استغلت أميناتو حيدر المنسقة العامة لجميع أعمال العنف التي تشهدها مدينة العيون منذ الأسبوع الماضي، ومباشرة بعد إعلان الأمم المتحدة عن قرارها بتمديد مهمة المينورسو سنة إضافية دون تغيير مهمتها، كما كانت تطمح الجبهة الانفصالية، حلول منظمة "أنترناشيونال وومنز ميديا فونداسيون"، بمدينة العيون من أجل إخراج مسرحية هزلية جديدة عن أحداث وهمية تقع بالمدينة، وكان وفد المنظمة الأمريكية وصل إلى مدينة العيون يوم 3 ماي الجاري، من أجل تفقد الأوضاع داخل المدينة، وفي الموالي، عمدت أميناتو حيدر بتنسيق كامل مع أجهزة الاستخبارات الجزائرية وقيادة مخيمات تندوف إلى تنظيم تجمع احتجاجي بحي معطى الله، بمعية عدد من الانفصاليين، وكان أغلب المشاركين في هذا التجمع نساء وأطفالا ومراهقين وظفتهم حيدر لإضفاء مزيد من الشرعية على تحركاتها المشبوهة، وقد رفعت خلال هذا التجمع الذي لم يتعد عدد المشاركين فيه بضع عشرات، شعارات تطالب بالانفصال، كما تم رفع 20 راية لما يسمى الجمهورية الصحراوية إلى جانب رايتين الأولى للولايات المتحدة الأمريكية والثانية تخص الأمم المتحدة، كما تم رفع صور مختفين مزعومين، وصور معتقلي مخيم اكديم إيزيك الذين صدرت في حقهم أحكام متفاوتة تتناسب مع حجم الأفعال الإجرامية التي ارتكبوها. وقد عمدت حيدر إلى استدعاء أعضاء المنظمة الذين تم شحنهم من قبل الانفصاليين حيث قاموا بأخذ صور للتجمع، وقبيل انسحابهم قرروا التجمع بساحة سانغور، حيث ظلت قوات الأمن تراقب الوضع عن كثب دون أي تدخل، الأمر الذي لم يرق لأميناتو حيدر ومن معها، حيث عمدوا إلى استفزاز قوات الأمن، وذلك لحمل القوة العمومية على المواجهة واتخاذ ذلك ذريعة من أجل توهيم الرأي العام الدولي، وبعد ما فشلت محاولة أميناتو حيدر قررت تنظيم مسيرة جابت شارع المسيرة، قبل أن تلتحق بالمسيرة 20 سيارة رباعية الدفع تحمل أعلام جمهورية الوهم، حيث بادرت السيارات إلى شل حركة السير على مستوى شارع المسيرة الخضراء وذلك حتى ساعة متأخرة من الليل، هذا الوضع دفع قوات الأمن إلى التدخل من أجل تحرير الشارع، وهو ما جعل الانفصاليين يتدخلون بعنف في حق أعضاء القوة العمومية مدججين بالهراوات والأسلحة البيضاء، حيث أسفرت المواجهات عن جرح 22 شرطيا و16 من القوات المساعدة بينهم ضابط أصيب في رأسه وفخذه. وبعد انتهاء الهجمة الشرسة لجأت أميناتو حيدر ومن معها إلى بيت العربي مسعود الذي تحول إلى مركز قيادة لانفصاليي الداخل، ومكان للتواصل مع المخابرات الجزائرية وقيادة البوليساريو في تندوف. وقد خلفت هذه الأحداث استياءً عارما لدى ساكنة العيون خصوصا أن الأمر يتعلق بشرذمة من الانتهازيين، كما أن أعضاء المنظمة الأمريكية لم يقتنعوا بحقيقة مزاعم حيدر حيث انسحبوا من المكان، خصوصا أن قوات الأمن لم تتحرك من مكانها وظلت تراقب الوضع بشكل مسؤول.