محمد الشهري.
يقبل رمضان وتقبل معه "شباكية" المنتوج الفني على القنوات المغربية :منتوج تلعب فيه المرأة الدور الأساس، منتوج يحترم مقاربة النوع الاجتماعي بجميع المعايير بل غير حتى دلالة المفهوم ليقتصر النوع الاجتماعي على المرأة، أي أن الرجل نوع "غير إجتماعي" .
إطلالة خفيفة على قائمة السيتكومات المغربية تعطي الأمر اهتماما كبيرا فقناة ميدي 1 تخصص موعد الإفطار بسيتكوم بطلته امرأة تدعى "مينة" والقناة الثانية تنفرد بالصدارة بتتويجها للمرأة كعنصر أساسي في برمجتها وذلك بافتتاحها مأدبة الفطور بسيتكوم "دور بيها يا الشيباني"، ثم الكوبل، و "بنات لالة منانة " ثم أخيرا لمن لم يستطع المقاومة القناة تبث مسلسل رجالي محض معنون ب" احديدان".
تعود بي الفكرة لمناقشة سيتكوم "دور بيها يا اشيباني" فألاحظ أن اختيار العنوان لم يكن محض الصدفة فهو يعبر عن كون الرجل داخل مكون الأسرة عبارة عن إنسان خائن يمثل دوره "عزيز سعد الله"، يحاول العثور عن زوجة أخرى وهو أب لأربعة أبناء .
إنه لمن السهل أن يكتشف إنسان مثقف ميتارسالة القصة بأكملها الشيء الذي يستحيل معه على الأمي، أي أن الصورة التي يعطيها السيتكوم على الرجل صورة ذلك الشخص المفتون بشهواته وغرائزه والذي لا يبالي إلا بتلبيتها دون الاكتراث لزوجته أو لأبناءها وبالتالي يجب الحدر مع كل الرجال وهذا ما يؤكده أزيد من 80% من النساء الاتي يعبرن بشكل أو اخر عن هاته "الحقيقة"، بمقولة "الرجال مافيهم ثقة".
ثم إن الطريقة التي تتناولها القناة الثانية لمعالجة منظومة الأسرة في جوهرها تعبير واضح عن تكريس فكرة الحداثة من خلال التطبع والإنفتاح اللاأخلاقي أي أن السيتكوم الكوميدي لا يمكن أن يتم إلا من خلال عائلة تلبس "الرومي" وتستمع إلى "الغربي" .
عائلة (حسب السيتكوم دائما ) يكون فيها الأب لامبالي بدوره كرب الأسرة، في بحث مستمر عن امرأة تتفهمه، لا يبالي بما يقع داخل رقعة منزله، وحتى إن علم فهو يعالج الأمر بكل "تفتح"، عائلة تلبس فيها البنت الصغرى ما لذ وطاب لا مجال للأم أن تتدخل لتوجيه أخلاق ابنتها أو نصحها، فعوض وضع غطاء عن الشعر يكشف هذا الأخير لا بل وعلى الأكثر من ذلك فالبنت حرة بتقليد أجنبي من قبيل « Skrillex » وأشباهه في طريقة قصة الشعر حتى وإن كان ذكرا.
نفس العائلة تلعب فيها البنت الكبرى دور البنت التي يعجب بها جميع الرجال وذلك لجمالها "الفتان"، وفي غياب شبه تام للأب فالرجال من كل صوب وحدب يلجون إلى المنزل لسرد الشعر عليها والتغزل بجمالها، لكن عندما ترى الأم مثل تلك المواقف تنفعل فتقرر الدخول إلى المطبخ فاتحة المجال لأبنتها في خلوة تامة برجلين لأن تكمل حديثها وحتى في غياب أي فرد من الأسرة فالبنت الكبرى في غاية الحرية تسمح لمن تشاء بالدخول وترفض من تشاء .
سيتكوم تلعب فيه "أوفيسيي حجامي سابقا" دور الطبيبة التي تعالج زوجة عزيز سعد الله التي تعاني من سرطان التدي، نفس الطبيبة التي يحبها الزوج ويهدي لها الورود ويرسل لها الرسائل الغرامية ، في حلقات ماضية يدعى الزوج المرض لكي تعالجه الطبيبة فتدخل الزوجة ثانيا إلى المطبخ لينفرد الزوج بها ويعبر عن شغفه بحبها
خليط من الحب والشهوة والإنحلال والتفسخ والتطبع والتابعية يسود سيتكوما بأكمله في غياب لحظة ولو صغيرة للنكتة الذكية ، هو بالفعل ما تريد قناتنا الثانية إيصاله لنا في عز النهار .
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتابع المشاهد المغربي دور عائلة بطلتها أم متحجبة تعلم ابنتها الصلاة بجانبها فتقوم هاته الأخيرة بهفوات من الممكن أن توقف الأم عن صلاتها فتبدان باللعب وتعلمها مرة ثانية وتحدرها من إفساد الصلاة في المرة المقبلة فيأتي الأب من العمل منهكا فتتعلق الصغيرة بلحيته مسببة له ألما يتحول معه إلى قهقرة من الضحك تعم البيت بأكمله
غير أنه في غياب شبه تام لدور الوزارة في تقنين ورقابة المنتجات السمعية والبصرية التي يتلقاها المشاهد تبقى القناة حرة في توجيه رأي أمة لما يخدم مصالح وأجندات جهات خارجية