بوحدو التودغي.
يظهر أن الذين يسيرون توفيق بوعشرين استفاقوا عن بكرة أبيهم ليقوموا بـ"عملهم"، مستغلين الجولة الملكية للدول الإفريقية لكي يشوشوا عليها بالطريقة التي تحلو لهم دائما، لكي يريحوا بها بعض الجهات التي تريد النيل من كل عمل يقوم به جلالة الملك.
وقد استفاق بوعشرين من سباته فكتب في جريدته يوم 26 مارس 2013 أن هناك أسرارا عن كتابة دستور المملكة لم تخرج إلى العلن، كما أن الأوراق التحضيرية ومحاضر المناقشات التي وعد بنشرها محمد معتصم، مستشار الملك، لم تر النور بعد..
وزاد بوعشرين مفصحا عن هذه الاسرار التي "يمتلكها" حول دستور 2011، الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع في جو مرّ في ظروف سليمة بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء، أن لجنة ضيقة تتكون من محمد معتصم ورشدي الشرايبي وسعد حصار وياسين المنصوري وعبد اللطيف المانوني، كانت تجتمع على هامش لجنة هذا الاخير وهي التي تحسم في القضايا الحساسة التي ترتبط باختصاصات الملك وقضايا الدين والهوية وتوزيع السلط..
كما اضاف بوعشرين "سرا" آخرا يتمثل في كون عبد اللطيف المانوني، مستشار جلالة الملك، كان يوجه بطريقته أعضاء اللجنة الاستشارية لوضع الدستور في الاتجاه الذي أتفق عليه في اللجنة الموازية.
كلام بوعشرين لا يمكن فهمه إلا إذا رُبط بسياقه، وإذا كانت مقولة "لكلّ مقام مقال" التي توارثها الخلف عن السلف، للتعبير عن مدى مطابقة الكلمة للسياق لكي تسمو به او تهفو به إلى أدنى المدارك، فإن صديقنا بوعشرين يحسن اختيار السياقات لنسج مقالاته التي تكون في غالب الاحيان مبرمجة الثمن مسبقا ليحور ويحرّف الكلام عن سياقه..
كيف سكت بوعشرين عن هذه الاسرار "الخطيرة" ولم يقم بنشرها من قبل؟ لماذا اختار بالضبط هذا الوقت الذي يصادف (ويا لها من مصادفة) زيارة جلالة الملك لدول افريقيا، وهي الزيارة التي حققت مراميها وجعلت الاعداء يستشيطون غيظا؟ هؤلاء الاعداء الذين يتحدثون هذه الايام وبنفس لغة بوعشرين عن اسرار صياغة دستور 2011؟ اليس هذا من عجيب الصُّدف، ام ان هناك تنسيق مسبق بين هذه الاطراف يقوم فيه بوعشرين بدور قذِر يتجلى في ما نسميه عندنا بـ"كاري حنكو"، من اجل بعض الاموال التي يسيل لها لعابه؟
إن الحديث عن هذه الاشياء والقيام بترجمتها، لأن كل ما يكتبه بوعشرين يقوم بترجمته، هو دليل على ان هذا الصحافي يخدم اجندة ليست بريئة، إذ ان الغرض من الكتابة عنده هو إيصال بعض الخطابات والرسائل الى الخارج الذي لا يفهم اللغة العربية، وذلك عبر تحريف الحقائق والتجني على الواقع الذي يعرفه المغاربة اكثر من غيرهم ولا يحتاجون لأمثال بوعشرين لكي يخبرهم أن هناك اسرار تلف ظروف صياغة الدستور الجديد للمملكة..
تزامن مقال بوعشرين مع زيارة جلالة الملك للدول الافريقية وخاصة بعد ان علم الاعداء وعلى رأسهم الجزائر أن هذه الزيارة استطاعت ان تبرز مدى تعلق الافارقة بالمملكة وبملكها وكذا مدى تجدر الروابط بين المغرب وعمقه الافريقي، لذلك تحركت آلة الدعاية الجزائرية ومعها كل الجوقة الدبلوماسية والإعلامية، لكي تشوّش على هذا الانجاز العظيم، وذلك بنشر غسيل متّسخ وترديد لازمات أكل عليها الدهر وشرب، وهي لازمات يحفظها بوعشرين عن ظهر قلب ويكون على استعداد دائما لكي يسردها ويكتبها لمن يدفع أكثر...
وقديما قالت العرب والعجم "لقافلة تسير والكلاب تنبح.." وستبقى قافلة التقدم بالمغرب تسير رغم الزعيق والنهيق والصياح و العويل وهلم تشويشا وتَعْشْرِينِيتْ(من بوعشرين)..
لكن السؤال العريض، لمن يشتغل بوعشرين ولأية جهة؟ وهل هي فقط صدفة من الصدف التي تنزل من السماء.
الجواب عند الذين يغدقون بالمال العام على بوعشرين واسألوا مصطفى التراب، وبعض الذين تم الاستغناء عنهم في الزيارة الملكية الأخيرة فلديهم ما يكفي من الأجوبة.