عبد الله البقالي .
عاد جلالة الملك إلى أرض الوطن، واستأنف نشاطه في أجواء جد عادية، وجف حبر بعض الذين جعلوا من سفر جلالته في زيارة خارجية خاصة موضوعا لانشغالاتهم التي لا تنتهي حينما يتعلق الأمر ببعض القضايا ذات الأهمية البالغة جدا لدى عموم الشعب المغربي قاطبة.
فلقد أسالت بعض الأقلام التي ترشف من نفس المحبرة كثيرا من الحبر، ادعت المرض الذي ألم بجلالته، وأمطرت الرأي العام بوابل من الأكاذيب والمزاعم.
أحدهم ـ وأنتم تعرفونه جيدا لأنكم تتذكرون عمله مقابل أجر مغري طبعا مع الأمريكيين ومع نظام معمر القذافي ـ انشغل كثيرا بسفر جلالة الملك، وكأن جلالته كان مطالبا بأن يستأذنه في السفر ويخبره بوجهته في هذا السفر وبالمدة التي سيستغرقها السفر، ولم لا بالبرنامج اليومي لجلالته خلال المدة التي سيستغرقها هذا السفر.
قد يتهيأ للبعض أن الأمر يتعلق بأعلى منسوب ممكن من الوقاحة، أو بأعلى درجات التطاول، لكن في الحقيقة فإن الأمر يتجاوز ذلك بكثير.
إن الحديث عن غياب الملك بكثير من اللامهنية ومن السطحية مع شحن الموضوع بالأكاذيب والمزاعم يمس عصب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فالحديث في هذا الإطار وبالمنهجية المعلومة في بلد يتميز اقتصاده بالهشاشة من شأنه أن يخلف أضرارا كبيرة على الوضع الاقتصادي، لأنه يخلق حالة قلق ورعب ترتبط أساسا بالاستقرار العام في البلاد، وتبعا لذلك تتضرر البورصة، ويحزم المستثمرون حقائبهم، وتمسك المؤسسات المالية العالمية بالقلم الأحمر لتبدأ في التنقيط السلبي، وتتراجع قيمة العملة الوطنية، وترتفع الأسعار، وبذلك تكون الجهة التي تناولت غياب الملك بخلفيتها المعهودة إنما كانت تقصد نسف الوطن برمته، المشكلة الكبيرة لهذه الجهة، أن شيئا من كل هذا الذي راهنوا عليه لم يحدث، إذ عاد جلالة الملك.. واستمرت الحياة العادية، وهم الآن بصدد البحث عن التزود بكمية جديدة من السم.