|
|
|
|
|
أضيف في 07 ماي 2013 الساعة 00 : 12
للكاتب الدكتور حاتم السكتاني
ما إن تسرب خبر اعتزام المغرب ترشيحه لكأس العالم لسنة 2026، ولو بصفة غير رسمية حتى الساعة، حتى انقسم الرأي المغربي إلى مناصرين ومعارضين لهذا القرار رغم أنه يبدو لي أن عدد المناهضين يقل بكثير عن عدد المتحمسين لاستضافة المغرب لكأس العالم 2026 والواقع يثبت أن أغلبية دعاة عدم الترشح هم أولئك الذين يصطفون وراء إلغاء مهرجان موازين مثلا وباقي المهرجانات التي يستضيفها المغرب، ويعللون موقفهم بمبدإ الحرص على عدم إهدار المال العام وإعطاء الأولوية للمجالات الاجتماعية، وهم فيما يدعون على جانب من الصواب لافتراض حسن نيتهم ووطنيتهم وإيمانا بأن في الاختلاف رحمة وقبولا بالرأي والرأي الآخر. كل هذا يدعونا نحن، ونقولها من البداية، من اصطففنا إلى جانب تنظيم كأس العالم 2026 ولنا، أيضا، مبرراتنا التي ارتأينا أن نشرحها موفقين ما بين ضرورة تنظيم كأس بهذه القيمة والحرص أيضا على الحفاظ على المال العام حتى يتجه فعلا للأولويات الاجتماعية. للمغرب حظوظ وافرة للظفر بهذه الكأس من دون عناء وبالطبع لم يكن هذا هو حال المغرب حينما واجه في الأربع مرات السابقة منافسين من العيار الثقيل كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وجنوب إفريقيا. فالفرق كان واضحا ومع ذلك نافسنا بكل شرف وبقينا ندا لند حتى الشوط الأخير من التصويت. والآن وبعد إرساء مبادئ تناوب القارات على استضافة كأس العالم لم يعد من منافسين للمغرب سوى الأفارقة، وحتى لانقلل من شأن الخصوم المفترضين لنحاول أن نقارن بين إمكانياتنا الحالية وإمكانياتهم، إنجازاتنا وإنجازاتهم، والواقع أنه ليس للمغرب من منافس في القارة السمراء سوى بلدان شمال إفريقيا كتونس ومصر. ويمكن إذا ما اشتد علينا الخناق وقبلت الفيفا بذلك يمكن تصور استضافة بلدين للكأس (المغرب وتونس). وفي حالة توفر الحظوظ أو رفض الفيفا يمكن تقديم ترشيحنا بصفة فردية لتوفرنا على مؤشرات توحي بأن الفيفا ستقتنع بقوة ملفنا لإقبالنا على استضافة كأس العالم للأندية سنة 2014 وكأس إفريقيا للأمم لسنة 2015 وهي أمور حصلت مع جنوب إفريقيا قبل استضافتها لكأس العالم ولم تحدث مع أي بلد إفريقي آخر غير المغرب بالإضافة إلى استضافة المملكة لعدة تظاهرات رياضية عالمية وقارية في كرة القدم وألعاب القوى بل وحتى مهرجان موازين يمكن استثماره للبرهنة على قوة التنظيم وحسن التسيير والانفتاح على العالم يمكن لفنانين عالميين تقديم تزكية فريدة من نوعها لبلدنا كإلتون جون، وشاكيرا، وماريا كاري .... واللائحة طويلة. أما بخصوص كيفية إعداد الملف ورصد ميزانية لتسويق صورة جميلة عن المغرب، فوجب منذ الآن التفكير في أشخاص مغاربة وأجانب ذوو كارزمائية وتقدير عالمي (كما كان الشأن بالنسبة لجنوب إفريقيا مع نيلسون مانديلا). قد لانؤدي درهما واحدا من جيوبنا لو أننا أقنعنا شركات عملاقة باحتضان ملف المغرب ودعمه ماديا خصوصا وأننا نعلم أن الميزانية المرصودة للحملة لايجب أن تصل إلى حد المغالاة وأن لاتتوجه إلى المغاربة بقدر ما يجب أن تتوجه إلى أعضاء الفيفا ودولهم طالما أن المنافسين من نفس العيار وليسوا لابحجم فرنسا ولاألمانيا ولاأمريكا. وجب التركيز فقط على أصحاب القرار الحقيقيين وعلى الإعلام إذا ما أردنا تقليص نفقات ملف الترشيح وجعل هذا الأخير أكثر جاذبية وقوة. إنها فرصة لاتتكرر إلا كل عشرين سنة سنعض عليها بالنواجد لما لتنظيم كأس العالم بالمغرب من فوائد وعوائد اقتصادية وسياسية واجتماعية خصوصا مع استكمال بناء ملاعب طنجة ومراكش وفاس وآكادير بالإضافة إلى ملاعب الدارالبيضاء والرباط وهناك أيضا إمكانية بناء ملعب