في ثلاثية رمضانية نسى موقع لكم كل مشاكل لكم ودخل في أجندة لهم، التي أصابتها انتكاسة منذ ما قبل 20 فبراير،لهم انْتَصَرَتْ ولهم كَتَبَتْ ومن أجلهم انتكست ولهم لا زالت تصارع طواحين الهواء بأسلحة بارت منذ زمان وأعلن صدؤها يوم فاتح يوليوز. عشية 20 فبراير راهنت لهم على أشياء كثيرة وتعبأت بأقلامها المعلومة والمستترة من أجل تركيع المؤسسات والتاريخ كان وسيبقى شاهدا على الذين لفظهم الشعب ولم ينتصر لخيارهم، ومع ذلك مارسوا سياسية الوصاية على الشعب الذي لم يكن قد قال كلمته بعد، فمن يعتبر نفسه خارج المؤسسات ليس له الحق في أن يحاسب الناس بطقوسهم التي يمارسون بها انتماءهم للمؤسسات فمن اختار أن يعيش خارج البيت لا يجب أن يكون أول همه طقوس البيت، فالذين ساندوا الديكتاتوريات العربية من المحيط إلى الخليج ولا زالوا يساندون بقايا جبهة الصمود ضد شعوب بعض أقطار الديمقراطيات الشعبية، فقدوا مشروعية الاهتمام بتفاصيل البروتوكول في الديمقراطيات الناشئة
طارق القباج دافع عن حقه في تمثيل ساكنة أكادير في حفل الولاء بحمولته الرمزية وهذا حقه، أما أن يتم تبخيس الحق واختصاره في انحناءة فهذا يشكل قمة الانفصام، فالذي يدافع عن المطلق في ما هو كوني يجب أن يدافع عنه في كل مكان وفي المقدمة تندوف التي لم تنبس لهم بأية كلمة منذ خلقها حول احترام حقوق البشر في رقعة بها أهلي من مرموشة، وأهل لهم بل إن لهم تصاب بالخرس خارج حدود المغرب عندما يتعلق الأمر بأهلي وأهل لهم فوق تراب الجزائر وممارسات قادة الجزائر، لهم لا تقدس إلا مملكة القديس سامبريرو، والقادة الديمقراطيين حماة حقوق الإنسان في تندوف
ليس مطلوبا من لهم أن تشارك في حفل الولاء، ولا في طقوسه لأنها غير معنية به كما أنها لم تكن معنية بدستور المغاربة واختارت أن تكون أداة لهم في لعبة غير ديمقراطية وغير شفافة صاحبها معروف وهو لا يحصد إلا الخيبات والنكسات، والمخزن اختار أن يترك لكم لهم حتى يجربوا أسلحتهم بكاملها، فلكم عندما اختارت أن تكون لهم لم تفتح صفحاتها إلا لهم كبيرهم وصغيرهم، واليوم تصدر أحكام قيمة لفائدة الغائب الحاضر علها تنتشله من النسيان والبوار الذي طاله وطال لهم منذ بداية 20 فبراير الشعب مصدر السلطات في عرف لهم لا زال لم ينضج لأنه لم ينزل للشوارع وينتحر من أجل الأكاديميين والأكاديميات الذين بارت تجارتهم في الغرب وكانوا يتصورون أن الشعب ينتصر للكراكيز الإعلامية التي تصنعها استوديوهات فرانس 24 أو غيرها
الشعب لا ينتصر إلا للّذين يعيشون في كنفه ويتكلمون لغته بدون استعلاء ويحترمون إرادته، أن يُنعت الشعب بأنه غير ناضج هو شكل من أشكال انفصامية النخبة في المغرب تقول أنها ديمقراطية و تتعامل بديكتاتورية وبتسلط مع الشعب.
عندما كان الشعب مهموما بيومياته كانوا يقولون الشعب يريد، وعندما قال الشعب كلمته قالوا الشعب أبله، فلماذا لا تستورد لكم لهم شعبا ناضجا يتفاعل مع إعلام الغرب الذي خلق جلبي في العراق وجلبيات أخرى في ليبيا ومصر لفظتها الشعوب حتى وهي تبحث لنفسها عن بديل....
جلبيات وأقلامهم وأقلام لهم لا تعني الشعب ولا تعني قواه ولا تعني مؤسساته، فكل واحد معروف بما له وما عليه، والذي لا يعرف تاريخ المغرب لا يعرف مدلول طقوسه في الولاء والبراء.
إمارة المؤمنين لن تسقط بحمولتها ودلالتها الرمزية وخيار المثاقفة لا يعكس إلا هوس الاستمناء الثقافي واللوغو الرمضاني الخاوي، المغرب بلد إسلامي سره أنه واجه الخلافة العثمانية والاستعمار الغربي على حد سواء، والانفصامية التي ترى المغرب بعيون غير مغربية تعتمد قطيعة إيستيمولوجية مع المتراكم من التطور التاريخي للمغرب وتنتصر لحضارة غير مغربية باعتبار أنها كونية تتنكر لبعض تفاصيل الموروث، فالذي يرفض الإسلام كحمولة تاريخية تميزه عن تاريخ الغرب المسيحي هو تعبير عن مأزق الانتماء للمغرب بتاريخه.
مغربة حقوق الإنسان تعرف تعسفا غير مسبوق والمنظمات غير الحكومية التي احتكرت لنفسها تسويق الحقوق كما هي متعارف عليها عالميا فقدت مصداقيتها في الانتماء لحقوق الإنسان منذ زمان، إنهم نفس الأشخاص كل مرة يلبسون تنورة للمتاجرة باسمها في المبادئ، هم أولا معارضون يخرجون للشارع باسم حركة ثم يعودون و يخلعون عباءة الحركة و يلبسون عباءة حقوق الإنسان لترسيم خلاصات الحركة المعارضة.
إن ماهية الحقوق والدفاع عنها تفترض أن يكون الحقوقي على مسافة مع السياسي أيا كان موقع السياسي مواليا أو معارضا أما أن يلبس الحقوقي جبة المعارض و يستعمل التدليس في قراءة الواقع من موقع المعارض فهذا لا يعني المجتمع السياسي في شيء و أن يتحول الإعلامي إلى معارض و يتنازل أولا عن دوره الإعلامي إلى دور خادم السياسي البائر فهو قمة الانفصام الإعلامي والسياسي.
عندما يفقد الإعلامي همه الإعلامي ولا يحتكم للمبادئ الكلية في معالجة الأوضاع داخل وخارج المغرب بنفس الصرامة يفقد صدقيته لدى الرأي العام الحاكم والمحكوم، ولا يكون لكلمته أي وقع ولا يتجاوز في تأثيرها ضربة سيف في الفراغ، للإنسان الحق في أن ينتصر لأخيه ظالما أو مظلوما ولكن في إطار الوضوح حتى يعرف الرأي العام من اختار أن يكون صوته لهم، وحتى يكون لشعار لكم مدلوله لأن لكم كبيرة، مبادئها يجب أن تكون كبيرة أما أن تمارس استراتيجية لهم فلن تعيش إلا صغيرة.
أكورا بريس