلة أطلت الزوجة على السقيفة متلصصة على المملوكة, فهالها ما رأت : الطاحونة تدور من تلقاء نفسها ,وأبو يعزى واقف إزاءها يصلي ؛فأخبرت الزوج وانكشف السر,وأقسمت الزوجة ألا يخدمها أبو يعزى.

ولقي أيضا أبا عبد الله أمغار ,وأبا موسى عيسى أيغور وغيرهم.

تلامذته:

أبو مدين الغوث الأندلسي الهسكوري.توفي سنة595ه.

شعيب بن الحسين الأنصاري.

أبو جعفر محمد بن يوسف الصنهاجي : وقد قال:” زرت أبا يعزى مائة مرة وما وجدت غير بركته وبركة الرجال ذوي الفضل والتقوى",

وقال أيضا : ” ناداني أبو يعزى من أيروجان ثلاث مرات ولم أسمعه إلا في الثالثة، فلما وصلت قال لي معاتبا :مالك لم تجبني الا في المرة الثالثة؟ ( المسافة طويلة جدا بين أيروجان وتاغزوت) حيث كان المنادى عليه.: ومن تلامذته أبو الصبر أيوب بن عبد الله الفهري .ومنهم أبو علي مالك بن تامجورت الهزميري. لأبي مدين الغوث الهسكوري قصة مع شيخه أبي يعزى أوردها ,باختصار لما فيها من كرامة:

فقد كان ,وهو بالجزيرة الخضراء,يرعى غنم إخوته ؛وكان دائما يسمع مناديا يناديه أن هاجر إلى المغرب .لم يكترث للنداء وذات ليلة جاءه رجل وقال له: يابني لك شأن عظيم ,لكن لا يحصل لك ا لا إذا انتقلت إلى المغرب ,حيث يوجد أبو يعزى ,وسيفتح الله لك على يديه..

لما هم بالرحيل منعه إخوته ؛بل طارده أحدهم بسيفه ,ولما هم بضربه تلقى أبو مدين السيف بعصا كانت معه .ذهل المهاجم حينما رآى سيفه قد تكسر وتشظى؛فما كان منه إلا أن قال :اذهب أخي إلى حيث تريد.

بعد مدة من التحصيل في فاس ,والسؤال عن أبي يعزى تمكن أخيرا من ملا قاته رفقة بعض العلماء والطلبة.أكرم أبو يعزى وفادة الجمع لكنه أعرض عن أبي مدين الغوث زمنا؛احتار المريد ولم يدر تفسيرا لهذا الصد.

يقول المريد:” بقيت ثلاثة أيام لا آكل ولا أشرب ؛وبينما أبو يعزى ذات يوم ترك مكانه ,بادرت إليه متمرغا ,لكني مندهش للعمى الذي أصابني لحظتها.

لما رجع قال لي :تقدم يا أندلسي فبسط راحته على عيني فزال ما بي من العمى ,وقال للحاضرين: ” إن هذا الولد سيكون له شأن عظيم ومرتبة عظمى ،ودعا لي بالبركة ؛فوجدت قلبي مسرورا منشرحا

كرامات أبي يعزى:

تتناقل الذاكرة الشعبية ذات العلاقة بهذا القطب- قرابة أو جوارا ,أو ترددا – العديد من الكرامات ,وتربطها بمواضع محددة ,جوار ضريحه ,وبحيوانات معينة ؛وبالعلاقة بين الأبناء والآباء؛مما سأذكره لاحقا ,باعتبار هذه الكرامات مكونا روحيا فاعلا في الجماعة إلى اليوم؛مهما اختلفت نظرتنا إليها.

وقبل هذا لا بد من البحث في الذاكرة الصوفية العالمة عن كرامات أبي يعزى التي تشرعن وتؤسس لما ترويه الذاكرة الشعبية ,وتعيشه ,كممارسات,على مدار السنة ,وخلال الموسم السنوي الذي يقام لهذا القطب.

يقول أبو العباس زروق رضي الله عنه– نقلا عن المعزى في مناقب سيدي أبي يعزى ,لأبي القاسم الهروي التادلي:” إن أبا يعزى كراماته بعد مماته كمثل حياته.”
وقال الشيخ أبو العباس العزفي – نقلا عن نفس المصدر:

” سمعت الفقيه الفاضل ,أستاذ الأستاذين, وآخر المتكلمين:أبا عبد الله محمد بن عبد الله الفندلاوي ,عرف بالكتاني يقول, وقد جرى ذكر سيدي أبي يعزى ,وذكر ولايته ,وانتشار كراماته .قال: وما نعلم وليا من أولياء الله تعالى ,ثبتت كراماته بالتواتر الا هذا الشيخ المبارك :سيدي أبي يعزى . …”

وقال أبوعلي الصواف :سمعت أبا عبد الله الكتاني يقول: “نقلت كرامات أبي يعزى نقل التواتر وفي نفس المصدر يرد قول أبي يعقوب بن الزيات :” سمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي يقول: سمعت أبا الصبر أيوب بن عبد الله يقول: سمعت أبا يعزى يقول : ما لهؤلاء المنكرين لكرامات الأولياء ,والله لو كنت قريبا من البحر لأريتهم المشي على البحر عيانا.

