عادة ما تلجأ وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وأضف إليها الإلكترونية إلى التحري والتدقيق قبل أنْ تقدم على نشر أي خبر من الأخبار، وذلك حرصا على المصداقية وتفاديا لأية إساءة مجانية لأية جهة سواء أكانت شخصا ماديا أو معنويا...
غير أن هذه القاعدة تتلاشى لدى البعض، الذي نصّب نفسه ضد الجميع في هذه البلاد، من دون أن يغير هذا العداء الواضح الحقيقة أو أنْ يحوّل مجرى التاريخ أو أن ينال من شرف، لكنه بالمقابل يأكل أصحابه، ويفضح النوايا المبيتة والخلفيات والأهداف التي تحركها أجندة معلومة.
في يوم 14مارس الجاري اتهم موقع إلكتروني ( موقع "لهم" في نسخته الفرنسية) القوة العمومية المغربية (طبعا) بقتل 5 مهاجرين من جنوب الصحراء، اثنان منهم رميا بالرصاص، وكأن هذه القوة في ساحة وغى أو ميدان إعدام، وليست في مهمة لحفظ الأمن، أثناء التدخل لمنع حوالي 300 مهاجر من اختراق السياج المحيط بمدينة مليلية المحتلة ( التي سمها الموقع التراب الإسباني).
و لم يستند الموقع في صياغة هذا الخبر الزائف لا على قصاصة لوكالة أنباء ولا على مراسلة قناة تلفزية أو إذاعية حية من عين المكان، ولا على بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أو الإسبانية، بل عما سماه مصادر خاصة، وهي مصادر لا هوية لها تشبه عفاريت وتماسيح رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، وضفادع الحبيب الشوباني...
لكن بعد لحظات من نشر الخبر ، عمدت " لهم" إلى حذف الخبر، لكن بعد سرى كالنار في الهشيم، ولم يعد بإمكانها أن تحذفه من كل المواقع التي نقلته أو تبنته بغاية الإخبار أو الإساءة.
لقد حاول الموقع أن يضفي على عمله بعض المصداقية من خلال الإدعاء أنه اتصل بمصالح وزارة الداخلية ومصالح وزارة الصحة بالناظور من دون أن يتمكن من ربط الاتصال، واستعمل (الموقع) العبارة المشهورة "ظل الهاتف يرن من دون أن يجيب..."
لقد كان بإمكان "لهم" أن ينتظر إلى أن يتأكدَ، لا أن يتلقف الإشاعة وينسبها توا للقوة العمومية، إلا أن حرقة الرغبة في الإساءة جعلته لا يطيق صبرا، لأنه يريد أن يصور هذه القوة كـ "كتائب القذافي" أو "شبيحة الأسد".
لقد وجد الموقع نفسه في مأزق حقيقي بعدما عجز عن إثبات واقعة القتل فسارع إلى حذف الخبر بغاية مسح أثار الجريمة... ليست جريمة القتل التي لم تحدث، وإنما جريمة النشر التي تمت بالفعل، ولن تمحيها نقرة على زر.
إدريس شكري.