أحمد الجوهري.
يحضرني دائما الشطر الثاني أو ما يسمى في علم العروض بـ "العجوز" من بيت شعري للشاعر مهيار الديلمي يقول فيه "أين للناس بأب مثل أبي" وهو فن من فنون المباهاة والمفاخرة فليس عند المرء أعز من أبيه ولاشيء عند الإنسان أعز من وطنه فذاك حب يسكن حشايا القلب.
ونقيض ذلك فالأمر لا يجسد سوى العقوق والخيانة، ويشكل رمزا للغدر الذي يكون أشد إيلاما.
فبينما استنفر الرأي العام الوطني بجميع مكونات على رفض المقترح الأمريكي بشأن توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وفي الوقت الذي التفت فيه كل مكونات الشعب المغربي حول القضية الوطنية معلنة عن رفضها لهذه المبادرة هاهو علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الإخباري يتشبث بنشازيته ويصر على أن يبقى عاقا لهذا الوطن الذي سمح له بمتسع كبير من الحرية سمح له بتصويب سهامه الغادرة.
مرة أخرى أخرج أنوزلا سيف الطعن من غمده، وأبان عن حيويته المفرطة في النيل من القضية الوطنية، عبر مقال عنونه ب ّ"لماذا الخوف من مينورسو؟"، وحمل فيه وزر متاعب الأقاليم الجنوبية للمؤسسة الملكية بكونها تشرف على ملف الصحراء وتحتكر تدبيره.
مقال أنوزلا الذي تناقلته مواقع البوليساريو حمل الكثير من المغالطات التاريخية من قبيل الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مقترحات لتوسيع صلاحيات المينورسو، والواقع أن المغرب سبق له وأن طالب في الجولة السابعة من المفاوضات غير الرسمية التي جرت بنيويورك في يونيو 2011 بإدراج مسألة احترام حقوق الإنسان ضمن جدول أعمال جلسات التفاوض التي تشرف عليها هيأة الأمم المتحدة، ولهذا فالتساؤل الذي اختاره أنوزلا عنوانا لمقاله يكتنفه الالتباس، خصوصا وأن المغرب لا يخشى من توسيع صلاحيات المينورسو في اتجاه مراقبة حقوق الإنسان بصحرائه لانعدام قانون دولي يجبر المغرب على قبول هذا القرار، ولكون المسألة الحقوقية مسألة مبدئية لا يتحكم فيها التقطيع الترابي.
لم يتساءل أنوزلا يوما عن مصلحة الجزائر في هذا الصراع المفتعل، ولا عن جرائم البوليساريو في مخيمات تندوف، ولا عن الدوافع التي سمحت لقيادة البوليزاريو بأن تستقبل الإرهابيين من شمال مالي، ولا عن مصير الالاف من المحتجزين في هذه المخيمات، لم يتساءل يوما.... لكنه بالمقابل فبرك أكثر من مرة تقارير مصورة ومزاعم على غرار ما تنشره مواقع الانفصاليين ضد هذا الوطن.