أماط البحث القضائي الذي باشرته النيابة العامة بالعيون اللثام عن معطيات أوليةّ، تشكل الخيط الناظم الذي سيقود ـ حتما ـ إلى فضح المزيد من الحقائق حول أعمال العنف وتخريب المنشآت العامة، والمساس بحرية التنقل، التي دبرها انفصاليو الداخل مؤخرا بإيعاز وتوجيه وتمويل من الجزائر و"البوليساريو"، ودفعوا لها قاصرين ونساء مقابل أجر من أجل فبركة صورة مغلوطة عن واقع حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية.
ولم يصمد 6 معتقلين على خلفية هذه الأحداث أمام التحقيق، وقدموا اعترافات تؤكد أن الأيادي القذرة للمخابرات الجزائرية كانت طرفا أساسيا في ما وقع، لأنها لم تهضم، ولم تستوعب سحب مشروع القرار الذي كان يسعى إلى توسيع مهام "المينورسو" في الصحراء، ولم تتقبل تصويت مجلس الأمن على قرار يقضي الإبقاء على مهمة البعثة الأممية في الحدود التي رسمها اتفاق 1991 ( الإشراف على وقف إطلاق النار و وضع إجراءات بناء الثقة) بالرغم من الضغوط التي مارسها عن طريق جمعيات تلبس لباس الدفاع عن حقوق الإنسان وهي من براء.
المعطيات المتوفرة لحد الآن تشير إلى أن شبكة تمويل أحداث الشغب تنطلق من الجزائر من طرف المسمى محرز العماري، الذي أسس لهذه الغاية: "اللجنة الوطنية الجزائرية لدعم الشعب الصحراوي" كوسيط وقنطرة عبور بين المخابرات الجزائرية ومكاتب "البوليساريو" في الأقاليم الجنوبية، وفي مقدمتها ما يسمى: "لجنة الدفاع عن الصحراويين" التي تترأسها أميناتو حيدر، وعلي سالم التامك، وحمد حماد، و"تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء" التي يديرها إبراهيم دحان ودجيمي الغالية.
لقد اعترف المشاغبون الستة بأنهم وضعوا رهن إشارة "المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان" خبرتهم الإجرامية بغية الاعتداء على القوات العمومية مقابل 200 درهم في اليوم، وهو الأجر الذي يرتفع إلى 1500 درهم في اليوم الواحد في حال القيام بما يعتبره دحان وسالم وحمد وأميناتو وجيمي "عملا بطوليا خدمة للقضية الصحراوية"، وذلك بتحضير وإثارة أوضاع تسمج بالتقاط وتصوير القوات العمومية وهي تقوم بتجاوزات.
إن كل المؤشرات والأخبار الموثوقة لحد الآن تشير إلى أن عصابة انفصاليي الداخل الذين كانوا يقومون بتمويل العمليات، كانوا يلجأون إلى ملازمهم إزنا أميدان وسيدي محمد علوات وحياة الركيبي و تكية الحواسي وسيدي السباعي من أجل البحث عن الأطفال والنساء من الأوساط هامشية وتوظيفهم في المشاريع الرامية إلى زعزعة الاستقرار المخطط له من طرف قيادة "البوليساريو" في تندوف تحت الإشراف المباشر للمخابرات الجزائرية.
إدريس شكري