لنفترض أن الجزائر استطاعت بكل ما لديها من رهانات أن تكسب قضية الصحراء الغربية ، فكيف سيكون مصير الشعب الصحراوي ؟
لا نحتاج إلى ألف جواب وجواب عن هذا السؤال ، إذ يكفي أن نرى حالة الشعب الجزائري الذي نال ( اسقلاله ) منذ 50 سنة شعب ملأت صوره وهو ينبش في المزابل صفحات المجلات والجرائد والشبكة العنكبوتية العالمية ، ينبش في المزابل وهو يتوفر على احتياطات من الغاز والبترول تكفيه ليكون في وضعية إن لم تكن جيدة فستكون متوسطة على الأقل أي أغنى من الفقير ، بالإضافة أن السلطات الجزائرية تدعي أن لها من احتياط الدولار أكثر من 200 مليار في البنوك الأمريكية ، والحالة هذه أن كل شئ في الجزائر معطل ، أول شئ معطل في الجزائر هو العقل الذي يعتبر حكام الجزائر أن الشعب الجزائري يحتاج إلى وصاية أبدية على تفكيره وعقله لأنه قاصر التفكير ويحتاج لمن يفكر له ولهذا ظل الشعب الجزائري متفرجا على حاله يفعل به حكامه ما يشاؤون ، وحينما فكر بعض الناس بعقولهم في الجزائر ذبح العسكر الجزائري ومخابراته من فكر ومن لم يفكر ، جمعوا الأخضر واليابس في العشرية السوداء ، ويحق للشعب الجزائري أن يعتبر ضحايا العشرية السوداء ثمنا لمجرد أن بعضهم قرر أن يستقل بعقله فكانت النتيجة ذبح 240 ألف جزائري ولا يزال أكثر من 50 ألف مختفي .
ثاني شئ عطله حكام الجزائر هو القانون ، فكل حكام الجزائر لا تطالهم القوانين ، فحكام الجزائر لا علاقة لهم بالقوانين التي تحكم الشعب الجزائري لذلك فهم عاثوا في البلاد فسادا ، قتلوا وذبحوا ونهبوا الأموال الطائلة وخربوا البلاد ، ثم خرجوا من تلك الجرائم فرحين منتشين بانتصاراتهم على الشعب الجزائري ، وإذا تدخلت القوى الدولية وطالبت بمحاكمة جلاديه وإنصاف الشعب الجزائري تحرك البترودولار وأسكت كل الأصوات المطالبة بمقاضاة مجرمي الجزائر ولكم في الجزار خالد نزار خير مثل ...
ثالث شئ عطله حكام الجزائر هو عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ، لأن من كان هَمُّهُ الوحيد هو نهب خيرات الجزائر كيف سيفكر في تنمية شعبها ؟ كيف سيجد الشعب خيرا في حكام وصلوا معه إلى درجة الذبح والتقتيل ؟ إن ما يحدث اليوم في سوريا هو امتداد لما حصل في العشرية السوداء في الجزائري ، نظامان فاشستيان يحكمان بلديهما بالحديد والنار ...
لازلت أذكر تعليق رجل جزائري خرج من الجزائر شابا وعاد إليها بعد 30 سنة من الغربة وقال جملة شهيرة : " لقد تركت جدران مدينتي متسخة وعدت إليها ولا تزال متسخة بل بعضها قد تهدم وانهار " ... لا يهتم حكام الجزائر بالشعب بل همهم الوحيد هو استمرار إحكام القبضة الحديدية على الشعب الجزائري ...
فهل سيجد الشعب الصحراوي أفضل معيشة خير من معيشة الشعب الجزائري إذا احتل حكام الجزائر الصحراء الغربية ؟
الجواب : يكفي أن يرى الصحراويون حالة الشعب الجزائري ويقيسون حالهم بحاله إذا أصبحوا تحت رحمة حكام الحركي الحاكم في الجزائر ، مع العلم أن الشعب الجزائري عانى ولا يزال يعاني من قساوة العيش تحت ظل حكمهم ، فهل اختار الشعب الصحراوي أن يضع رقبته بين قبضتي حكام لهم ماض شهير في القتل والذبح ونهب الثروات وإذلال الشعب واحتقاره حتى أصبحت الجزائر تعرف ببلاد الحكرة والميزيريا ....
سيكون مصير الشعب الصحراوي حياة اليأس الأبدي ، سينتقل من مخيمات الذل والعار إلى الذل والعار بعينه ، سيصبح شعبا بلا قضية ولا مصير ولا حياة ، ذل في ذل إلى الأبد ...
سمير كرم عن "الجزائر تايمز"