شكل انتصار الديبلوماسية السيادية المغربية في قضية مسودة القرار الأمريكي حول توسيع صلاحيات المينورسو، إزعاجا للعديد من الأطراف خصوصا تلك التي راهنت على تمرير هذا القرار قصد زعزعة استقرار المغرب، وهناك أطراف لها رغبة قوية في حدوث فوضى داخل المغرب حتى تستفيد من تبعاتها. هذه الأطراف لا يمكن أن تلوي على شيء في زمن الأمن والاستقرار. لكن إذا وقعت الفوضى، لا قدر الله، سيستفيدون الشيء الكثير حيث لا يهمهم إلا ما يحققون من مصالح شخصية حتى لو كانت على حساب الشعب المغربي. وبينت هذه الرجة إلى أي درجة يتحرك البيترو أورو الجزائري، وإلى أي حد يتم صرف عائدات البترول الجزائري والغاز في المؤامرة ضد المغرب وضد مصالحه، وهي مؤامرة ضد الشعب الجزائري نفسه حيث يتم حرمانه من مجموعة من الخدمات الضرورية مقابل تمويل أعداء المغرب. فتمويل الجزائر للبوليساريو هذا لا غبار عليه ولا يحتاج إلى أدلة؛ فالجزائر احتضنت ورعت المؤامرة ضد المغرب، وهي التي مولت الانفصال وفتحت له الأبواب في العالم، وإذا ما تم احتساب ما ضيعت الجزائر من مال ضد المغرب فسيكون بالملايير التي يصعب عدها. أخيرا أشهر سيناتور أمريكي ورقة موقعة من مسؤول جزائري كبير، هذه الورقة ليست سوى تحويلات مالية لفائدة معهد كينيدي الذي تترأسه كيري كينيدي، وقال السيناتور لا يمكن اعتماد مثل هذه التقارير لأنها ستكون بطبيعة الحال منحازة للجزائر والبوليساريو. وما قاله السيناتور الأمريكي دليل واضح على أنه لا مصداقية للتقارير التي تنجز هذه المنظمة حول حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية المغربية، ولا مصداقية للتقارير التي ينجز غيرها من المنظمات الشبيهة والتي تحصل بدورها على كرم البيترو أورو الجزائري. ومن يعطي يفرض رؤيته وأسلوبه. وتمول الجزائر، ودائما على حساب الشعب الجزائري، لوبيات وبرلمانيين في الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة الأمريكية قصد الدفاع عن أطروحات البوليساريو، وهي أموال تعد بالملايير، ناهيك عن الأموال الجزائرية المخزونة في الأبناك الدولية والتي بلغت في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أزيد من 200 مليار دولار، في وقت يعاني فيه الشعب الجزائري من ويلات الفقر. ولا تكف الجارة الجزائر والدولة الشقيقة للمغرب ورغم رفقة الكفاح ضد المستعمر عن تمويل الجمعيات الإسبانية لتتخذ مواقف ضد المغرب، وهي جمعيات كثيرة مما يجعل حجم الأموال التي تصرف عليها بالملايير. وهي كلها أموال البيترو أورو التي كان ينبغي أن توجه بشكل مباشر إلى خدمة الشعب الجزائري. وبعد أن فطنت الجزائر إلى أن كل هذه الأموال التي تصرف ليل نهار، بحساب ودون حسيب ولا رقيب لم تجد نفعا مع قوة الموقف المغربي وقدرة الديبلوماسية السيادية على تسديد الضربة في الوقت المناسب، عمدت الجزائر إلى تمويلات مشبوهة لعناصر لا شغل ولا مشغلة لها قصد إحداث الفتنة بالصحراء، وهذه العناصر هي التي تتحرك تحت شعارات البوليساريو. دون الحديث عن خدام آخرين لأجندات الجزائر والبوليساريو من طابور إحداث الفتنة.