|
|
|
|
|
أضيف في 15 مارس 2013 الساعة 53 : 12
إذا كانت المرأة تلجأ إلى العيادات التجميلية للاستفادة من تصغير أو تكبير شفتي العضو الأنثوي أو حقن المهبل لكي ينتفخ أو تضييقه أو تصغير أو تكبير البظر أو حقنه لكي ينتفخ، فإن الرجل هو الآخر يلجأ إلى نفس العيادات للاستفادة من هذه العمليات التي يطلق عليه الاختصاصيون «العمليات الحميمية»، فيطلب تطويل عضوه الذكري أو تضخيمه. وإذا كانت المرأة كذلك تتجه لجراحة التجميل لشد تجاعيد الوجه والرقبة وشد منطقة الجفون، ومناطق أخرى حساسة في الجسم كالأرداف، ومنطقة الصدر على سبيل المثال، فإن الرجل تتركز معظم العمليات التجميلية عنده على منطقة البطن لشفط الدهون، وترهل الثدي وكبر حجم الأنف والأذن وتساقط الشعر. قد تنجح هذه العمليات وقد تفشل أخرى. أما أغلب المستفيدين فهم أثرياء، وفي حالات خاصة لجأ بعض الأشخاص إلى الاقتراض من الأبناك من أجل القيام بمثل هذه العمليات..
ظل واقفا لبضع دقائق أمام باب العيادة الطبية قبل أن يضغط على الجرس. كان التردد مسيطرا عليه رغم أن التفكير في الإقدام على هذه الخطوة امتد لفترة طويلة قاربت عدة أشهر، قبل أن يقرر القدوم إلى تلك العيادة.
استقبلته مساعدة الطبيب بترحاب.. كانت العيادة عبارة عن مركز طبي يجمع بين الرفاهية والذوق الرفيع في التصميم واختيار الأرائك والسجادات بالإضافة إلى اللوحات الفنية المعلقة بعناية على الجدران المطلية بطلاء يريح الأعين، ومع ذلك فهذا المكان لم يمنح يونس (30 سنة) الراحة النفسية التي كان يتوخاها.
كان في الموعد، لذلك استقبله الطبيب بمكتبه مرحبا قبل أن يسأله عن الأسباب التي دفعته إلى القدوم إلى مركزه الطبي، كان يونس محرجا وهو يجيب الطبيب بأن لديه مشكلة ولا يمكن أن يجد حلا لها إلا عند الطبيب الاختصاصي في التجميل لأنه يعتبر نفسه يعاني من تشوه خلقي.
انتظر يونس بضعة دقائق مركزا نظراته على الأرض، رفع عينيه إلى الطبيب راجيا منه أن يجد حلا لمشكلته قبل أن يقدم على خطوة الزواج.. ربما فهم الطبيب بحكم تجربته سبب قدوم الشاب الجالس أمامه، لكنه يمكن أن يتأكد من طبيعة مشكلته بعد أن يخضعه لفحص دقيق.
«مصيبة» يونس كانت في نظره، هي صغر حجم عضوه الذكري ويطلب إيجاد حل له قبل أن ينكشف أمره بعد الزواج. وهو الرجل الذي لا ينقصه مال يريد أن يقوم الطبيب الاختصاصي بتطويل عضوه الذكري بالقياس الذي يريده.
فحص دقيق خضع له يونس من طرف الطبيب الذي وقف فعلا على صغر عضوه الذكري، وبالتالي حاول إقناعه بالعدول عن تنفيذ فكرته كون عضوه لن يقف حاجزا بينه وبين المعاشرة الزوجية لأنه لا يعاني من ضعف في الانتصاب، لكن يونس كان مصرا على خوض التجربة لكونه يشعر فعلا بالاشمئزاز من عضوه التناسلي.
هذه المرة أكد له الطبيب أنه لايمكن أن يطيل عضوه بالطول الذي يرغب فيه، بحيث حدد له عدد السنتميترات التي يمكن أن يستفيد منها. فالاختصاصي الذي يقوم بالعملية يجريها في إطار قواعد معينة لا يمكن تجاوزها.