نماذج من كراماته:

تواترت أخبار معاصريه عن قدرته على المكاشفة؛فما زاره زائر إلا قال له: “أنت كذا وقصدك كذا, وجئت لكذا.

قال أبو الصبر أيوب الفهري, وكان من الثقات: ” حضرت عنده إلى أن جاءه رجل فسلم عليه ,فقال له الشيخ أبو يعزى: لماذا تخون أخاك ,وتأتي زوجته وهو غائب؟
فقال له الرجل: أتوب إلى الله عز وجل من ذلك..”

وقال أبو العباس العزفي:” ما زال أبو يعزى يكاشف الواردين ويقول :سرقت كذا ياهذا؛وعصيت يا هذا ؛واذا بكتاب الشيخ أبي شعيب ورد عليه من أزمور يقول له: استر عباد الله ولا تفضحهم؛فقال: والله لولا أني مأمور بهذا ما فضحت أحدا ولسترتهم؛إنما قيل لي قل فقلت.

وفي ” النفحات القدسية للورنيدي” يرد ذكر ما جرى بين السلطان الموحدي عبد المومن بن علي الكومي و الشيخ أبي يعزى:

"بعد تكاثر جموع الواردين على الشيخ ,وخيف منهم على الدولة, تحرك السلطان صوبه,فلما كان في منتصف الطريق بعث إليه .أقبل أبو يعزى راكبا حمارا فأخذ عبد المومن يختبر قدرته على المكاشفة ,حتى يشهدها عيانا؛فأخبره الشيخ بأن حماره يأكله الأسد الليلة.قال عبد المومن:” ائتوا بحماره واجعلوه في مربط خيلنا .بات الحرس يحرسون الى طلوع الفجر فتفرقوا؛وإذا بالأسد قد افترس الحمار ,وبقي هناك رابضا.لما طلع النهار ,وعرف بذلك الخليفة فأراد أن يعرف الشيخ به ,فعرف فقال:أريد أن أقف عليه ؛فسار حتى وقف عليه والأسد رابض ,فتقدم إليه فضربه بعصاه ضربة فخر ميتا ,فنقل ذلك للخليفة فقال: اعتبروا بهذه القصة ,فانه ما ضربها لكم إلا مثلا ,وجعلها لكم تأديبا ؛كأنه يقول لكم:

أنا رب الدابة ,فقتلها الأسد فسلطت عليه فقتلته,وأنا عبد ربي إليه ,فان قتلتموني غضب لي سيدي ,فيفعل ذلك بكم."

وحكى العزفي وصاحب النجم وابن الزيات أن أبا الحسن الصايغ قال:”خرجنا لزيارة الشيخ أبي يعزى ,فلما كان الغروب خرجنا لنتوضأ ,وبعدنا عن القرية ,واذا بالأسد حال بيننا وبينه ,فقيل ذلك لأبي يعزى ,فخرج بعصاه واشتغل يضرب الأسد حتى أبعده ؛فلما لحقناه وجدناه يأكل عيون الدفلى ,فقال للترجمان ,إذ كان لا يحسن العربية إلا القليل منها: ما تقولون أنتم معشر الفقهاء في من يأكل عيون الدفلى فقلت له: قل له الذي يأكل الدفلى يطرد الأسد عن أصحابه ؛ولما قالها له رأيته يبتسم.

وحكايته مع أبي محمد عبد الله بن عثمان وصديقه (وهو من أهل فاس),مما يرويه صاحب التشوف.

