زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب و كلمته في مأدبة العشاء في حق المغرب و المغاربة لم تكن كلمة مجاملة رخيصة مطبوعة بعقلية البيع و الشراء أو كلمة محاباة كما يحصل مع الدول البترولية أو كلمة بخلفية المعلومات المستقاة من ترهات بعض جورنالجية الصالونات المعزولين عن الواقع، بل كانت كلمة شهادة لامست واقع الأشياء من منضور استراتيجي، لم يكن من الممكن للرئيس الفرنسي أن يكشف كل تفاصيل التعاون الاستراتيجي بين البلدين لكن كلمات واضحة من قبيل فرنسا تضع ثقتها في المغرب لا تمر مرور الكرام.
فرنسا القوة الاقتصادية و العسكرية التي أصبح حضورها متنامي في القضايا الدولية من خلال مواكبتها للربيع العربي في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا، تعرف المدلول الحقيقي لكلمة استقرار، العملة النادرة الآن في المنطقة العربية، و تعرف الكُنه الحقيقي للإصلاح و الثورة الهادئة في المحيط الإقليمي المتغير.
الرئيس الفرنسي لم يكن يتكلم بلغة بروتوكولية بل قدم شهادة من قلب صانعي القرار في أكثر من عاصمة غربية حول طبيعة المؤسسات المغربية و صلابتها و عمق الإصلاحات الجارية التي مكنت المغرب من لعب دور استراتيجي و بدون ضجيج إعلامي على المستوى الإقليمي دعما للقضايا العادلة للشعوب...
شهادة من هذا النوع لم تكن لتعجب بعض جورنالجية الشتات الذين بارت تحاليلهم رغم تهافتهم أيام الربيع لدى البعثات الدبلوماسية و مراكز الدراسات من أجل الترويج لبضاعتهم التي لم تجد لها موطأ قدم لدى الشارع المغربي و بالأحرى لدى صناع القرار في العواصم الغربية.
الأصوات النشاز تريد أن تقنع فرنسا و غير فرنسا بعدم الاستثمار في المغرب و حزمة الاتفاقيات و العقود و البروتوكولات التي تم التوقيع عليها و التي همت أكثر من مجال من أجل تطوير أداء القطاعات الاستراتيجية المغربية، لم تكن لتعجبهم و لم يجدوا في التاريخ المعاصر ما يثيرون به استعداء النخبة الفرنسية غير بعض كلام الماضي و جزءًا من أصوات الماضي و وقائع الماضي علهم يكبلون بها الحاضر و المستقبل لكن رهانهم سقط حيث يسقط الهراء.بعض الأصوات الكامنة التي قادت مقاولة لوجورنال إلى الإفلاس و لم تتحمل مسؤوليتها في أداء حقوق العمال و المستخدمين و الضرائب رغم الأرباح التي راكمتها في السنوات الأولى، توهمت أن الرئاسة الفرنسية عندما تتعامل مع المصالح العليا و الاستراتيجية الفرنسية سوف تستفتي الأصوات النشاز كأن رأيهم مكون من مكونات القرار الاستراتيجي الفرنسي، لكن ظهر أنها صيحات كانت في واد، لأنها لم و لن تصنع غد الشعوب، فالنشاز نشاز و لن يصنع الحدث اليوم أو غدا.
كمال قروع ـ هبة