تطويل وتضخيم العضو الذكري
استفاد يونس من العملية التجميلية فزاد عضوه الذكري حوالي أربعة سنتيمترات. الزيادة كانت عبارة عن قطع الرباط المعلق للعضو المذكور بعظمة الحوض الأمامي وهو ما يطلق عليه «الحصار»، مما يؤدي إلى تحريره وخروج الجزء المدفون داخل الجسم، وهذا يعني زيادة ظاهرية تقارب أربعة سنتمترات.
نجحت عملية يونس وأصبح عضوه الذكري بالطول الذي يريد، لكن السؤال حسب الدكتور صلاح الدين السلاوي الاختصاصي في التجميل والتقويم، هل فعلا استطاع أن يستعيد ثقته بنفسه وبقدراته الجنسية التي طالما شكك فيها؟
تطويل العضو الذكري حسب الدكتور السلاوي، من العمليات الجراحية التي أصبح يقبل عليها المغاربة في الآونة الأخيرة، سواء عند الاختصاصيين في التجميل أو عند الأطباء الجراحين أوالاختصاصيين في المسالك البولية والتناسلية. يقول الدكتور السلاوي:« من بين العمليات التجميلية التي أصبح يقبل عليها الرجل في الآونة الأخيرة تطويل العضو الذكري أو تضخيمه عن طريق حقنه بالدهنيات، وهذه عمليات تجرى بالمغرب، لكن الطلب عليها يبقى قليلا مقارنة مع العمليات الأخرى، وهي عمليات تتطلب نوعا من الاحتياطات، لأنه إذا وقع خطأ في التدخل الجراحي يؤدي إلى آلام في العملية الجنسية».
والدافع عادة يكون، حسب الدكتور السلاوي، معقولا من حيث إشباع الشهوة الجنسية، كالشخص الذي يعاني من قصر أو ضمور العضو الذكري بينما يكون مهبل زوجته متسعا… وبعد نقاش بينهما حول المشاكل التي يعانيان منها خلال العملية الجنسية، يتم الاتفاق على إجراء عملية تكبير أو تضخيم لحصول الإشباع الجنسي عند الطرفين.
عملية تطويل العضو الذكري تأتي انطلاقا من إظهار الجزء المختفي تحت عظم العانة ويقع هذا الطول حسب الدكتور عزيز سميرس ومجموعة أخرى من الاختصاصيين في حدود أربعة سنتيمترات، وقد يزيد عن أربعة إلى خمسة سنتيمترات عند بعض الأشخاص، وبالتالي يمكن إبراز هذا الطول من خلال القيام بعملية دفعه إلى الخارج، وذلك بقطع الرباط الفوري الذي يعلق العضو الذكري بعظم العانة، والعملية تجرى عن طريق التخدير العام أو حسب اتفاق بين الطبيب والمستفيد وتدوم بين أربعين وخمسين دقيقة تقريبا.
قد يعاني الرجل بعد هذه العملية التجميلية من ورم دموي أو ألم أثناء الممارسة الجنسية وكذلك حساسية الجلد بسبب قطع عصب ظهر العضو الذكري، لكن بعض هذه المضاعفات تندثر مع مرور الزمن ، لكن الشيء الوحيد الذي يبقى حسب هؤلاء الاختصاصيين هو استعادة الرجل ثقته بنفسه وبرجولته وبفحولته كذلك.
بالنسبة لمحسن، فهو لم يسبق له الزواج، لكن والدته تصر على تزويجه، فهي تريد أن ترى أحفادها وهي لاتزال على قيد الحياة. بعد فترة من البحث وجدت الأم العروس المناسبة وكانت ابنة خاله. فتاة جميلة وحسنة الخلق. لكن الشاب واصل رفضه لفكرة الزواج أصلا فقد كان يشعر أنه يعاني من انعدام الرغبة في الجنس.
