في إطار حماية الثوابت والدفاع عن القضية الوطنية، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعملية واسعة النطاق، ونزل بكل ثقله في إطار الدفاع عن القضية الوطنية، وأدى هذا التحرك الملكي إلى حصول تقدم ونتائج واعدة لصالح المغرب، مع السهر بفضل تبصر جلالته على المحافظة على العلاقات المتميزة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد هذا التقدم ربطت البعثة المغربية الموجودة في واشنطن برئاسة الطيب الفاسي الفهري، مستشار جلالة الملك، الاتصال بزعماء الأحزاب السياسية والنقابات من أجل إبلاغهم بهذا التقدم الإيجابي. لقد مكنت المفاوضات المكثفة التي قادها المغرب حول تمديد مهمة بعثة (المينورسو) بالصحراء٬ سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على صعيد كبريات العواصم العالمية٬ عن طريق مبعوثي صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ من ترجيح كفة الموقف المغربي٬ الذي حظي بتجاوب على أعلى مستوى بواشنطن والأمم المتحدة. وأكد بيتر فام٬ مدير مركز ميكاييل أنصاري لإفريقيا٬ التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)٬ أن "الأمر يتعلق بنتيجة إيجابية ومنطقية تماما بالنظر إلى الشراكة الاستثنائية القائمة بين المغرب والولايات المتحدة منذ أزيد من 225 سنة٬ والعلاقات الفريدة التي ظلت جيدة منذ ذلك الحين". وبعد أن أعرب عن "ارتياحه" لهذا القرار٬ أشاد هذا الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية بـ"الإدارة الأمريكية لحرصها على مصالح وانشغالات المغرب"٬ مشيرا إلى أن "هذه الحلقة الحزينة في تاريخ العلاقات العريقة بين البلدين أصبحت الآن وراء ظهورنا"٬ معربا عن الأمل في أن يتم التوصل إلى حل قضية الصحراء في إطار الشراكة المغربية الأمريكية٬ ومجموعة أصدقاء الصحراء. وقال إن الشراكة الاستثنائية القائمة بين المملكة والولايات المتحدة "تمثل عاملا للاستقرار بمنطقة المغرب العربي والساحل"٬ مذكرا بأن "البلدين يتقاسمان العديد من القيم والمصالح المشتركة التي تنطلق من الأمن الإقليمي إلى دعم التنمية الاقتصادية والإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تأتي في مقدمة أولويات المملكة٬ تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وكذا والده جلالة الملك الراحل الحسن الثاني". واعتبر أن التعبئة "الاستثنائية"٬ التي أبان عنها المغرب "غير غريبة على أولئك الذين يعرفون المملكة"٬ مبرزا أن القضية الوطنية "ساكنة في أعماق كافة المغاربة٬ تماشيا مع الحقيقية التاريخية والهوياتية التي تمس جوهر الأمة المغربية". من جهته٬ أكد عضو الكونغرس الأمريكي ماريو دياز بلارت أن "العلاقات المغربية الأمريكية ستظل قوية ومتينة"٬ وأن البلدين "تجمعهما علاقة صداقة عريقة تقوم على الاحترام المتبادل والحرص على الانشغالات والمصالح المشتركة".