عزيز الدادسي
تحت عنوان "شهادات نساء تم سحلهن والتحرش بهن وتعنيفهن بالشارع العام بمدينة العيون" نشر علي أنوزلا ما زعم أنه شهادات لنساء تعرضن للتعنيف في الشارع العام، وهو موضوع خارج عن سياقات الأجناس الصحفية، مما يؤكد أنه مغرض، لأن الشهادات في العمل الصحفي لا تنشر منفردة وإلا تحولت إلى قصة قابلة للتصديق والتكذيب، على عكس طريقة نشرها من طرف أنوزلا وكأنها الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ففي القواعد الصحفية تأتي الشهادات في إطار التحقيق والتدقيق، لكن أنوزلا لا يريد أن يسمع وجهة نظر الجهات الرسمية، وكان عليه أن يقوم بمقارنة الروايات حتى يعرف الحق من الباطل، لكنه فضل الاكتفاء برواية واحدة، وهي رواية خدام الجزائر من مرتزقة الداخل.
الهدف أصبح واحدا واللعبة اتضحت وأصبحت ب"العلالي"، أنوزلا يبدع سيناريوهات الاعتداء على صحراويات بالشارع العام، وبوعشرين يقول إن لجنة أخرى هي التي صاغت الدستور، والعدل والإحسان تقود المناوشات، وحامي الدين يقول إن الدولة فقدت بريقها والحكومة عاجزة، فالحل إذن هو الثورة على نمط ربيع الأعراب الذي تحول خريفا قاتلا.
فهل كل هذه التحركات المريبة مجرد صدف سعيدة أم أنها خدمة مدفوعة الثمن لأجندات أضحت غير مخفية؟
ماذا يريد علي أنوزلا؟ يريد الزبدة وثمنها كما يقول الفرنسيون. يستفيد من تشغيل أخواته في مجموعة ماروك سوار ويلعن الدولة. وأنوزلا صحفي معروف عنه أن من يشتمه بالنهار ينحني له أو أمامه بالليل، وهذه صفته منذ خرج من الرباط متوجها إلى ليبيا حاملا معه تزكية من فلول المخابرات الجزائرية للعمل بوكالة الأنباء "جانا"، ولم يحصل على تلك التزكية إلا بفضل بيعه لحقه في تراب هذا الوطن وخيانته ومبايعة البوليساريو، التي تدخلت لدى أسيادها الذين تدخلوا بدورهم ليذهب علي أنوزلا إلى طرابلس للعمل في وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية، ولم يعمّر طويلا هناك، وهو الذي كان يرغب في المكوث طويلا، لكن آلة القذافي الجهنمية اكتشفت أن قلب على أنوزلا مع الجماهيرية وسيفه مع واشنطن وأن الأكل أحسن معهما الاثنين.
ولم يكن علي أنوزلا ليمنح سيفه لواشنطن، تحت غطاء العمل مع راديو سوا، سوى عن طريق مقابلات عديدة منها المعروف ومنها الخفي، وبالقدر الذي تزداد خطوط الراديو تزداد خيوط اللعبة التي تعتمد المعلومة التي يحصل عليها بسهولة، بحكم موقعه كصحفي وبحكم العلاقات التي ربطها، لكن تأكد أنه ليست كل المعلومات التي يحصل عليها في المنتديات تشكل مادة للتقارير الإخبارية لراديو سوا، ولكنها تشكل مادة لتقارير أخرى تتلقفها مباشرة جهات هنا وهناك وخصوصا في واشنطن، وهذا سر علاقته براديو سوا الذي يمول من طرف الشعب الأمريكي خدمة لأهداف أمريكا الخارجية، وتعرفون من يسهر على خدمة مصالح أمريكية الخارجية طبعا ليست الوزارة ولكن أقوى جهاز مخابرات في العالم.
هذا هو أنوزلا الذي يريد أن يتعلم الحجامة في رؤوس صحراوة، لكن الموضوع عصي عليه، وليس في موقع تقديم الدروس لأحد، وكان عليه الحديث عن الدروس يوم اعتقلته مصالح الأمن وهو يريد مغادرة التراب الوطني، حيث كان مبحوثا عنه من أجل إصدار شيك بدون رصيد.
إن ما نشره علي أنوزلا من شهادات مزعومة يدخل في نطاق المؤامرة المعلنة والواضحة الأركان، والتي يلعب فيها آخرون أدوارا أخرى. أليست ذلك دعوة ملتبسة للتدخل الأجنبي في شؤون المغرب حماية لمن يسمون النشطاء الحقوقيين الذين صورهم أنوزلا مقموعين؟