ذات وفادة عليه أقبل على الزوار وهم جلوس – وكان أسود اللون طويلا- فطفق يقبل رؤوسهم واحدا واحدا.”قال لي صاحبي :هذا أسود حاذق,فقلت له : تحفظ ولا تتكلم في ولي من الأولياء. لما انتهى أبو يعزى قبل رأسي ولم يقبل رأس صاحبي ؛بل مسح بيده على صدره ثم قال: أما هذا فلن اقبل رأسه ,حتى يذهب من قلبه الذي فيه ؛فتعجب صاحبي من ذلك وقال لي : تبت إلى الله تعالى مما كتمت في ضميري….فأمر لنا الشيخ أن نكون في بيت ننفرد فيه عن الناس ,وقال لنا: أنتم لا تحملون أن تكونوا مع الجموع … أتى بعض خدمته بطعام الشعير وعليه الخبيز في صحفة فقال لي صاحبي: ما سقتنا إلا لنأكل من بقول الأرض والبراري ,فقلت له: ألم تتب إلى الله من أمثال هذا ؟ وإذا نحن بالشيخ أبي يعزى قد أقبل بطبق فيه رغيفان من البر ,وصحفة فيها لحم مشوي من لحوم الضأن ,فقال لي : قل لصاحبك هذا لو أقام عندي شهرا ما أطعمه غير هذا الطعام ,فعلى ما يلومك ؛وإنما خلط الخديم بذلك الطعام ,قبل أن آمره بما يأتيكم به من طعام ..

اشتد عجب صاحبي من ذلك فقال لي : والله لا عدت إلى ذلك أبدا..

ونقل صاحب”النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المفاخر والمناقب” ,والإمام العزفي والتادلي ,عن أبي الصبر أيوب الفهري ما جرى له مع أبي يعزى ؛اذ قام عنه ,وقد كانا جالسين يتحدثان ؛فسمعه وهو يطارد حيوانا إلى أن بعد,وبعد ذلك سمع لغطا كبيرا,يعلوه صوت أبي يعزى وهو يقول: من أين دخل الحرام إلى ماشيتي؟ ولما عاد أخبره بأن بعض المقيمين في الجوار كانوا سرقوا ماشية من الرعاة ؛ولما تتبعهم هؤلاء واستردوا ماشيتهم أكملوا منها ما نقص من ماشيتي ؛وهذا ما جعل الأسد يهاجم الماشية لأن بها ما ليس لي ؛فقمت اليه وطردته بعصاي..

ومما رواه أبو العباس العزفي ,وابن الزيات عن محمد ابن عبد الكريم أنه قال :”صلينا الجمعة مع الشيخ أبي يعزى ,في عام جدب ؛فلما خرج من المسجد(يقال أنه جامع الأندلس بفاس) تلقاه الناس وشكوا اليه احتباس المطر عنهم ,فنزع شاشية من العزف كانت فوق رأسه ورمى بها ,وأرسل دموعه ,وبقي يتضرع باللسان الزناتي (أمزغن,أمزغن)أي : ياضيفي وياسيدي ويامولاي ,هؤلاء ساداتي طلبوا مني أن أستسقي لهم ,وماقدري,قال: وما زال يبكي ويتضرع حتى غيمت السماء ,وأمطرت في الحين .قال محمد بن عبد الكريم: فنزعت نعلي ومشيت حافيا ,من كثرة الأمطار ..

ولأبي يعزى كرامات عديدة ,متواترة, بعد مماته قال أبو العباس زروق

يحث على الزيارة:” لاسيما من ظهرت كراماته بعد مماته,أكثر من حياته , كالشيخ أبي العباس السبتي ؛ ومن ظهرت كراماته في حياته ومماته سواء, كالشيخ أبي يعزى .واعلم أن هذا الإمام بلغت كراماته حد التواتر".

مجاهداته:

التدرج في مراتب الولاية ,وظهور الكرامات لا يتأتى للصوفي الا بعد مجاهدة,وملازمة ؛يقول الشيخ أبو العباس الهروي التادلي:” أما مجاهداته (أبو يعزى)
: فقل من يصل إليها من الأكابر؛نقل عنه الزيات في التشوف ,وصاحب النجم والعزفي أنه قال "أقمت في البراري سائحا خمس عشرة سنة ,لا آوي الى معمور ,وكنت أتقوت بالجُمار ونبات الأرض ؛وكانت الأسود والطيور تأوي إلي في ساحتي ,وتتآنس بمجاورتي".

” لم يكن يشارك الناس في معاشهم لا في مجاهداته ,ولا في نهايته، حتى لقي الله على أكمل حال”

وروي عن عبد العزيز الهسكوري أن أبا يعزى قال:” أقمت عشرين سنة في الجبال المشرفة على تمليل ,التي بين الغيل المنسوبة لآيت مدوال ودمنات، وليس لي فيها اسم إلا أبوجرثيل( صاحب الحصير,لعدم لبسه سواه) ثم انحدرت الى السواحل فأقمت بها ثمان عشرة سنة لا اسم لي فيها سوى أبي ونلكوط ؛ومعناه ,عند العامة, النبات المعروف بطول أمازيره ؛لأنه لا ينبت إلا في الأزبال ولا يأكله الناس ولا الدواب.

