عزيز الدادسي
اكتشفنا أخيرا أن عبد الحميد أمين، الرئيس الأسبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وشيخ شيوخ الجمعية والذي لا يدع أي وقفة احتجاجية إلا وحضرها حتى لو لم يعرف مضمونها، يتوفر على مواهب كبيرة في التمثيل المسرحي وخصوصا التشخيص الواقعي، وله قدرات فائقة على لعب أدوار في الشارع العام وفي غياب خشبة المسرح وفي غياب المخرج والإنارة وحتى الماكياج.
غير أن عبد الحميد أمين أصبح "على سبة"، والواجب تجنب المرور جنبه او الاقتراب منه لأنه قد يسقط تحت قدميك دون أن تمسسه.
وقام بننقل مسرحية عبد الحميد أمين موقع متخصص في الصيد في "المرجة الخانزة" تحت عنوان "سحل أمين 100 متر وضرب بنعبد السلام ونقل عضو اللجنة الإدارية للإتحاد المغربي للشغل إلى المستعجلات".
وتبين من الصور والفيديوهات المتوفرة أن قصة السحل تمثيلية محبوكة، تبدأ فصولها بسقوط أمين بين يدي رجال الأمن ولا تنتهي عند كاميرا التصوير. وواقع الحال أن أمين كان يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمن فيهم المحكومون في قضايا المخدرات وترويجها والاعتداء وغيرها، وذلك أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، ولم يحترم القانون كما هو منصوص عليه، وبدل أن يقف أمام مقر النقابة المذكورة عمد إلى إغلاق الشارع فعمدت السلطات العمومية إلى أن تطلب منه إخلاء الشارع أمام حركة المرور، وبينما كان رجال الأمن يحاولون إقناع الرجل بالتزام القانون هو وبضعة أشخاص كانوا معه، شرع في القيام بحركات تسخينية من أجل تمثيل المسرحية المذكورة التي لم تعد تجدي نفعا بعد أن تبين أن جملة من يدافع عنهم محكومون في قضايا مخدرات وغيرها من قضايا الحق العام.
والمسحول عبد الحميد أمين، كما زعم وهو من يروج له، يظهر في كافة الصور أن رجال الأمن كانوا يمنعونه من السقوط على الأرض متراجعا إلى الوراء. ولتتصوروا قليلا رجلا يريد أن يتساقط وهو يرجع إلى الوراء والكاميرا تصوره، ويبدو وكأنه فعلا تم سحله، وهذه قمة التمسرح.