هي حكاية من غرائب الحكايات أو المواقف التي يصعب على الذهنية استيعابها، وعلى الذائقة استساغتها، ويمكن إدراجها ضمن مقولة صدق أو لا تصدق. فهل يمكن للمرء أن يتصور فتاة تتزوج ستة رجال! ربما؛ ويذكر التاريخ العديد من النساء تزوجن لأكثر حتى من سبع مرات، خاصة من الشهيرات والمعروفات في الأوساط الفنية، لكن هؤلاء تتحكم بقراراتهن واختياراتهن بعد بالطبع “القسمة والنصيب” خاصة في مجتمعاتنا العربية، هو التوافق وحجم المصلحة في عموم المجتمعات، لكن أن يكون أمر الزواج بستة مقصوداً.. هنا يثور العجب؛ ويثور أكثر لو كان أولئك الرجال أخوة؟! هذا حدث فعلاً، حيث أحب ستة أخوة الفتاة نفسها.
كانت فتاة لعوب من ولاية أوهايو الأميركية وتدعى (بيتي هتون)، وقد أغرم بها الأخوة الستة جميعهم، وتقدم الستة لطلب يدها للزواج. قد لا يكون الأمر عند هذا الحد كثير الغرابة، فالغريب أن الفتاة نفسها أحبت الأخوة الستة في الوقت ذاته، ولما تقدموا بطلب يدها للزواج، لم تستطع أن تقطع برأي في أيهم تختار، وظلت في حيرة حتى هداها تفكيرها إلى اقتراح يمكّنها من الزواج بهم جميعاً فوافقوا وبلا تردد، وهو أن يتزوجها كل واحد منهم لمدة سنتين، وبعد انقضاء المدة يطلقها حتى يتزوجها أخوه الآخر.
تم تنفيذ الاتفاق بلا تأخير أو اعتراض من أي منهم، حتى جاء دور الأخ السادس للزواج بـ (بيتي) والذي وبعد انقضاء مدة العامين رفض طلاقها، وظل متمسكاً بزواجه منها.
ويبدو أن هذا الموقف هو ما كانت تحتاجه الفتاة المضطربة، التي ربما لم تكن تتحلى بالوعي الكافي الذي يعينها على تحديد حاجتها، أو معرفة ما تريد بالضبط، وهو ما دفعها إلى القول (أخيراً وجدت الشخص الذي يناسبني)، فهي كانت تريد شخصاً عنيداً وقوياً يساعدها على اتخاذ قرار الزواج، وربما الكثير من قرارات الحياة.
ترى لو تم الوفاء بالاتفاق وهو الطلاق بعد عامين من الأخ السادس، ولو لم يتمسك هذا الأخير بها؟ فهل كانت ستعيد الدور بالزواج من الأخوة الستة مرة ثانية؟!