بالجديدة وآخر بوجدة وتطوان. ونحن في اللمسات الأخيرة لتحسين البنيات التحتية من طرق سيارة وقطارات فائقة السرعة ومطارات وموانئ ومجمعات سياحية ضخمة وفنادق مصنفة وتعزيز المنشآت الصحية بمستشفيات جامعية بطنجة وآكادير كما هو الشأن بالنسبة لمراكش وفاس والرباط والدارالبيضاء. طالما أن المغرب لم يعلن رسميا ترشيحه لهذا العرس العالمي، من المنطقي وجود تيار معارض يدلي برأيه في الموضوع بكل حرية وبكل مسؤولية إلا أنه وإن تم إعلان الترشيح رسميا صار لازما علينا جميعا الانخراط في هذا المشروع المهم لتطوير بلدنا والتعريف به عبر العالم كما صار واجبا على معارضيه عدم التشويش عليه لأنه حتما سيضر بتماسك الملف ويعطي الفرصة لخصوم لن يترددوا في الانقضاض على هذه الفرصة الذهبية. اليوم وقد صرنا كهولا ووقفنا على ترشيحات المغرب السابقة منذ ما يناهز ثلاثين عاما دون أن يكتب للمغرب شرف الظفر بتنظيم هذا الحفل العالمي. نتمنى أن يكتب لنا أن نرى هذا العرس في ما تبقى من عمرنا. إن كل فشل في هذا المسعى سيحكم علينا بعشرين سنة من الانتظار يتقدم فيها من يتقدم ويتأخرفيها من يتأخر، والعبرة بالانقضاض على الفرصة ولو دعت الضرورة إلى وضع ملف الترشيح بحكم القانون تحت رقابة المجلس الأعلى للحسابات حتى يطمئن قلب المعارضين فيصطفوا إلى جانب دعاة تنظيم هذه التظاهرة العالمية خصوصا وأننا لابد وأننا استخلصنا الدروس والعبر من مشاركات الماضي التي وعلى الرغم من الخيبة الظاهرة إلا أنها كانت وراء تشييد أربعة ملاعب أخرى. لايجب أن ننسى أنه خلال سنوات المنتخب الزاهية كانت البداية بتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1983 وفوزنا في النهاية على تركيا بثلاث إصابات لواحدة، وتأهلنا لنصف نهاية كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية سنة 1984 ونهاية دورة الألعاب العربية سنة 1985 ونصف نهاية كأس إفريقيا سنة 1986 والتأهل إلى ثمن نهاية كأس العالم 1986 ونصف نهاية كأس إفريقيا المنظمة في المغرب سنة 1988 ونهاية الألعاب الفرنكفونية التي نظمها المغرب. التنظيم إذن بوابة للألقاب ولاستقطاب الشباب إلى عالم الرياضة بدل الانسياق إلى الانحراف. كما أن تنظيم التظاهرات مناسبة لجذب الاستثمار وخلق فرص للعمل مباشرة وغير مباشرة مؤقتة ودائمة. لايجب، ونحن في هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ المغرب المعاصر، أن ننسى ميزة نتفرد بها عن باقي بلدان إفريقيا والتي شهد لنا بها العالم في آخر تقرير عن البلدان الأكثر ترحيبا بضيوفها حيث احتل المغرب المرتبة الثالثة من بين كل دول العالم. شهادة نعتز بها وتدفعنا للتفاؤل بخصوص حظوظنا في استضافة الكأس الذهبية حيث وجب أن نقنع بلدان إفريقيا أولا بأحقيتنا في استضافة هذه الكأس وتجنب خلق حزازات بين الدول التي لاتدعمنا في هذه المسعى محاولين تحييدها على الأقل. ستسعد الجارة إسبانيا وحليفتنا فرنسا بهذا الترشيح وستمدان المغرب بالدعم اللازم كما جرت العادة إلا أننا نعول أكثر ما نعول على دولة قطر في دعم المغرب هذه المرة خصوصا وأنها ظفرت بشرف استضافته قبلنا بصفتها أول دولة عربية حظيت بهذه الشرف، ولم لا الاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا أول دولة إفريقية وفقت إلى حد كبير في إنجاح آخر كأس للعالم. لم نكن أول دولة إفريقية ولاأول دولة عربية نظمت كأس العالم، لكننا سنكون أول دولة عربية وإفريقية ستحظى بهذه الاستضافة. فلنبق إذن على تفاؤلنا وطموحنا المشروعين ولنعد ملفا قويا ومتماسكا يوكل إلى شحصية محبوبة وذات كفاءة تحظى باحترام المغاربة وتقديرهم.
|
|
3329 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|