لم يزر محسن، طبيبا اختصاصيا ولا يعرف سبب المشكل الذي يعاني منه ولكون والدته تصر على تزويجه وحيث إن الأمر بدأ يضايقه بعض الشيء، فقد اعتبر أن المشكل يكمن في حجم عضوه الذكري.. وبنصيحة من أصدقائه زار طبيبا جراحا متخصصا في جراحة التجميل والتقويم. كان الحل السحري الذي يحلم به هو تضخيم عضوه الذكري مهما كلفه ذلك. لم يفصح عن مشكلته الحقيقية من انعدام الرغبة الجنسية وظن أن الحجم الجديد سيكون ذا فائدة.
عملية تضخيم العضو الذكري تتم حسب الدكتور عزيزي سميرس، اختصاصي في المسالك البولية والتناسلية، عن طريق شفط كمية من دهون الجسم نفسه من الفخذ أو البطن، بعد ذلك يجرى شق صغير في الجلد المغطي للعضو الذكري وتحقن الشحوم بين منطقة تحت الجلد، بعد معالجتها، وتوزع لتعطي نوعا من الضخامة المتناسقة للعضو الذكري، ويخاط الجلد بغرز جراحية ويضمد لمدة أيام قليلة، وتدوم هذه العملية التجميلية ساعة من الزمن تتبعها فترة نقاهة.
نجحت العملية وحصل سعيد على الحجم الذي كان يريد دائما، لكن شيئا أهم ظل معلقا. فاستمرار انعدام الرغبة الجنسية اضطره في نهاية المطاف إلى اللجوء إلى طبيب نفسي لإصلاح العطب الذي يعاني منه.
وحسب الدكتور محسن بنيشو، اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية «فإن إصلاح العيوب التي ترتبط بالعضو الذكري، لا يجب أن يكون من اختيار المريض بل من اختيارالطبيب المعالج، لأنه هو الوحيد القادر على تحديد طبيعة وأسباب عيبه أو مشكلته، وبالتالي يمكن أن يحدد نوع العلاج المناسب حتى تكون النتائج إيجابية».
عمليات تطويل العضو الذكري أو تضخيمه عملية تقنية دقيقة تصل تكاليفها إلى حوالي 200 ألف درهم للعملية الواحدة.
زراعة الشعر
إذا كانت المرأة تتجه إلى عيادات التجميل، لشد تجاعيد الوجه والرقبة وشد منطقة الجفون، ومناطق أخرى حساسة في الجسم كالأرداف، ومنطقة الصدر على سبيل المثال، فإن معظم العمليات التجميلية عند الرجل تركز على منطقة البطن لشفط الدهون، وترهل الثدي وكبر حجم الأنف والأذن وتفادي التجاعيد بحقن البوتوكسو بالإضافة إلى تساقط الشعر، وأحيانا تكون هناك عمليات تجميلية معقدة، خاصة بالأعضاء التناسلية لما بها من تشوهات خلقية أو وراثية.
تحظى عملية زرع الشعر عند الرجل بحصة الأسد فأكثر العمليات التي تجرى في هذا الاتجاه يستفيد منها الرجال بنحو 90 ٪ حسب ما يشيرإليه الدكتور صلاح الدين السلاوي، فتساقط الشعر عند الرجال وراثي وهرموني. ويختار المريض في 90 ٪ من الحالات، بمعية الجراح الذي يجري له العملية التقنية الكلاسيكية المسماة بالزرع الجزئي لجراب الشعر، حيث تتم إزالة شريط من فروة الرأس في المنطقة المتبرعة. ولذلك من الضروري أن تكون المنطقة المذكورة مرنة وسليمة وذات أوعية دموية جيدة. وتتبع هذه العملية الجراحية فترة نقاهة تكون تحت إشراف دقيق للطبيب المعالج.
الأثمان المتعارف عليها في المغرب هي أقل ثمنا من مثيلاتها في أوربا بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40 ٪ والثمن يحدد حسب كل خصلة وليس حسب الشعرة أو الحصة.
