وجهت موريتانيا ضربة قوية لتنظيم القاعدة والبوليساريو في نفس اللحظة، حيث كشفت عملية قامت بها مؤخرا العلاقة بين الطرفين، بعد ان أقدمت وحدات من الجيش الموريتاني المنتشرة على الحدود الموريتانية الجزائرية باعتقال حوالي ثلاثين عنصرا من تنظيم القاعدة في "المغرب الإسلامي" الذي يتزعمه عنصر "البوليساريو" علي سالم ولد لحبيب ولد لعروسي ولد حامِّية المدعو "يَامَاهَا".
وكانت العناصر المذكورة قد فرت من شمال مالي، بعد التدخل العسكري الفرنسي، من أجل الدخول إلى التراب الموريتاني، حيث قاموا بالاختباء في مكان يدعى "جليبات مويليد أو مسعود"، قرب أمكنة تدعى "حاسي لحجر" و"بئر تيغيسيت"، في منطقة "بئر أومگرين"، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الموريتانية الجزائرية.
وكان علي سالم ولد لحبيب ولد لعروسي ولد حامِّية المدعو "ياماها" قائدا لكتيبة في المنطقة العسكرية الثانية للبوليساريو، قبل أن يتعاطى للتهريب والاتجار في المخدرات ما بين مخيمات تندوف وشمال موريتانيا.
والتحق علي سالم ولد لحبيب ولد لعروسي ولد حامية بشمال مالي في بداية سنة 2013 قبل أن يتم تعيينه، بفضل تجربته العسكرية، على رأس ميليشيا مكونة من مقاتلين من جنسيات مختلفة، من بينهم عناصر من "البوليساريو".
هذه العملية طرحت أسئلة كبيرة عن العلاقة التي تربط بين البوليساريو وشبكات التهريب من جهة ، وبين البوليساريو وبين تنظيم القاعدة من جهة ثانية؟
وتكمن أهمية الإعلان عن اعتقال عناصر من البوليساريو سواء لارتباطهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو على خلفية خطف الرهائن أو أثناء التدخل الفرنسي في شمال مالي، (تكمن) في إبراز مصداقية التحذير المغربي المتكرر من مخاطر التحالف بين عصابات الإرهاب والتهريب والبوليساريو وانعكاسها المباشر، ليس فقط على أمن المنطقة بل على السلم العالمي.
وقد أثار المغرب موضوع الارتباط بين البوليساريو والإرهابيين في منطقة الصحراء والساحل دون أن تأخذه الدول المعنية بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة مأخذ الجد، لكن اليوم وبعد سيطرة المنظمات الإرهابية على شمال مالي تم تبيان صدقية الطرح المغربي والتأكيد على أنه مبني على معطيات ولا يدخل في إطار الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.