حمادي التازي.
من يقرأ بلاغ الهيئة الحقوقية التابعة لجماعة العدل والإحسان، الذي اختارت له عنوان " محنة خنق القرآن"، لا بد أنه سيتحسس أطرافه والمكان الذي يوجد فيه ليتأكد، فعلا، أنه موجود في المغرب وليس في بلد أوربي من البلدان التي يتعرض فيها أبناء الجالية المسلمة للمضايقة والتضييق .
البلاغ يتحدث عن "خرق سافر لمقتضيات الدستور والقانون المنظم لعمل جمعيات المجتمع المدني.."
الآن فقط يتم ذكر الدستور والقانون والمجتمع المدني وحقوق الإنسان. ولا نخال الجماعة تؤمن بمثل هذه الأمور التي تعتبرها من "عمل الشيطان". ويمضي بلاغ الهيئة الحقوقية للجماعة في عملية تضخيم وتضليل واضحة للرأي العام بالكلام عن " انتهاك مفضوح لالتزامات المغرب أمام المنتظم الدولي في مجال حقوق الإنسان.."
الآن فقط تتذكر الجماعة التزامات المغرب، والمنتظم الدولي، وهي التي ما فتئت تنتقد نفس الالتزامات وتسخر منها كما تسخر من هذا المنتظم ، ولا تعترف لا بهذا ولا بذاك.
تزعم الجماعة أنه تم إغلاق دور القرآن (بصيغة الجمع). من يسمع هذا تذهب به الظنون أن جميع الدور القرآنية بالمغرب تعرضت للإغلاق. إنه الافتراء والبهتان . هل يصدق كل ذي عقل سليم أن بلاد القرآن تغلق دور القرآن ؟ وحتى إذا تم إغلاق بعض دور القرآن، ينبغي أن نتساءل: لماذا؟ من المؤكد أن هناك أسبابا تدعو إلى ذلك. وكان حريا بالهيئة الحقوقية للجماعة (ياحسرة) أن تبحث عن الأسباب لا أن تبحث عن الاستفزاز.
إن مطالبة هؤلاء الناس ب "الاعتذار للشعب المغربي ،وجبر الضرر، ورفع الوصاية الأمنية الاستئصالية على مجال التدين ليكون شأنا مدنيا.." يحمل الكثير من المغالطات، وكأنهم يريدون أن تستقيل الدولة من مهامها، وتتركها لكل من هب ودب.
الدولة تقوم بعملها، ولا يمكن ترك الحبل على الغارب حتى إذا ما وقعت واقعة إرهابية ، ينبرى نفس الأشخاص في نفس الجماعة بكيل التهم المجانية للدولة بالتقصير والعجز والإخلال بالمسؤولية ، وغيرها من التهم الجاهزة التي يتم إخراجها من دولاب الهيئة لحاجة في نفسها ونفس الجماعة. والغريب في الأمر أن "الإخوان" يريدون أن يكون مجال التدين شأنا مدنيا..
إنه "التقنبيل" كما يسميه المغاربة.
دور القرآن موجودة ،والحمد لله ، في كل مكان في هذا المغرب الأمين. وكتاب الله محمول في صدور المغاربة ، ويتلى آناء الليل وأطراف النهار في جميع ربوع المغرب، والمساجد تمتلأ بالمصلين في كل وقت وحين، إضافة إلى دروس الوعظ ، وحلقات الذكر وتجويد القرآن .. فأين هي محنة خنق القرآن؟
أن تتحول هذه الدور إلى القيام بأدوار أخرى تعرفها الهيئة وتعرفها جماعتها، فما على الدولة إلا أن تقوم بدورها. وقد قامت بدورها. و"باراكا من التقنبيل"