رجال بحمالات الصدر
الثدي عضو موجود لدى الإناث ولدى الذكور من الناس. وعلى الرغم من معرفة وظيفة الثدي لدى الإناث، لا يمكن تحديد وظيفته عند الرجل، ومع ذلك فهو الآخر يمكن أن يعاني من الترهل الشديد أو التضخم، الشيء، الذي يسبب آثارا نفسية حادة للمصابين، وقد يدفعهم إلى ارتداء حمالات الصدر أو الخضوع لإجراء عمليات تصغير الثدي.
السبب، حسب الاختصاصيين، يكمن في خلل هرموني، وقد يمكن لطبيب الغدد أن يعالج المصاب بالهرمونات لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر للحد من تضخم الثدي.
وإذا لم ينفع هذا العلاج، حسب الدكتور السلاوي فيمكن إجراء عملية شفط الدهون من الثديين، في هذه الحالة يتم إجراء شق قصير من بضعة مليمترات في تجعد تحت الثدي لامتصاص الدهون من الثدي. وتكون النتيجة بعد العملية الجراحية ناجحة بقدر مرونة الجلد وجودة نوعيته. وإذا كان الجلد الزائد فمن الضروري أن يخضع المستفيد لعملية أخرى، هي عملية الشد.
ويمكن أن تتراكم الدهنيات في أجزاء معينة من جسد الرجل، مثلا، في البطن، الجنبات، العنق، الذراع… فرغم الحمية والرياضة وإنقاص الوزن إلا أن هذه الأماكن تظل كما هي. ولهذا فهي لا ينفع فيها إلا الشفط. وعملية شفط الدهون، وهي عملية ليس بغرض التخسيس، يقول الدكتور السلاوي، وإنما لإعادة نحت الجسد.
ويمكن إنجاز العملية في مراحل ويمكن أن يتم شفط خمسة إلى ستة لترات من الدهون في كل مرحلة، تتبعها بالطبع عملية شد البشرة المترهلة.
قضايا في المحاكم
يقول الدكتور السلاوي، «يجب على جراح التجميل شرح المضاعفات والنتائج للمستفيد المرتقب من عملية التجميل أو التقويم، حتى لا تحدث له صدمة نفسية إذا لم تكن النتيجة كما توقع في خياله، فعمليات التجميل تتطلب التضحية والانتظار والصبر قبل أن تظهر النتيجة النهائية».
جراحة التجميل حسب الدكتور سميرس والدكتور القندوسي والدكتور السلاوي، عادة تكون جراحة شخصية، وبالتالي فالحافز أساسي ومهم في تحديد مدى نجاح العملية التجميلية كيفما كان نوعها.
الطبيب الجراح عادة ما يجري العملية بعد عدة لقاءات. وخلالها يجب أن يفهم الطبيب ماهو الدافع للعملية، لأنه إذا كان الدافع شخصيا، فإن العملية محكوم عليها بالنجاح مسبقا. أما من يلجأ إلى جراحة التجميل لأسباب أخرى، فهذه محكوم عليها بالفشل مسبقا كيفما كان مستوى التقنية في العملية.
كل عملية يمكن أن تصبح خطيرة إذا لم يتم تدبرها والتهيؤ لها في البداية بطريقة صحيحة وسليمة وإذا لم تجر التقنية اللازمة ولم تتخذ الاحتياطات الضرورية لها قبل وأثناء وبعد إجراء العملية.
أما بالنسبة للوفيات فهي، قليلة جدا، حسب الدكتور السلاوي، وعادة ما لا تكون بسبب العملية الجراحية. فمثلا لا يمكن لجراحة تجميل الأنف أو الثدي أن تقتل. «ما يقتل هو الأشياء الجانبية إما حادثة في التخدير أو أمراض باطنية غير معروفة كتشمع الكبد التي نفاجأ بها خلال العملية»..
تمثل الملفات المطروحة على القضاء نسبة ضئيلة جدا في المغرب قياسا مع أوربا. والملفات المعروضة بصفة عامة هي لأشخاص حدثت لهم مضاعفات نتيجة إجرائهم عمليات عند أطباء غير مختصين في جراحة التجميل وفي عيادات بدل المصحات المختصة.
سميرة فرزاز.
|
|
4502 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|