السخرية من البريطانيين وتصرفات الحكومات القمعية، كانت واضحة في موجة من "التغريدات" المسيطرة على ساحة تويتر باللغة العربية، حيث تفنن "المُتَوْتِرُون" العرب في التعليق على الأحداث، والتي رغم إمعان بعضها في الجدية، إلا أن تغريدات أخرى كانت بين الظرافة والطرافة تعليقاً على الموقف.
ونشرت وكالة أنباء رويترز خبراً مفاده أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي صرح بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "فقد شرعيته ويجب أن يرحل"، في تعليق على مشاغبات لندن الغاضبة.
وفي حسابها على تويتر كتبت "ديما خطيب" عن تصريح كان مخالفاً لتصرفات الدولة الإيرانية ومواقفها، حيث إن طهران التي تؤيد القمع في سوريا، صرحت بالحث على تجنب استخدام القوة في قمع الاحتجاجات في لندن.
وهما خبران سياسيان جديان، لكن ردود الأفعال عليهما كانت تميل إلى الطرافة بشكل تلقائي، عطفاً على أبعاد الموقف الذي انتهجته طرابلس وطهران في التعامل مع ما سمّاه البعض "الربيع العربي".
استفادة من تطبيقات الثورات العربية
الزميل خالد المطرفي كتب في حسابه أن "التجارب العربية أصبحت ملهمة"، تعليقاً على خبر تنظيم لجان شعبية لحفظ الأمن في أحياء لندن، على غرار ما حدث ضمن أحداث ثورتي تونس ومصر، حين تجمعت لجان شعبية لحماية ممتلكات المواطنين من المخربين.
أما الصحافي مروان المريسي فقال إن "أعمال الشغب في لندن تؤكد أن البريطانيين بحاجة لكورس في الاحتجاجات السلمية من اليمنيين"، في تعليق على صور لتنظيف البريطانيين لمظاهر التخريب في شوارع لندن.
فيما نحا البعض منحى آخر حين جاءت تعليقات بأن لندن كانت تحاكي تصرفات الرؤساء الذين أطاحت بهم الثورة حين طالبت بإيقاف سرية خدمة البلاك بيري، حيث مثيري الشغب في شمال لندن نسقوا لهجماتهم عن طريقه.
ميما رزق علقت على خروج لجان شعبية للتصدي لشغب لندن بأنه "بلدي أوي!! دي ولا دول العالم التالت!!".
أما المدون خالد يسلم فقال إن من يتابع "المظاهرات في لندن و طريقة تعامل الشرطة مع الشعب.. يُدرك اتساع الفجوة بين قيمة الإنسان في العالم العربي والغربي".
فيما علق حمد الزعابي بأنه لا يجد فرقاً "في استخدام الشرطة للهراوات والرصاص المطاطي وخراطيم المياه بين ما يحدث في لندن ويحدث في أماكن أخرى".
أدركوا باريس يا أهل السياحة
محمد بورسلي كتب عن الذين كانوا ينوون السفر إلى لندن سياحة، واقترح عليهم توجيه رحلتهم إلى باريس، محذراً "لحقوا على باريس قبل لا يثورون أهلها.. ترى الفرنسيين أهل ثورات و ما هم قليلين شر"، معتبراً منطقة "أبها" جنوب السعودية، آخر ملاذ للسواح الخليجيين "إن ما حصل باريس.. ما لكم إلا أبها".
أما فيصل المرزوقي فكتب خبراً فكاهياً حين وضع على صفحته إعلاناً بأن "عمدة لندن يطالب الخلجيين بإرسال فناجيلهم بعد الإفطار.. ويقول لا بارك الله في عيونكم"، معتبراً أن ما حدث للندن كان نتيجة (العين اللي ما صلت على النبي).
هيفاء العليان لامت الذين تأثروا بأحداث لندن، ولم يتفاعلوا بالقدر نفسه مع قضايا أقرب متسائلة: "بخصوص إلي زعلانين على لندن، شخبار سوريا و الصومال؟".
تصريح للملكة إليزابيث بنكهة القذافي
الكاتب عبدالله العذبة كتب على لسان حال الرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو يحادث ديفيد كامرون: "ما أمن الدولة بتاعي بعث لك تقرير عن المخطط الإرهابي في لندن، لو سمعت كلامي بعت لك الأمن يلموا التكفيريين في لندن".
أما القذافي فقد كانت تعبيراته الأكثر حضوراً، حيث كان من أكثر العبارات انتشاراً تعليق نسب إلى ملكة بريطانيا إليزابيث ويندسور:
“breaking news: the queen Elizabeth said: I will find you.. one one, house house, street street... who are you?? You rats”
وهي بالإنجليزية على غرار كلمة القذافي الشهيرة "دار دار.. بيت بيت.. زنقة زنقة"، ثم تقليد لوصف القذافي للمتظاهرين في بلاده بـ"الفئران" على حد تعبيره، فيما نسب بعض "المتوترين" إلى القذافي تصريحاً يشكر فيه الجماهير التي خرجت لتأييده في لندن.
تفاعل كبير وخسائر فادحة
وفي "تويت" للمدون عبدالعزيز الشعلان قال "إن أحداث لندن بتويتر في يومين يفوق تفاعل أحداث سوريا في شهرين".
وحطم المحتجون نوافذ وواجهات العديد من المتاجر والشركات ونهبوا محتوياتها، منذ أن بدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي، في حين أصيبت المنازل والسيارات بأضرار بالغة نتيجة إضرام النار فيها.
وتتسارع وتيرة خسائر الاقتصاد البريطاني مع امتداد أعمال الشغب إلى خارج العاصمة لندن لتشمل العديد من المدن في المملكة المتحدة. ويُقدر الخبراء الخسائر الأولية بمئة مليون جنيه إسترليني (162 مليون دولار)، على أن تسدد شركات التأمين البريطانية معظمها.