تتبدل الفصول والأعوام ووحدهم لا يتغيرون، لقد تحالفوا مع الشيطان ضد العدو، تحالفوا ضد المغرب. تتبدل الأيام ووحدهم لا يتبدلون، يتحركون في وقت واحد، بصوت واحد، كأن القابع وراءهم واحد، يتحركون كل مرة من أجل دعم المجهود الحربي لكل الطوابير المعادية للمغرب، تجدهم في كل الواجهات يتكلمون في الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية، همهم الوحيد هو الانتقاص من المغرب والقصاص منه، أ إلى هذا الحد هم لنا كارهون؟
لقد درسوا في مدارسنا وشربوا من مائنا واستنشقوا هواءنا، فلماذا أصبحوا ملوثين؟ عندما نتأمل سحناتهم يعرف الواحد منا أنهم من هنا، أسماؤهم تدل على أنهم منا، هناك علي وعلي وعلي وبوبكر ومصطفى ورضى، إلا أن قلوبهم ليست مع المغرب، لقد كانوا منا قبل أن يرتبطوا بـ”الباسبور لحمر” وبلاد الأورو والدولار، سبحان الله أغلبهم يحمل جنسيات أجنبية، علي لمرابط الدبلوماسي السابق الذي مثل المغرب في الأرجنتين وترقى إلى أن أصبح نائبا للسفير في التسعينات، سبق له أن تزوج بفرنسية وحصل على الجنسية الفرنسية، وبعد أن طلق الفرنسية تزوج بإسبانية وأقام في اسبانيا، قبل أن يقرر أو يقرروا له العودة إلى المغرب والعمل على فتح رياض بمدينة تطوان، وفي انتظار الترخيص له بفتح رياضه فتح كشكا الكترونيا ليرد من خلاله الصرف على المغرب والمغاربة، فهو يعيش بيننا ولكنه “احماية فرنسيس واسباليون”، فهو يقاطع الدستور هنا لكنه يصوت هناك، هو هنا متطرف يناهض كل شيء أما هناك فهو وديع يحبهم، يحب ماما فرنسا وماما اسبانيا لكنه يكره أبوه، يكره المغرب.
علي الثاني ليس إلا عمار، ولد عائلة رباطية تربى في أحضانها، كان إطارا بنكيا إلى أن جرب السجن من أجل تزوير محرر بنكي مكنه من تصدير مليون دولار إلى الخارج بطريقة غير قانونية تدخل له أحد مستشاري الملك الراحل الحسن الثاني ومكنه من العفو، وبعدما أصبح حرا يجتر سمعة ”ذو السوابق العدلية” لم يجد بدا من الاشتغال بالصحافة الاقتصادية وكانت تجربته مع لوجورنال.
علي الآن لاجئ سياسي في سلوفينيا، حيث يملك بيتا ويعيش بمعية التي ارتضاها لنفسه من زمن الحرية المطلقة، احتكر لنفسه تجربة لوجورنال ونشر مذكراته التي فضح فيها بكثير من الحشو والزيادة والإختلاق تجربة الصحفيين الذين كانوا معه في لوجورنال. لم يكتب عن عشق طاقم لوجورنال للكافيار والشوكولاتة السوداء المستوردة من سويسرا واللوحات الزيتية والعيش المخملي وعن صاحب لوجورنال الذي بكثرة عشقه للأحذية والماركات العالمية، احتكر لنفسه ماركة عالمية باسمه لا يلبسها إلا هو، أرخص أحذيته لا يساوي إلا 4000 أورو، كتب عن كازينوهات مراكش ولم يكتب عن كازينوهات ماربيا وباريس التي كان يرتادها بعض طاقم لوجورنال، رغم أنه لا يحمل الجنسية الفرنسية، فإن صديقته الفرنسية التي تعيش على فتات دولة عظمى كان يصلها كل شهر حتى وهي مقيمة في المغرب تكتب تحاليل وخلاصات عن دول الربيع العربي.
وكل مرة يكتب كتابا يدون فيه نميمة الصالونات المخملية في الرباط ويقبض الثمن مسبقا من دار النشر، وكلما انقضى مصروف الجيب يقبض المقدم ليكتب كتابا، وسيظل يكتب ويصرف على رفيقته ما يقبض إلى أن ينتهي مشردا في سلوفينيا.
كبير الثوار بوبكر الجامعي صاحب تجربة لوجورنال الذي خانه الحظ ولم يدخل الديوان الملكي على يد المستشار الصحفي والاقتصادي، يعيش رسميا في اسبانيا يفهم في كل شيء فهو المحلل الاقتصادي، الذي لا يشق له غبار والذي كان يظن أن ملازمته لأبناء الذوات في المدرسة العليا للتجارة والتدبير في البيضاء ستفتح له الباب ليصبح كبيرا. يروج في مجالسه أنه عرضت عليه إدارة القناة الثانية ورفضها في الوقت الذي يعلم الجميع أنه يموت حبا في السلطة والتسلط، وكل الذين عايشوه في تجربة لوجورنال أو حتى التجارب اللاحقة يعرفون أنه دكتاتوري، يغلف دكتاتوريته في قالب نضالي، ففي الوقت الذي يشتغل فيه هو على حساب أوساط دولية مشبوهة في كردستان يطلب من الكتبة في المغرب أن يكتبوا له صباح مساء كل شيء دميم عن المغرب. الرجل لا يحترم إلا شخصا واحدا من المغاربة، لكنه هو الآخر مقيم بأمريكا يروج له تحاليله وقراءاته لعل وعسى يأتي الفرج في فبراير 2018، و يصبح الكامون معه من التوابل الكبرى التي يعبدها المغاربة.
