كما هي عادتها في تناول الموضوعات "الحساسة"، مثل التظاهرات التي عرفتها بعض الأماكن في الأقاليم الجنوبية بالصحراء، فإن رائحة الانحياز الأعمى لكل ما قالته منظمة "أمنستي أنترناسيونال" ، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع العيون ، ووكالة الأنباء الفرنسية، وأمينتو حيدر و" رباعتها" ، تفوح في مقال موقع "لهم " بالفرنسية ،شقيق موقع " لهم " بالعربية من الرضاعة.لا شيء غير الطعن : طعن في بلاغات وزارة الداخلية ؛ طعن في تقارير الوفد الصحفي المغربي الذي اتهمته بنقل "الرواية الرسمية " ؛ طعن فيما رواه مواطنون بالعيون وغيرها ، وطعن أيضا فيما شاهده ملايين المغاربة من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها في مختلف وسائل الإعلام .هل علينا أن نصدق روايات " لهم" المعربة والمفرنسة ، وروايات "أ ف ب"، وتقارير "أمنستي أنترناسيونال " ، وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون ، ونقبل بمغالطاتهم المكشوفة لكي نكون مواطنين فضلاء ؟مقال " لهم" المفرنس تحدث عن كل شيء لكي لا يقول أي شيء : تحدث عن الزيارة التي وصفها ب"الموجهة" لوسائل الإعلام الوطنية ، وغفل عن الزيارة الموجهة بحق وحقيق التي نظمتها أمينتو حيدر و" رباعتها " لوفد " أمنستي". تحدث عن الجرحى في صفوف المتظاهرين، وتجاهل الجرحى في صفوف رجال الأمن، تحدث عن استفزاز قوات الأمن للمتظاهرين بينما لم ينبس ببنت شفة عن الاستفزاز الواضح الذي قام به المتظاهرون ؛ وتحدث عما وصفه بالعنف المفرط الذي قام به رجال الأمن ، ولم يقل كلمة واحدة عن العنف الذي جوبهوا به من طرف من خرجوا إلى الشارع ليس للتظاهر الحضاري كما تم الترويج له ، بل ليعيثوا فسادا في الأرض. أكثر من هذا تحدث الموقع المذكور في بداية المقال عن مائة متظاهر لينتقل بعد عدة سطور إلى عدة مئات من المتظاهرين. وهو في كل هذا يعتمد اعتمادا أعمى على ما رددته أمينتو حيدر لمنظمة "أمنستي" ولفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون ، بل يزكيه بدون أدنى تمحيص أو انتباه ولا نقول الموضوعية ،فالموقع المذكور، بشقيه المعرب والمفرنس، أبعد عن الموضوعية بعد السماء عن الأرض. في نفس الوقت يقدم وصفا للوضع بعيون آخرين لا ترى إلا ما تريد وتضرب صفحا عما لا تريد. قمة البؤس في النفاق تتجلى في قول فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون أنه لم يشاهد جرحى في صفوف قوات الأمن ،لكنه شاهد هذه القوات تعنف متظاهرين. بالله عليكم، كيف سيكون تقرير الجمعية الذي لم يشاهد شيئا علما أن للجمعية عيونها في عين المكان ؟ وكيف غاب عن الجمعية ،على سبيل المثال، عدم الإشارة إلى تمثيلية " نزع سراويل" نساء صحراويات، وهتك الأعراض في تظاهرة سابقة ؟ ولماذا لم تقدم هي وغيرها نصف دليل وليس دليلا كاملا عن هذه المزاعم ؟ويختم موقع "لهم" المفرنس بالقول بصيغة التأكيد، وبنوع من التخويف المبطن للمغاربة ، بأن "أمنستي" ستنشر تقريرا مفصلا حول الصحراء بعد أن أنهت "العمل الميداني وقامت بالتحقيقات الضرورية ." بينما قالت أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحدها التي قدمت تقريرا حول الأحداث، وعابت على المجلس الوطني لحقوق الإنسان صمته. وبماذا سيفيدكم تقريرهذا الأخير مادام أنكم لن تصدقوا كلمة واحدة فيه، وتثقون في مصادر وروايات دعاة الانفصال القادمة من وراء الحدود وتنقلوها حرفيا حتى بدون تحرير صياغتها الركيكة؟أما العمل الميداني الذي قامت به "أمنستي ، فتم في منزل أمينتو حيدر و" رباعتها "، والنتيجة معروفة سلفا : تقارير ملغومة تفضح انحيازها الأعمى .
حمادي التازي.