أضيف في 03 أبريل 2013 الساعة 15 : 23
أفضل قرار اتخذه معاذ الحاقد بعد خروجه من السجن هو قرار مواصلة الدراسة من أجل الحصول على الباكالوريا. من العيب أن يلقى عليك القبض بتهمة، وأن تحاول ترويج صورة أخرى عن تهمتك في كل مكان بأن تدعي بأنك مناضل ضد النظام، وأنك تقود ثورة الشعب المغربي ضد الطغيان والفساد “ونتا ما عندكش حتى الباكالوريا”. شعبنا المغربي شعب طيب، نعم، لكنه ليس بهذا الغباء وبهاته السذاجة التي تجعله يقبل أي شيء. نعم آسيدي، نقبل أن يقود معاذ ثورتنا، ولكن بعد مروره من بعض المدارس والكليات، وبعد نيله لبعض الشهادات أو على الأقل بعد تعرفه على بعض المذاهب السياسية والإيديولوجيات، وتمكنه من تقديم تصور واف عما تختلج به الحياة السياسية العالمية والإقليمية من تطورات ومن مذاهب وأفكار وتصورات، “وديك الساعة ما فيها باس”. إذا أردت أن تقود الشعب المغربي نحو التحرر فلن يقول لك أحد “لا”. وحقيقة أشفق على الشعب المغربي الشقيق من هذا المصير المؤلم الذي يوجد فيه وقد تحول شاب مثل معاذ إلى رمز من رموز النضال. لا مشكلة لدي مع الشاب، وحتى أغانيه أو ما يعتقد أنها أغانيه لا تروقني كثيرا، علما أنني من محبي الراب وأعرف “شي شوية” عن مدارسه من “البيغ نوتوريوس” ونتا جاي، لكن ما يفعله معاذ يبدو لي “غواتا” أكثر منه أي شيء آخر علما أنني أحترم حق أي “منطيح” في الحياة أن يفعل بصوته وحلقومه وحنجرته (وبقية أعضائه الأخرى وهذا موضوع خلق لنا ضجيجا كثيرا مما لاداعي للخوض فيه مجددا) مايشاء، وأحرم على نفسي حق التدخل في هاته الأمور. كل هذا لكي أقول إنني لا مشكل لدي معه، سوى أنني أتوقع من شعبنا أن ينتج من أهو أكبر منه مقاما وقيمة لكي يقود ما يصطلح عليه في الأنترنيت المغربي اليوم “ثورة الشعب ضد الفساد والاستبداد”. ومادام القرار بالقرار يذكر، فأنا أعتقد أن أفضل قرار اتخذته زميلتنا فاطمة الإفريقي هو قرار التوقف عن الكتابة هي الأخرى. ذلك أنني قرأت مقالها الأخير “المقال الأخير” وتمعنت في محتوياته جيدا، وحاولت أن أعرف الجهة التي هددتها، فوصلت إلى خلاصة تؤدي إلى عدة جهات أطرحها أمام الرأي العام في إطار مساعدته على التعرف على هؤلاء المجرمين الذين هددوا زميلتنا في حياة أبنائها ودفعوا جماعة مثل العدل والإحسان إلى إعلان التضامن معها “كاع”. هناك أولا الجهة التي يوجه إليها الاتهام باستمرار في مثل هاته النوازل أي “المخزن”، والمخزن في المغرب أنواع، وأهمها وأشهرها وأكثرها قربا إلى الناس هو “مخزن الحبوب” أي “الخزين” بالدارجة الذي كنا نخفي فيه ما نعول على العودة إليه من أجل مواجهة فصل البرد والشتاء من قطان تهلك المصارين وتصدر أصواتا غريبة حين وصولها إلى الأمعاء. ثم هناك المخزن المتنقل، وهذا النوع من المخزن تجده في الطرقات، وهو يعني فرقة من المخازنية الذين يتنقلون مثلما يدل على ذلك الإسم بكل مباشرة. ويأتي في المرتبة الثالثة المخزن الذي قال عنه اليازغي الأب ذات يوم في التلفزيون إنه مات. وهذا المخزن بالتحديد صعب التحديد، ولن تجد مغربيين إثنين يتفقان على تعريف قار له, حتى من بين أولئك الذين يقولون عن أنفسهم إنهم يهاجمونه باستمرار, لذلك نتركه في حاله ونبحث عن جهات أخرى قد تكون هددت زميلتنا وفرضت عليها هذا التوقف الاضطراري العجيب. قد يتعلق الأمر ب “أكمي” أي تنظيم القاعدة في بلاد المغربي العربي”، وهو تنظيم تعود تهديد عباد الله باستمرار هذه الأيام. وقد يتعلق بكوريا الشمالية، وقد هددت جارتها الجنوبية بقصفها هي وكل حلفائها، ما يعني أنه من اللازم عدم إقصاء هاته الجهة من المشتبه فيهم في مسألة التهديد هاته. وهناك وزير الشباب والرياضة الذي يهدد منذ أن وصل إلى منصبه بعزل علي الفاسي الفهري، وحل جامعة الكرة دون أن يستطيع القيام بالمسألة، ما يعني أنه محترف تهديدات ليس إلا ومن الممكن أن يكون واحدا ممن فعلوها بفاطمة “الله يرد بيها والسلام”. نأتي الآن إلى أفضل قرار كان يمكن أن يتخذه العبد لله اليوم وهو أن أكتب عن زيارة هولاند للمغرب أو عن منتخب الكرة أو عن شعبية بنكيران، أو عن أي شيء من هذه الأهمية، لكني اخترت الكتابة عن معاذ وعن فاطمة وعما يعتمل في الأنترنيت المغربي من بطولات وهمية. لسبب وحيد وأوحد هو أن البلد أصبح بالفعل محتاجا لرموز من أي نوع ما يصنعها, وإلا فإنه سيضطر لعملية الاصطناع القاتلة هاته التي تجتاحه هذه الأيام. هل أخطأت الاختيار مرة أخرى؟ أكيد. لكنكم تعودتم مني الأمر، لذلك لا إشكال. لمختار لغزيوي
|