خصّ الأصولي المتشدّد، في صفوف العدالة والتنمية على الأقل، صحيفة "القدس العربي" اللندنية بمقال "يعوّم السمك" نظريا لأهداف سياسية تجاوزتها الظروف، و يلمّع حذاء أردوغان وتركيا العثمانية بقلمه مجازا لأن الصورة الحقيقية التي نستشفها من بين سطور المقال، وهي التلميع باللسان لا نسمح لمغربي مهما كان أن ينحط إلى درجة يصبح فيها مستزلما مهانا لسيده التركماني.
ان محاولة لعق الأحذية، تبدأ بلسان ما سماه الكاتب ب" الاعتبارات الثلاث"، التي بسطها حامي الدين كإطار للجذب ولفت نظر المهتمين لـ" الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركي إلى المغرب من طرف المراقبين"، لأنها كلها مغلوطة ومضللة للقارئ في العالم العربي المحترم وقراء الصحيفة ...
لأن الاعتبار الأول مجانب للحقيقة تماما، فالظرفية في المغرب منذ وصول "المصباح" ببلادنا إلى الحكم عرفت ارتفاع سعر الوقود وانطفاء مصابيح الفقراء، و زيارة اردوغان الى ابن كيران تتبعها المراقبون لأنها كانت، حزبية صرفة، وكاريكاتورية جدا، وينطبق عليها المثل الذي يقول" تمسك غريق بغريق فغرقا" تماما، وكانت مثيرة للضحك والتنكيت، لأن أردوغان ترك بلاده على صفيح ساخن وهرب إلى المغرب حيث "فاقد الشيء لا يعطيه" وهو العدالة والتنمية المغربي وأزمة حكومته السياسية ناهيك عن الاقتصادية ومقاطعة رجال الأعمال المغاربة لها(..)
الاعتبار الثاني، يقول حامي "مرتبط بالطبيعة السياسية للضيف الكبير فهو يقود تجربة إصلاحية في بلاده من موقع التسيير الحكومي لمدة تزيد عن ثلاث عشرة سنة استطاعت أن تحقق نجاحات باهرة على الصعيد السياسي والاقتصادي وأن تحتل مكانة محترمة بين الدول الصاعدة في العالم .." وببساطة نقول للكاتب" اذا لم تستحيي فقل ماشئت".
هل النجاحات هي تلك المجازر القمعية والمظاهرات التي تطالب برحيل أردوغان؟ هل النجاحات هي الجوعى في كل مكان وازدياد الأغنياء غنى والفقراء مرضا وجهلا وجوعا عشرين مرة الى الخلف؟ هل يصدق حامي الدين مهند ولميس ويكذب الشعب التركي الذي يناضل من أجل التحرر الشامل من دكتاتورية الحكم التيوقراطي للعدالة والتنمية التركي؟ وهل منظر التشدّد الأصولي الفكري في المغرب صاحب التاريخ الذي(..) يقيس النجاحات بمحاولة تركيا نزع رئاسة لجنة القدس من المغرب في فترات عدة ومنها حرب غزة الأخيرة والحراك السياسي التركي لأردوغان ومعاونيه من الاخوان المسلمين في مصر مثل المدعو "الكسباني" بتصريحاته، وعدد من التيوس من المغرب، أكيد أن حامي الدين ان لم يعرفهم فقد سمع بهم؟ ثم هل النجاح هو تقديم مصالح رجال الأعمال الأتراك على المغاربة حتى أصبحت تركيا تستفيد 3 مرات أكثر من اتفاقية التبادل الحر التي وقعها العثماني وزير الخارجية مع أحبابه الترك؟ وهل يعلم أخيرا كاتب الرأي أن رجل أعمال تركي قال للصحافة جوابا على مقاطعة الباطرونا المغربية للجلوس ولقاء اردوغان وفي المغرب وطنهم" ماذا يضر الجبل اذا هرب الأرنب؟"
الاعتبار الثالث ويعني حامي العثمانيين وحزبه ومن معه لأن المغاربة أوقفوا العثمانيين عند حدودهم ، والتاريخ شاهد أما تجربة العدالة والتنمية التركي فلا نحتاج للدروس من أحد، ونتركها للمسطولين من بيننا وتماهيهم مع تجربة يعيشها المغرب منذ قرون،وهي ما يسمى أراد من أراد وكره من كره ب"الإسلام المغربي" ونفس التجربة اقتبسها العدالة والتنمية من المغرب وتاريخه وانفتاح اسلامه وتعايش العلمانية مع الاسلام بفضل امارة المؤمنين .
وحتى لا ننسى أخيرا إذا أراد حامي الدين أن يتفقه في العلمانية الإسلامية المغربية أو الاسلام العلماني في المغرب فننصحه أن ينسى الأتراك فهم أخذوا منا التجربة... وعيد المولد النبوي كعيد ميلاد إسلامي على غرار المسيحي من ابداع مغربي صرف. .
رشيد بغا.