يخوض المناضل الصحراوي ،مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، منذ تهجيره القسري من مخيمات تندوف بالجزائر إلى موريتانيا ، إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام ممثلية المفوضية العليا للاجئين بنواكشوط ، إلى حين تسوية وضعيته.
الرجل ، الذي كان يشغل منصب "المفتش العام لشرطة البوليزاريو" ، محروم من حقه، وحق عائلته، في الالتقاء والعيش في ظروف عادية، بالإضافة إلى حرمانه من حقه في الحصول على جواز سفر، ومن حقه في التنقل . وقبل هذا تم حرمانه من حق التعبير عن رأيه وموقفه من النزاع المفتعل في الصحراء.
لا أعرف لماذا خرست ألسنة المدعين الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة أولئك الذين " يجعلون من الحبة قبة "، الذين كانوا وراء إخراج التمثيلية السخيفة حول " التحرش بمتظاهرات صحراويات، ونزع سراويلهن، بل وهتك أعراضهن في الشارع العام."
الرجل تم إبعاده ، قسرا ، عن عائلته منذ أكثر من عامين ونصف، بعد منعه من العودة إلى أبنائه في مخيمات تندوف بالجزائر، الراعية الرسمية لانتهاكات حقوق الإنسان، و تنقيله، قهرا، إلى موريتانيا. وقبل هذا تعرض للاختطاف (شتنبر 2010) من طرف ميليشيات "البوليساريو" والحجز فالتعذيب في مكان لا يعرفه سوى القادة الجاثمون على صدور المحتجزين الصحراويين في المخيمات وأولياء نعمتهم من الحكام الجزائريين.
كل هذا لأنه عبر عن رأيه المؤيد لمقترح الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب كحل معقول وجدي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
أين هي "منظمة العفو الدولية" – الله يعفو عليها - ، و"مراسلون بدون حدود "، و"مركز كيندي" ، و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"..؟ أين هم الذين يشحذون أقلامهم، ويطلقون العنان لألسنتهم لأي حادث عارض ويغالون في تضخيمه قدر ضخامة الحقيبة المحشوة بالعملة الصعبة العابرة للحدود المغلقة ؟
وأين هي المنابر الإعلامية التي تتعمد إبراز كل ما يسيء إلى المغرب ،مع النفخ فيه، وتغض الطرف عن كل ما ومن يمجده ويذكره بخير ؟
لسنا في حاجة إلى القول إن قضية مصطفى سلمى نموذج صارخ لانتهاك حقوق الإنسان لا ينكرها إلا جاحد أو منافق أو متاجر بموضوع حقوق الإنسان . كيف يتم التطبيل والتزمير ل"ناشطة" صحراوية تطعن الوطن في كل مناسبة ، وتغادر مطاراته بكل أمن وسلامة، وتقول في المغرب الذي رباها وعلمها وقواها ... ما لم يقله مالك في الخمر؟
إنها لا تخجل من نفسها وهي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان وهي التي استفادت من الملايين باسم حقوق الإنسان؟ لا تحشم وهي تتكلم، بل تصرخ، بكل حرية وقوة ، بوجود انتهاكات في بلدها الأصلي ،المغرب، وهي تعلم علم اليقين ما يلاقيه إخوانها وأخواتها هناك في مخيمات تندوف حيث تحبس الأنفاس في صمت.
أين هي و"رباعتها" وغيرهم من زمرة الطبالين والغياطين، من نضال مصطفى سلمى الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب لأنه تجرأ على قول الحقيقة التي تعرفها "الناشطة ورباعتها" ومن معها من الطبالين والغياطين حق المعرفة ،لكنها ومن معها لا يستطيعون حتى الهمس بها لأن في كرشهم عجين.
حمادي التازي.