المسرحية كانت جاهزة سلفا على خشبة المسرح بمدينة العيون.. الممثلون والممثلات.. الصباغة الحمراء كدم للطلاء ..كل أشكال الماكياج.. الشخوص من الكومبارس الى شهود الزور، والزناة الذين تحولوا في انتظار وصول المبعوث الشخصي كريستوفر روس الى قضاة.. ومثلوا دور المصورين وحملوا الكاميرات وصوروا الملهاة بغباء تقني واضح و"فبركوا" ربورتاجات نشرها بعض الصحافيين في كواليس المسرح العدائي، المنتمون الى ذات الجوقة من أصحاب المواقع المشبوهة إن لم نقل: عميلة، لأنها في كل مرّة تأتينا بالدليل القاطع بأنها جزء لا يتجزأ من كمشة دعاة الانفصال أو بوليساريو الداخل.
دليلنا، الذي لا نحتاج فيه الى شرح أو تعليل ونصوغه على شكل استفهام كبير هو، لماذا لم تنشر " لهم" الفرنسية...أعزائي القراء، توضيح الادارة العامة للأمن الوطني، مادامت هي الجهة المتهمة، القانون يلزم بنشر بياناتها بصفتها طرفا معنيا ومسؤلا، بل تمادت "لهم" بشكل صريح في تقمص دور الصحافة الموضوعية التي تزعم أنها تضحي بالوطن والشعب وإجماعه التاريخي على قضيته الأولى من أجل الخبر و الصدق و أنها في الحقيقة ،لا تخجل من الارتزاق في مخيمات الخصم، نقولها ولو أننا صدّقناها قبل هذا الحادث وقلنا حاشا لله أن يكون فلان أوعلان مجرد مرتزق(..)
نشرت الادارة العامة للأمن الوطني بلاغا تكذيبيا، وأرسلته الجمعة الماضية للصحيفة الاليكترونية المعنية، لكن البلاغ عوض أن يجد طريقة للنشر، وجد نفسه عرضة للرد بأشرطة تمثيلية، ليست بالضرورة وسيلة لإثبات حقيقية لأنها في كلّ القوانين العالمية يجب التحقق من صحتها في مختبرات دقيقة بأدوات تكنولوجية متقدمة.
الحقيقة التي لن ندّعي أننا نملكها بقدر ما نسعى اليها كصحفيين، وبين نشر الفيدوهات ومقاطع من السخافة، أعدّتها حفنة من المرتزقة اختاروا الانشقاق عن اختيارات الأغلبية الساحقة، تلك الأغلبية في العيون والداخلة والسمارة أو المحتجزة في مخيمات تندوف تحت القهر والتعذيب و الديكتاتورية الارهابية لعصابة تحرّكها المخابرات الجزائرية.. بين الموقف العدائي و المتشنج والواضح للمواقع الاخبارية الموالية لأطروحة الانفصال تحت تقية الموضوعية الاعلامية ، وبين الطريقة التي تعاملت بها ادارة الأمن الوطني معها بإرسارل بلاغ تكذيبي لتبيين الحقائق، وفي قضية حسّاسة جدا في تشابك خيوطها بين قضية المغاربة الوطنية مع قضايا حقوق الانسان وما يتطلبه استتباب الامن العام من مسؤولية ... بين هذا وذاك نجزم أن العدو الخطير اليوم، ليس في مخيمات تندوف، ولكن الذي يأكل معك ويتكلم بلغتك ويلبس لباسك ويسافر الى جنبك الخ..ويطعنك من خلفك، انه عدو الداخل المستتر بالديمقراطية وحرية التعبير والموضوعية، ولو أن في أول الدروس في الصحافة الابتدائية لم تكن وسائل الإعلام في تاريخها موضوعية.
رشيد بغا