أن يتهمنا الإعلام الجزائري وصحافته بأننا أقلام مأجورة، لمجرّد أننا ندافع عن الوحدة الترابية لوطننا، فتلك قصة قديمة وأسطوانة مشروخة تتردد منذ سنة 1975. أما أن يتهمنا البعض من الصحافيين والمقاولين معهم، بأننا أقلام مأجورة وعميلة للمخابرات المغربية وهلمّ جرا إلى نعتنا بالـ "مسخ" لسنا ندري هل المقصود به هو "مسخ" فرانز كافكا كما جاء في روايته التي تحمل نفس العنوان، أم أن الدفاع بالقلم عن الوطن ووحدته واستقراره، وعن المغرب وأرضه المباركة، مهما كانت مواقفنا وخلافتنا السياسية الداخلية، أصبح عمالة و مسخا وارتزاقا مع تصنيف تعسفي يضع أغلبية ممتهني مهنة المتاعب ومن المدافعين في خنادق الورق والحبر عن الصحراء ضد المؤامرات الأجنبية، فتلك هي أمّ الكوارث الفكرية وأزمات الضمير، في أزمنة الانبطاح الشامل للسماسرة وتجار الأوطان من انصاف وارباع الثوريين ...
عندما نتلقى سباب الشتائم من الجزائر وأجهزتها المعادية سواء في الإعلام أو الاستخبارات، نزداد شراسة، ونزداد قناعة وإيمانا أننا أصبنا الخصوم ونلنا منهم في واحدة من المعارك الإعلامية الدائرة رحاها حول صحرائنا، وبصريح العبارة، في مرحلة عصيبة، تتسم بالأطماع الأجنبية، باسم "حقوق الإنسان"وتسييسها، على أيدي آميناتو حيدر، والمناوئين في أقاليمنا الجنوبية من الانفصاليين، ومن يمشي في ركابهم ممن يسمون أنفسهم من الصحافيين الأحرار والطامحين في أقاصي الآفاق إلى جائزة يعزّزون بها سجلهم المهني، أو دعم مالي لمقاولاتهم الناجحة ماليا، والمفلسة وطنيا بالمفهوم الثقافي والهويّاتي للوطن.
إن صورة الراية الوطنية وهي تمسح الأرض ليست مسخا، ياعبدالله افتاتي، وصور رجال الأمن، فلذات أكباد المغاربة والمغرب، وهم يتبول عليهم وينكل بجثتهم ليست مسخا، وأقلام الذين وضعوا أنفسهم خارج سياق الاحترام واختاروا تنصيب أنفسهم حماة لأميناتو حيدر، وأقلية من الانفصاليين في الداخل، ويدافعون بأقلامهم ويشهدون الزور بصورهم وفيديوها تهم وبياناتهم ليسوا مسخا، وإنما حرية التعبير كما هي متعارف عليها دوليا منذ إعلان باريس وكمونتها التاريخية يا نقيب الصحافة الاليكترونية في المغرب(..)
أقلام صحافتنا الوطنية حين تصدح بالحقيقة في معركة الوطن والكرامة، وشباب وطننا وشعب المغرب بأغلبية ساحقة منذ ركب الشاحنات ومشى على الأقدام في المسيرة الخضراء ليسوا هم المسخ، لأن المسخ الحقيقي هو تشويه الحقيقة، وإضافة التوابل عليها من أجل حنفة دولارات في زمن الضحالة، وبؤس الوطنية .
واضحون مع ذواتنا في السرّ والجهر، أحرار مثل الريح في وطننا، ندافع عن بلادنا حيثما كنا حبّا وطواعية، فاختاروا لنا من الرصاص و"التيكتات " والأسامي والنعوت ماشئتم، لن يهمنا ذلك، مادامت للباطل جولات وللحق جولة واحدة، ومادمنا كبرنا عن المراهقة السياسية..
ونقول اليوم بجبين عالي شكرا للحزن و لحب هذا الوطن الذي أوصلنا سنّ الرجولة.. لكل شبر محرر نحن حرّاسه من معاول حاسديه.. نقول شكرا للمسخ الذي طالنا في سبيل الدفاع عن أرضنا أمانة الأجداد على عاتقنا ومسؤولية إلى آخر قطرة دم في عروقنا كي نحميها لأولادنا، ونحرر ما تبقى من ترابنا ..لأننا نبني في التاريخ بوطنية عالية، وتركنا لكم النصب على الناس لبناء الفيلات والأرصدة معشر "الصحافيون الأحرار الجدد".
رشيد بغا.