السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
منذ خروجي من السجن وأنا أتتبع كل تفاصيل هذه الثورات الشعبية العربية، ولا أخفيكم أنني منبهر كل الانبهار بهذا الذي يسمى الربيع العربي. وأنا مطأطئ رأسي أمام حماسة الناس شيبا وشبابا، ذكرانا وإناثا. وأمام إصرارهم على إسقاط الفساد والمفسدين والظلم والظالمين والاستبداد والمستبدين... وبناء مجتمعات متماسكة ومستقلة. مجتمعات يسودها العدل والمساواة والحرية والكرامة، وتصان فيها حياة المواطن في دينه ومعيشته ومسكنه وتعليمه وصحته... وباقي مستلزمات الحياة الكريمة، مجتمعات تسعى إلى تحقيق الرفاهية والكماليات أيضا وليست قانعة بالحاجيات فقط، ولا حبيسة في خانة الضروريات...
غير أن هذا الربيع العربي لقي استماتة منقطعة النظير من دكتاتوريي ليبيا واليمن وسوريا. فسالت الدماء غزيرة على الطرقات، وسقط ضحايا بالآلاف نحسبهم عند الله شهداء. وجرح عشرات الآلاف من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وسلبت أموال وانتهكت أعراض وخربت مؤسسات وأحرقت متاجر وأتلفت محاصل، واعتقل الآلاف من النساء والرجال واغتصبت نساء عفيفات ولا حول ولا قوة إلا بالله... كل هذا تعرفونه. وتعرفون أيضا - كما أعرف - أن هذه ضريبة الحرية والانعتاق من قبضة الاستبداد. وأن هذا كله في سبيل الله، وكل ما هو في سبيل الله فهو هين ورخيص، ودونه الغالي والنفيس.
هذا جميعه تتبعته منذ خروجي من السجن الظالم بكل أحاسيسي ومشاعري ودعواتي بالنصر المبين للشعب العربي الأمازيغي الكردي... المسلم وغير المسلم؛ ولا زلت متتبعا فصول هذا الحراك إلى اليوم ولا يمكن أن أعدل عن هذا لحظة واحدة. ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
تعالوا بنا الآن إلى مربط الفرس، إلى (الثورة) في المغرب الأقصى بلدنا المشترك ووطننا الحبيب. ولقد وضعت كلمة (الثورة) بين قوسين، لأني حتى الآن لم أفهم ثورة من على من بكامل الوضوح؟ ولم أدرك بعد سقف مطالب هذه (الثورة) من مختلف (الثائرين) ولا وجدت عندهم برنامجا مفصلا وشفافا ولا خارطة طريق لهذا الحراك... وكل ما وجدته بعد فحص وتمحيص هو مجموعة من المتناقضات والتضارب في الشعارات والتباين في الوجهات... بل والتشابك بالأيدي واللكمات كما حصل في بعض الجهات.
قبل أن أحيط علما بواقع هذه (الثورات) المغربية أعلنت منذ الدقيقة الأولى التي عانقت فيها الحرية أن حركة 20 فبراير فوق رأسي وعلى عيني ورمشي، وقلت على رؤوس الأشهاد بأنني أصغر من هؤلاء الشباب الذين أعلنوا عن هدفهم الواضح والنبيل المؤيد بالشرع والعقل وقوانين السماء والأرض... ألا وهو إسقاط الفساد وما يندرج تحته من مفردات الفساد كل الفساد. في السياسة والقضاء والإدارة والوظيفة العمومية والمؤسسات المالية والتجارية والعقارية... وإلخ.
