كلّ فكر لا يخضع للواقع هو درب من دروب الدجل والشعوذة، وكلّ ما يصدر عن أعضاء جماعة "العدل والإحسان" من تصريحات لا يتجاوز هذه السقوف الواطئة جدّا في الفكر السياسي وكذا الفكر الإسلامي وارتباطاته بالسياسة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاحتكام فوق قبره لما سميّ بالشورى، والتي لم تتجاوز حدود جماعة الصحابة ليقرروا من الخليفة، وبعدها تندلع فتن واغتيالات سياسية باسم الدين، في الوقت الذي جاء فيه الرسول (ص) بالإسلام كدين روحي سماوي " لمن شاء منكم أن يستقيم" ، ولم يؤسس شيئا اسمه "الدولة الإسلامية" ومهاترات المناوئين للسلطة باسم الدين، وتلك متاهة في سجال وحجاج طويل، ليس موضوع كلامنا اليوم(..).
إن موضوعنا بالتحديد هو الدّجل والشعوذة والهرطقة الدينية والفكرية وكذا السياسية التي مارسها حسن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، في تصريح لموقع"فبراير.كوم" حين قال أن: "الملكية البرلمانية لا يقبل بها حتى الطرف المعني بالأمر وغير مستعد لتطبيقها ...."، علما أن آخر من له حق الكلام عن "الملكية البرلمانية" وعن الديمقراطية وحقوق الإنسان وقيمها العالمية بخصوصية مغربية أو بدونها هي جماعة العدل والاحسان، لأنها لا تؤمن بأي من ذلك ولو بقدر بيضة نملة، وفي تعارض صارخ ما بين الممارسة والتطبيق، لأن "دولة الخلافة على المنهاج النبوي" وبلغة أوضح بحث الفقيه /المثقف التقليدي الذي تجاوزه التاريخ ورماه إلى مزابله عن مكانه في هرم السلطة، فيلبس لباسا جديدا ك "البلودجين" ليخدع الناس و ليستعيد سلطته السياسية المفتقدة ووجاهته الضائعة ، إلى جانب النبي و الحاكم وبعده الفيلسوف كما في نظرية الفيض عند الفارابي ومن تبعه من (..) و لا علاقة لها بما قال إطلاقا عن النظام وبلغة ناعمة وتلفيقية، لأنه يكره الديمقراطية وكلّ نظمها السياسية سواء كانت الملكية دستورية أو برلمانية وحتى النظم الجمهورية.
انه فحيح الأفاعي التي علينا أن نحذر منها، والجماعات الدينية المتعصبة والعصبية، التي لا يعبر الواقع السياسي عن أنويتها المركزية، ولا تطيق الاختلاف بل تتصنّعه، تبحث عن حلول للواقع المأزوم بعقل مأزوم وفي سماء مظلمة، تجد لها في الهروب إلى الدين اذا ناقشتها بالديمقراطية والعقلانية، وتعود الى الديمقراطية هروبا من جديد اذا ناقشتها بالدين والحجة، وأيضا عندما تحاول حض العقل النائم منذ 12 قرنا من فقه الظلام، وتحدث لهم في السيكولوجية الرجعية والنكوصية المرضية لرجل الدين/ الفقيه منذ وفاة الرسول(صلعم)الى اليوم، ووبال خراب فتاوى الظلام على الأمة، فان أهل جماعة العدل والاحسان، سيهربون إلى استخدام حقوق الإنسان وحرّية الرأي المختلف والتعبير واذا طاردتهم أكثر فانهم يسقطون القناع عن الوجه الدموي ويخاطبوك بلغة الاستبداد المطلق والتهديد والوعيد المتنافي مع التسامح في كل" الشرائع السماوية "اسلم تسلم" .
إن هم حسن بناجح هو المريد لشيخه محمد العبادي، ليس هو المنطوق لموقع"فبراير.كوم" وإنما تليين المفاصل للرأي العام وسخطه من تصريحات أمين عام الجماعة لصحافة المخبرات والجنرالات الجزائرية في ظروف عصيبة تجتازها قضية المغاربة الأولى و مناورات خصوم وحدتنا الترابية.
رشيد بغا