هل نعاني نقصا جنسيا، أو تحتجزنا جدران الحرمان و الكبت، فيتوجس الإسلاميون من أن تثيرنا سيقان ومؤخرة الفنانة العالمية جيزي، فنسقط في المحظور.
هل تمارس فنانات موازين العالميات لعبة الإغراء، أو تنشرن الفاحشة؟ أو تم استقدامهن لإفساد أخلاقنا لأن الأمر يعد مؤامرة ضد قناعتنا وأفكارنا؟
هذه الأسئلة المثيرة للمخاوف تطرحها الزوبعة التي أقامها تجار الدين، بعدما جعلوا من حفل موسيقي مطية لشعبيوتهم المفضوحة، ولنثر بذورهم الفاسدة على تربة خصبة لا تقبل سوى بذور الديمقراطية والتسامح.
ويبدو أن هذه الزوبعة التي خلقها دعاة الفتنة في احتجاجهم السنوي على مهرجان موازين، صارت متجاوزة، بل إن الغالبية العظمى من المغاربة تشعر بالاشمئزاز بسبب خرجات الظلاميين التي تسعى إلى تلبيس هذا المهرجان الفني الذي تتعايش فيه الثقافات لباس الفضيحة والعار، فكان خير رد على الانفلات الفكري لدى هؤلاء هو الاقبال الجماهيري الكثيف على فقرات المهرجان، حيث ظل خطابهم الظلامي حبيس حناجرهم.
إن الحضور الجماهيري الذي عرفه مهرجان موازين مثل أعظم السبل للرد على وزن مهاجمي المهرجان، وكان وسيلة مشتركة بين المشاركين والمشاهدين لهزيمة أبواق التنظيمات التكفيرية، التي تسعى دوما إلى تسجيل حضورها بالركوب على مهاجمة المهرجان كل سنة، وبالتالي السيطرة على الشعب المغربي عبر مخططها القائم على الكراهية.
لن يحيا هذا الهيجان من تجار الدين أمام إصرار شعب يعشق الفن ويرفض رؤية دينية زائفة تقوم على توسيع الفجوة التي أحدثتها الخطابات المتخلفة بين الفن والإبداع والتسامح والاختلاف وبين أناس استغل الظلاميون جهلهم لاستيعاب التحريفات المتطرفة.
لن نخضع لخطابهم التمويهي، ولا لغتهم الدينية الزائفة، فقط سنركب سفينة الاستمتاع بفقرات مهرجان موازين، لنهزم الظلاميين، أو على الأقل نتركهم ينبحون في الظلام.
أحمد الجوهري