). كان في آخر حاله يأكل البلوط ,يطحنه ويعجنه أقراصا فيقتات بها” (التشوف)

يقول بعض العارفين- نقلا عن أحداد محمد السوسي: ” ستة من المشايخ قليل من بلغ مجاهدتهم ,أولهم أبو يعزى وثانيهم سيدي عبد القادر الجيلاني ,وثالثهم سيدي سهل بن عبد الله ,ورابعهم سيدي الخير الصباحي ,وخامسهم الهزميري ,وسادسهم أبو يزيد البسطامي" في حالة أبي يعزى لم تتأسس المجاهدة على علم حصله، شأن الصوفية العلماء ،فهو رجل أـمي قضى , طفولته بمسقط رأسه . ولد عام442ه-بهسكورة , ناحية ورززات(جنوب المغرب)؛حيث كان يرعى ماشية والده ” فلما اشتد عوده واستقامت أحواله قرر أن يغادر بلده هائما على وجهه ,عله يصيب معيشة رغيدة ,لكن القدر ساقه إلى الوقوع في الأسر ,لدى جماعة من النصارى بشاطئ الصويرة .بقي هناك أزيد من ست سنوات يخدم هذه الجماعة بأجرة بسيطة .هذا ما جعله لم يتمكن من القراءة والكتابة .ذهبت به هذه الجماعة الى أوروبا فاشتغل بها زمنا ,معينا. محمد السوسي رغم أميته ,وعدم حفظه للقرآن ,إلا بعض قصار السور؛كان يوقف المخطئ ليصحح قراءته ؛ولما قيل له :كيف تعرف هذا وأنت لم تحفظ ,أجاب: أرى نورا يخرج من فم القارئ؛وحينما يخطئ ينقطع النور.
وسئل عن كيفية معرفته بمن لم يتوضأ من المقبلين على الصلاة فأجاب: أشم منهم رائحة الكلاب. أما تاركو الصلاة فكان يرى دخنا على وجوههم..

ضريحه:

كعادة المخْتَلِين من الصوفية بالبراري النائية وشواهق الجبال, حط أبو يعزى عصا الترحال بمكان يسمى “تاغيا” وهي بالأمازيغية, المكان الوعر ,وفي الشمال الغربي لتاغيا ينتصب جبل أيروجان شامخا بعلو 1100م تقريبا..

بهذا المكان يوجد ضريحه اليوم ,ويعرف في المغرب ,بضريح مولاي بوعزة.. يبعد الضريح عن مدينة واد زم ب:67كلم؛ وعن مدينة خنيفرة ب:82 كلم.
أما حدوده القبلية فهي: جهة الغرب :قبيلة زعير. جهة الشمال: قبيلة والماس. جهة الجنوب: قبيلة السماعلة جهة الشرق: قبيلة زيان.

يقول ذ أحداد محمد السوسي واصفا الزاوية البوعزاوية:

يقصد الزوار ضريح أبي يعزى على مدار السنة ,ويقام له موسم يحضره أحفاده الشرفاء البوعزاويون والبوشتيون ,وسائر الزوار من محبي أبي يعزى؛تماما كما كان يحصل في حياته ؛حيث كان يقصده علماء القرويين وطلبتها ,وغيرهم من الأولياء والصوفية,وسائر الناسالقرويين وطلبتها.

علماء القرويين وطلبتها،وغيرهم من الأولياء والصوفية،خصوصا في فضل الربيع مما يجعل السياحة سياحتين:صوفية وطبيعية.

فكما عاش أبو يعزى وسط البراري ،هاهو اليوم حيث أحب أن يكون.
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com



2526

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



جماعة العدل و الإحسان ... و الرقص على الأموات... بالكذب الحلال

كرونيك 20 كانيبال

العدل والإحسان تفشل في تطهير الشوارع بالدماء

مشروع الدستور الجديد التحول الديمقراطي الكبير للمغرب

هل مقاطعة الاستفتاء موقف سليم من الناحية الأخلاقية ؟

اجتماع حركة 20 فبراير بالبيضاءانتهى إلى عنف وبلطجة إصابات بليغة وإنذار بمزيد من التوترات

العدل والإحسان : رحلة إلى الدار الآخرة؟

المجلس الأعلى للسلطة القضائية يعطي القاضي سلطة الاجتهاد ويحقق استقلال القضاء

النيوبوشية المغربية : هل معارضة النظام حقيقة مطلقة؟

جماعة الفسق والفجور تختنق بما يحققه المغرب من تطور

قاهر الأسود: أبو يعزى،القطب الصوفي الأمي





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة