بعد " الشروط " التمويهية لحكام قصر المرادية بخصوص فتح الحدود مع المغرب، جاءت "التظاهرة الحضارية" لفتية ونسوة بالعيون التي تعرضت لهم الشرطة "بالقوة المفرطة " . الملاحظ أن الإخراج التمثيلي الجديد فرض على "الممثلين الجدد "، خاصة النساء، السقوط على الأرض عنوة حتى بدون أن يمسهن أحد، والتظاهر تارة بالإغماء وتارة أخرى بإصابتهن بضربات قوية في اليد أو الرأس أو الرجل، علما أن الكاميرات وآلات الفيديو موجودة لالتقاط الصور الحية . هذا يذكرنا بالتمثيلية السابقة حول " نزع السراويل" و"هتك الأعراض" بالشارع العام بالعيون التي لم يصدقها أحد بمن فيهم الجهات الموجهة لها هذه الرسائل.
في هذه التمثيلية، نلاحظ دخول منظمة العفو الدولية ووكالة الأنباء الفرنسية على الخط ، حيث أنهما لم تعاينا سوى مشاهدة المتظاهرين المصابين، ولم تلتفا إلى أن المتظاهرين وضعوا المتاريس في الطريق العمومي لحراسة الأزقة، ولم تلاحظ أنهم استعملوا الأسلحة البيضاء والحجارة لمهاجمة قوات الأمن، ولم تر أنهم كانوا يسعون سعيا لاستفزاز القوات العمومية، ولم تسجل أنهم شنوا هجوما على هذه القوات بالحجارة و "المولوتوف" بل منهم من ألقى بـ "الياجور" من أعلى السطوح، ولم تحص 48 من أفراد الشرطة والدرك والقوات المساعدة نقلوا إلى المستشفى العسكري بالعيون لتلقي العلاج بعد إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة.
ولم تلاحظ منظمة العفو الدولية ووكالة الأنباء الفرنسية أن "انفصاليي" الداخل استعملوا أربع سيارات رباعية الدفع، كانت تتحرك في أهم الأحياء والأزقة محملة بالحجارة ترشق بها أعضاء الدوريات الأمنية ورجال الأمن الواقفين أمام مقرات الشرطة والمقاطعات الحضرية.
لم تلاحظ منظمة العفو الدولية أو نشطاؤها أن أميناتو حيدر كان تبحث عن استفزاز القوات العمومية من دون أن يتيسر لها ذلك، وكانت تريد أن تتحول إلى ضحية مهما كلفها ذلك من ثمن، ولم تتردد في التوجه إلى مستشفى مولاي الحسن بن المهدي وتمنع فريقا من قناة "العيون" الجهوية من أخذ تصريح من فتى قاصر مصاب في كتفه ...
إنها قمة التحيز، لا ، بل هو عين التمييز التي تمارسه منظمة حقوقية ما فتئت تتحدث عن عراقتها في ميدان مراقبة حقوق الإنسان وكذا وكالة أنباء تزعم ، من جهتها، نقل الحقيقة كما هي من الواقع، ليتضح للعموم مدى زيف هذه الادعاءات وضحالتها. مع الإشارة إلى أن "أمنستي أنترناسيونال " و"أ ف ب " تعرفان حق المعرفة أن المظاهرات "الحضارية " مفبركة ومعد لها سلفا على خلفية الصفعة المدوية التي تلقاها النظام الجزائري وصنيعته "البوليساريو " قبل أيام فقط في مجلس الأمن الدولي، اللذان كانا على استعداد لإخراج أي عمل تمثيلي من أجل إلهاء الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، ضدا على رغبتهم ( هنا موضوع حقوق الإنسان الحقيقي).
ومن المفترض أن تكون المنظمة الحقوقية ووكالة الأنباء المذكورتين على إلمام بخفايا النزاع حتى لا تسقط في الشراك المنصوبة.. إلا إذا كانت التعليمات الموجهة إليهما تنص على أشياء أخرى. وهذا ما يضرب في الصميم حيادهما ومهنيتهما و...و...وهذا ما تم رصده من خلال عملهما الذي قامتا به في العيون. لقد فضلتا (المنظمة والوكالة ) أن تقودهما أميناتو حيدر في جولة منظمة بشوارع العيون بحثا عن ضحايا "التدخل العنيف" للشرطة ، ولما لم يتم العثور على أي شيء ، بدأ الجميع يضرب الأخماس في الأسداس..
من تمثيلية "نزع السراويل" و"هتك الأعراض" إلى تمثيلية " التظاهر الحضاري" و الإغماء والسقوط على الأرض عنوة لجلب الانتباه... في انتظار تمثيليات أخرى قد تكون أكثر خبثا وإثارة، خاصة أن الغريق يتشبث بأي شيء حين يعرف أن جميع المنافذ مغلقة في وجهه.