“عبدة الكامون المقدس” تاهت بهم السبل، ولأن الإقامة في أمريكا لها شروطها فهم لا يروجون إلا للفوضى الخلاقة التي أنتجت حكم الإخوان، ولمغربة نظرية حكم الإخوان، فعبدة الكامون يحتاجون إلى إسلام ماركس ولينين حتى يجدوا أرضية مشتركة مع ورثة الخميني ليسهل لهم الانقضاض على الإمارة في المغرب.
لتكثير سواد “عبدة الكامون” وتوسيع قاعدة الشعب الكاموني، كان لا بد لشيوخ الكامون من كشك كاموني، ورغم أن صاحبنا راهن في العشرية الأخيرة على قبيلة الصحفيين، ورغم كل الخير الذي عم أغلبهم في شكل قروض بدون فائدة أو مساعدات عينية أو تسهيلات من أجل الحصول على سيارات رباعية الدفع من ماركة يابانية معينة، ورغم قصعات “الكسكس بلا كامون”، فقد انفضوا من حوله ولم يجد الرجل إلا كشكين، كشك في اسبانيا وكشك في المغرب كان صاحبه قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس بعد أن قاد تجربة ورقية احتال فيها على الصحفيين ولهف مالهم ومساهماتهم وفر بجلده بعد أن أقفل الجريدة. صاحب الكشك الإلكتروني تتوفر فيه كل المواصفات، فهو الآخر يسمى علي ويحب المال حبا جما فما بالك إذا كان من هولندا.
رجل يحب الانفصال، يعشق الانفصاليات، على علاقة صداقة وثيقة مع انفصالي اسمه هو الآخر علي، قرر هو الآخر أن يصبح من شيعة أهل الكامون يروج للانفصال على الرغم من أن أبوه كان وحدويا، ومات وحدويا وكان من مغاوير المغرب في القوات المساعدة المرابضة في جنوب المغرب، مات من أجل وحدة المغرب، لكن ابنه بعدما ضاقت به السبل فضل أن يضع يده في يد الريع الانفصالي دعما لـ”لزعيت الكاموني”.
ونظرا لحاجة الجزائر لمنابر يحمل أصحابها الهوية المغربية في حرب البروبغاندا المسلطة على الشعب الجزائري، فإن صاحبنا يخدم الانفصال ومستلزمات “الزعيت الكاموني” في انتظار أن يتم تسفيره إلى الولايات المتحدة الأمريكية كما حصل مع رضى بن شمسي الذي ذهب إلى أمريكا بعد أن توسط له الكاموني الأول للحصول على منحة دراسية ووضعية مستقرة في أمريكا، قبل أن يعود على عجالة إلى المغرب ويبكي في تأبين الراحلة “نيشان” بحضور الطاقم الصحفي ويقبض ثمن بيعه لأسهمه في الشركة الناشرة ويعود إلى ماما أمريكا حيث يعيش.
لكي لا تقول للناس أن الرجل مات والسلام فقد تكفل به الكاموني الأول ونشر له أكثر من مقال في يومية “لوموند” في إطار خطة “دولة الكامون المستقلة”، ودعمه للحصول على جنسية ماما أمريكا ومع ذلك فهو يحبنا ويكتب كل مرة من أجل الكامون وشعب الكامون وقائد الكامون المغوار “مولاي كداشي الكاموني”. ولأن التحالف مع الكاموني الأول لا تمر إلا عبر الترويج لأطروحة أسلمة ماركس ولينين والإفتاء بزواج المصلحة والمصاهرة بين آل نبيله وآل ياسين من أجل عبق الكامون، ومبايعة طاقم الأحداث المغربية للشيخ النهاري وخرس آل عصيد حتى يستحكم في الحريات آل ابن تيمية، مادام معارضو آخر زمن يحملون الباسبور لحمر ولا يعيشون بيننا على الرغم من أنهم يزعمون أنهم يكتبون من أجلنا وغدنا.
آخر حملة الباسبور لحمر من “زعايتية الكامون” له وضع خاص، لقد كان عسكريا قبل أن يقرر الهجرة إلى الخارج، حيث حصل على الجنسية الفرنسية وعلى وضع اجتماعي رغم أنه لا يشتغل أية مهنة، دائم الزيارة لمراكش، حيث يعيش لياليها المخملية بتفاصيلها وتكاليفها رغم أنه لا يتوفر على شغل يوفر له دخلا معلوما، لكن جيبه لا ينضب، بين فرنسا ومراكش يعيش مصطفى أديب في انتظار أن يلبس جبة “عسكر الكامون” من أجل الكاموني الأول “مولاي كداشي”.
يحملون جنسيات أجنبية أو يعيشون خارج المغرب، منهم من يخدم تحت راية دولة أجنبية، لكنهم يرقون لحالنا رغم أنهم لا يعيشونه، يكتبون من أجلنا ولا يتذكروننا إلا إذا كنا على خلاف مع الآخر فيكتبون ويكتبون حتى يسمعهم الآخر، لهم عقل كاموني واحد لا يوزع عليهم الأدوار، بل يحركهم كالإنكشارية دفعة واحدة حتى يرضى عنهم عسكر توفيق، لأنه بحاجة إلى مقالاتهم وتصريحاتهم وتحاليلهم حتى يقول للشعب الجزائري “الزعيت الكاموني” الذي يعيشه المغرب.
بقلم: حمو واليزيد الأكوري.