كان من المنتظر أن تصل فضائح علي أنوزلا ورفيقه أبو بكر الجامعي ومن معهما من جماعة " إخوان التخربيق"،إلى قبة البرلمان، خاصة بعد الخرجات الكثيرة التي لم يترددا فيها في أي لحظة من الكيل بمكيالين، بل الطعن، بدم بارد، في كل ما هو مغربي، إضافة إلى الإساءة المتعمدة لكل الجهود التي بذلها ويبذلها المغرب على أكثر من صعيد إلى درجة أن علي وجماعته ينطبق عليهم مثل " شاهد ما شافش حاجة ".
وكان إعلان أمريكا عزمها تقديم مقترح إلى مجلس الأمن من أجل إضافة مهام مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء إلى"المينورسو" فرصة ركب عليها أنوزلا ورهطه فقط للتشفي والنكاية ببلد اسمه المغرب الذي يمارس فيه علي وجماعته كل شذوذهم ونزقهم وساديتهم على شعب بأسره، ناهجين في هذا أسلوب التغليط والتضليل والافتراء بالرغم من أنهم يعلمون علم اليقين الفرق الشاسع جدا بين المغرب والجزائر،وربيبتها "البوليساريو" ، وباقي دول المنطقة والقارة، في مجال حقوق الإنسان، وأنه لا وجه للمقارنة، ومع ذلك، فضلت الجماعة ركوب رأسها، وممارسة غيها، بل ومحاولة فرض رأيها على السواد الأعظم من الشعب.
بعد الأمين العام لحزب الاستقلال ،حميد شباط، الذي قال أمام ندوة لمنظمة المرأة الاستقلالية بمدينة مراكش، أن الحزب سيتصدى لعلي أنوزلا وأبو بكر الجامعي وغيرهما ممن يسيئون إلى المصالح العليا للبلاد بصفة ممنهجة ، أعلنت كنزة الغالي،عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، في معرض مناقشة القرار الأمريكي المذكور، عن النشاز الحقيقي الموجود في البلاد، وقالت بأعلى صوتها:" إذا تكلمنا عن النشاز، فالنشاز الحقيقي هو الأقلام المغربية التي تمس بوحدتنا الترابية ، وهي أصوات مثل علي أنوزلا.." لتختتم تدخلها بالقول :"اللهم هذا منكر. كيف يتعامل الناس مع هذه القضايا."
لقد بلغ السيل الزبى. هذا ما يقوله أكثر من سياسي وأكثر من إعلامي وأكثر من حقوقي، وكل متتبع للشأن الوطني. ذلك أن أنوزلا وجماعته المكونة من أبو بكر الجامعي ،وعلي عمار، وعلي المرابط، يتناوبون فيما بينهم فقط على الإساءة للمغرب وإقحام المؤسسة الملكية في أي شيء ولو تعلق الأمر بفيضان أو زلزال أو حتى حادثة سير أو انتحار... لا بد من إسقاط الطائرة كما يقال. وظل هذا هو تخصصهم وشغلهم الشاغل . أكثر من ذلك لا يتورعون في الدفاع، بجميع الوسائل، عن خصوم المغرب كانوا أفرادا أو جماعات أو أنظمة تكن العداء كل العداء للمملكة، ويغيظهم تحقق أي إنجاز لدرجة أنهم يغضون الطرف عنه ويختارون النبش في قضايا أخرى للتغطية وصرف النظر عما تحقق . وعلى سبيل المثال فقط ، قيل في فرنسا ومسؤوليها ما لم يقله مالك في الخمر، وتم التقليل من أهمية الجولة الإفريقية للملك محمد السادس وقبلها الجولة الخليجية ، كما تم الطعن في الدستور ولجنة إعداده وصياغته.. بل الطعن في التصويت عليه،وفي جميع المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية. ولم يتورع أحد من جماعة أنوزلا ومن معه يوما عن الطعن المستميت ضد وحدة المغرب وسيادته وهي الجماعة التي تعرف أكثر من غيرها حقيقة الوضع. في نفس الآن ، لا يترددون في تمجيد وتضخيم الأعمال الإرهابية التي يقوم بها "البوليساريو" ،و في تثمين الانتهاكات والخروقات الناطقة والصادمة التي تتم على مدار الساعة من طرف حكام الجزائر واعتبارها موقفا حازما تقوم به هذه السلطات من أجل قوة البلد ومناعته (لم يتحدث أحد عن الاعتقالات والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تمت في الجزائر بمناسبة المطالبة بحكم ذاتي في منطقة القبائل) ، بينما هم يخربون مناعة وطنهم المغرب في كل ساعة. كما تم استغلال المقترح الأمريكي لتفريغ ما في جعبتهم من حقد دفين، وكبت قديم على المغرب بلغة خشبية وبأسلوب لا يخلو من تشفي لا تخطئه العين.
إنه أمر فظيع، أكثر من النشاز ومن الشذوذ وأكثر من الغدر والخيانة. بل إنه الإرهاب بعينه هذا الذي يمارسه أنوزلا ومن معه كل يوم على المغرب والمغاربة. ولن تجد له مثيلا في أية دولة.
حمادي التازي.