لقد صدق زعيم ثورة الملح الهندية المهاتما غاندي عندما قال :
"كثيرون حول السُّلطة، قليلون حول الوطن".
كثرهم المهرولون نحو السلطة ومناصب القرار والمسؤولية... يتكاثرون بسرعة مخيفة... منابرهم الإعلامية في تزايد مستمر... لايحملون أي مشروع فكري أو وطني... عقيمون وعاجزون عن الإبداع ... مشاريعهم تباع وتسقط في أقرب جولة ومفترق وطني... هوس السلطة والإستحواذ على المناصب سرطان خبيث تمكن من عقولهم وقلوبهم...
وقليلون من يحملون هما مجتمعيا لخدمة المصلحة العليا للوطن بعيدا عن أي منطق انتفاع مادي، نفعي أو سلطوي... فالإنتفاع لم يعد مقبولا في مغرب اليوم... في مغرب أبدع دستورا ديمقراطيا متقدما يحدد المعالم الكبرى لدولة الحق والقانون... دولة المؤسسات والمواطنة…
الآن... وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى نخب سياسية لها من الكفاءة والشجاعة والقدرة ما يؤهلها لحمل هموم الوطن وقيادة مشاريع جريئة تعري مكامن الخلل وتفضح المفسدين والمستفيدين من كل ريع أينما كانوا ومهما علت مواقعهم وكبر نفوذهم …
الحاجة ماسة للإلتفاف حول الوطن... لنكران الذات والإبتعاد عن المزايدات السياسية والحسابات الشخصية الضيقة التي تفرق الصفوف بدل توحيدها ...
إن الوطن أمانة في أعناقنا سنسلمها للأجيال المقبلة... نحن أحفاد طارق بن زياد وموحى أوحمو الزياني وعبد الكريم الخطابي وكل أولئك المجاهدين الشرفاء الذين قدموا الغالي والنفيس وجاهدوا بنفسهم وأهلهم من أجل الوطن… يتوجب علينا إذن أن نكون خير خلف لخير سلف… فالتاريخ سيحاسبنا عن كل تقاعس أو تخاذل في هذا الصدد…
ندائي لكل غيور على الوطن لمساءلة الذات ماذا قدمنا للمغرب؟ وكيف يمكن توحيد الجهود للعمل من أجل غد أفضل؟
باريس: بقلم إبتسام عزاوي
E.Mail : ibtissame.azz@gmail.com