بوحدو التودغي
تصر الجماعات الإرهابية على خلط الأوراق في ملف التدخل الفرنسي في شمال مالي، وبما أن الجماعات الإرهابية لا تؤمن بالأوطان فهي لا يهمها أن يتم تقسيم مالي إلى دويلات تحكمها التنظيمات التابعة للقاعدة، وبالتالي تبني موقفها ليس على أساس مصلحة هذا البلد ولكن على أساس مدى سيطرة الإرهابيين على تلك المنطقة، ومن هنا يأتي حكمهم على كل من يساند التدخل الفرنسي في شمال مالي على أنه يساند الكفار إن لم يكن كافرا ويعتبرون هذه الحرب على أنها حرب صليبية تقود جبهة مسيحية ضد المسلمين.
وجاء موقف هاني سيد يوسف السباعي، مدير مركز المقيرزي للدراسات التاريخية الذي يوجد مقره بلندن، منسجما مع هذه المواقف، وعبر من خلال شريط على اليوتوب عن دعم التوجهات الإرهابية منتقدا المواقف التي عبر عنها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والزعيم الإسلامي، وهي المواقف التي عبر عنها في لقاء مع التلفيزيون الفرنسي ومع جريدة لوموند وغيرها، وهي المواقف التي جاءت مدعمة للتدخل الفرنسي في شمال مالي، ونسي التكفيري السباعي أن موقف بنكيران هو موقف الدولة المغربية، التي تفهم الإسلام أحسن منه واجتهادات المغاربة الدينية تاريخيا تضعهم في المكانة العالية، وتعرف الدولة المغربية الموقف الشرعي والرؤية الاستراتيجية للصراع في المنطقة التي لا يفهمها السباعي إلا كونها تفجيرات هنا وهناك وترويع للآمنين باسم الدين الذي هو براء منهم.
وندد هاني السباعي في الشريط المذكور بما أسماه الدعم العلني الذي قدمه بنكيران للهجوم الفرنسي على شمال مالي ضد مسلمين فقراء وعزل موضحا أن ذلك يغري بمحو الإسلام من هذه المنطقة وإرساء هيمنته عليها وتأسف على ما أسماه الانحياز البغيض إلى جانب الكفار في هذه الحرب الصليبية التي تتزعمها فرنسا وأمريكا وتساءل عن صمت علماء المغرب عن هذا التدخل.
لأول مرة نسمع عن أن من تقاتلهم فرنسا هم مسلمون فقراء لا حول ولا قوة لهم، موجود مسلمون فقراء يطلبون تخليصهم من فلول القاعدة الذين يعيثون في الأرض فسادا ويستبيحون كل شيء بما في ذلك الأعراض تحت عناوين متعددة منها السبي وجهاد المناكحة. أما عن علماء المغرب ليث هذا الإرهابي يأتي للمغرب لنلقنه درسا في الاجتهاد الفقهي فنحن الذي احتضنا عبقرية الاعتدال.
هاني السباعي يصل حد التكفير لأنه في مواقع أخرى يعتبر التعاون مع من سماهم الصليبيين كفر بواح.
والسباعي تكفيري تشرب لغة إخراج الناس من الملة منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي وهو محام فاشل كان يدافع عن الإسلاميين والجماعات الجهادية واعتقل في قضية تنظيم الجهاد الشهيرة بمصر وزار أفغانستان والتقى أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.