ثم بدأت أدرك أن الأمر ليس بهذه البساطة. عرفت أن الحركة تتكون من مشارب فكرية ودينية وعقدية شتى. بدأت أدرك أن الحركة وعاء فيه الغث والسمين وفيه الطيب والخبيث وفي الكفر والإيمان وفيه الأصيل والدخيل وفيه ... وفيه... وأنا أشهد طائعا مختارا غير مماحك ولا متحامل أن الغث والخبيث والكفر والدخيل قليل.. ولا يشكل سوى نسبة قليلة جدا. ولهذا سارعت بملتمس لحركة عشرين فبراير طالبتها بتطهير صفها من الملاحدة والزنادقة على قلتهم دون أن أعرف منهم أحدا عينا. وإن كنت الآن أعرف من خلال اليوتوب والفايسبوك... أشخاصا بأسمائهم وصورهم لا يخفون إلحادهم وزندقتهم. والدعوة إلى جرح مشاعر أمتنا تارة بالإشادة بالشذوذ الجنسي، وأخرى بالدعوة إلى المجاهرة بالإفطار العلني في رمضان وتارة بالتبجح بالإلحاد واللادينية... وقد أثلج صدري أن رأيت بعضا منكم معشر (الفبرايريين ) يتبرأ من هؤلاء الزنادقة والملاحدة، وهذا ما طالبت به من أول يوم. فقامت علي الدنيا ولم تقعد. وأعجبني إفطاركم الجماعي بعد أذان المغرب في طنجة، يومه السبت 5 رمضان 1432 ولا إخالكم إلا أنكم فعلتم ذلك عنوة لتبلغوا الرأي العام أنكم من الصائمين. والحق أنه لا أحد يتهمكم بعكس ذلك، وحاشاكم.
وكنت على وشك الالتحاق بكم... لا أهاب سجنا ولا فقرا... لكني وضعت خطاب الملك يوم 9 مارس التاريخي بين عيني، فوجدته خطابا تجاوز سقف مطالب الحركة نفسها عندما أعلن بالشجاعة المطلوبة عن مشروعية المطالب الشعبية، وأن هناك فسادا وظلما ورشوة وتبذيرا للمال العام واختلاسات وسرقات...إلخ. وأعلن عن مشروع دستور جديد وجهوية متقدمة وأحدث هيئات حقوقية وكوادر للتتبع والمراقبة واستجاب جزئيا لمطالب الإفراج عن بعض السجناء السياسيين وممن اعتقلوا على خلفية (الإرهاب) وكنت أنا أحدهم . وانطلق التغيير هذه المرة من فوق وليس من تحت في إعجاب شديد من العدو قبل الصديق.
وكان المنطق والشرع والعقل يفرض عليكم التأني والتؤدة، ويلزمكم بإعطاء الفرصة للملك الثائر على الفساد كي ينجز ما بدأه، بل كان المطلوب أن نبارك هذه الخطوات ونصفق لها جميعا. وهي خطوات لم يقل أحد بأنها عصى سحرية ستقلب الأوضاع رأسا على عقب من سيئ إلى حسن، ومن نقصان إلى كمال في رمشة عين، فذلك محال. لكنها كانت بداية قوية تنبئ عن صدق في العزيمة، وتشي بأن المغرب فعلا في طريق التجديد والتغيير بخطى ثابتة وقوية...
ثم حدثت تفجيرات مراكش الإرهابية ورأينا جميعا أن الملك شخصيا تدخل بكل حزم من أجل أن تكون التحقيقات والمحاكمات على قدر الفعل والفاعل، ولا يمكن تكرار ما جرى على خلفية التفجيرات الإجرامية للدار البيضاء يوم 16 ماي 2003 وفعلا لم يعتقل إلا ما يقارب عدد أصابع اليد.. وعرفت وعرف الجميع أن المغرب فعلا قد تغير.
ليس هذا فقط. بل شاهدت كما شاهد العالم كله كيف أصبح موضوع الملكية وإمارة المؤمنين والطقوس التي تسمونها مخزنية يتناوله المتحدثون في التلفزيون الرسمي مباشرة... بالشكل الذي لو حدث معشاره في العهد البائد لكانت بطن الأرض هي المعتقل وليس عكاشة أو غيره. أما ما يحكى في الصحافة بأنواعها فحدث ولا حرج. أليس المغرب قد تغير؟
ستقولون إنها الحيل المخزنية، وستقولون إنها المسكنات التي يراد بها التهدئة ريثما يتم الالتفاف على (الثورة) والإجهاز على الثائرين. أو تقولون إنها لا شيء أمام هول الفساد الذي ينخر البلاد والعباد، وستقولون إنها مجرد ترميمات لبناء مهترئ (روتوش) وأنه لا محيد عن التظاهر... والبركة في الحركة... وستقولون غير هذا.
لكني أقول لكم يجب أن تعلموا أنكم لستم وحدكم في ساحة التغيير. وأن قولكم (الشعب يريد...) فيه مزايدة على الشعب. فلا الشعب فوض أحدا بالتكلم باسمه، ولا هو موافق على بعض ما يراد مهما صرخ الصارخون (الشعب يريد)... إن هذا الاستنساخ الأعمى لعبارات تتكرر على شاشات التلفزيون وهي تنقل أحداث الربيع العربي لهو استنساخ في غير موضعه؛ اللهم إلا فيما يرجع إلى إسقاط الفساد ففي ذلك إجماع. وأنا معكم ومعهم : الشعب يريد إسقاط الفساد، كل الفساد وليس فقط فساد المال والشركات والمؤسسات... بل كل الفساد.
قلت : إنكم لستم وحدكم. الآن، هناك حركة 20 فبراير التصحيحية، وبالمناسبة فأنا لم أخرج معهم يوم خرجت في طنجة ضدا عليكم ولا ضدا على مناضلي الحركة الأم ولا رفعت شعار [الملك كيحكم وياسين كيحلم]... أبدا، وكل ما قيل ونشر بهذا الخصوص فهو كذب وافتراء. بل غاية ما في الأمر أنه قيل لي بأن هناك بعض المجانين يريدون إشعال الفتنة في البلد بإعلان الإفطار العلني في رمضان في أول يوم الصيام نهارا جهارا وطلب مني أحد المنظمين في الحركة الوليدة المشاركة في مسيرة شعبية تنديدية بهؤلاء الذين عرفوا ب(وكالين رمضان) وخرجت لقراءة اللطيف كما هو المتفق عليه بيننا، لعل الله تعالى يصرف عن مجتمعنا هؤلاء الشياطين قبل أن تتحول شوارعنا إلى ساحة رجم بالحجارة. لأنه ليس بعد خروجهم لاستفزازنا إلا الرجم بالحجارة إذا تخلف الأمن عن واجبه في حماية مشاعرنا، وما أظنه سيتخلف، حيث إن مشاعرنا واحدة. فالشعب المغربي المسلم والغيور على دينه لا يمكن أن يسمح لمجوعة من اللواطيين والمهووسين بفرض كفرهم علينا في عقر ديارنا.
أجل، لستم وحدكم. هناك قوى المعارضة الإسلامية على الساحة السياسية المغربية: العدالة والتنمية، والإصلاح والتوحيد، وحزب النهضة والفضيلة، وهناك القوى الإسلامية الجبارة غير المحزبة، مثل السلفيين بمختلف أطيافهم وجماعة التبليغ، والطرق الصوفية برمتها... فضلا عن العلماء والفقهاء والوعاظ...
ناهيك عن عامة الشعب المسلم الذي يحب ملكه في عمومه لو تعلمون...
هؤلاء جميعا تعرفون مواقفهم من الملكية ومن إمارة المؤمنين، وتعرفون جميعا أنهم ليسوا من البلطجية ولا حركة (20 درهما) كما يقال. ولا من أعوان المخزن كما تقولون... ولا، ولا... فماذا لو نزل هؤلاء إلى الشارع؟ سؤال للتأمل.
هؤلاء مع ثوابت الدولة المغربية: الإسلام والملكية ووحدة التراب الوطني... وأنا معهم في هذا. ونحن جميعا مع إسقاط الفساد ومحاسبة المفسدين. وأود لو أنكم تفصحون عن طموحكم السياسي بخصوص هذه الثوابت.
ماذا تريدون بالضبط؟
الأستاذ الشيخ عبد السلام ياسين يسعى إلى الخلافة الإسلامية على منهج النبوة. لكن لم يقل لنا من هو الخليفة المرتقب؟ ولا ما هي آليات توليه؟ وعن مدى تبلور مشروع هذه الخلافة لدى الشعب المغربي...؟ بل لدى الشعوب الإسلامية كافة من طنجة إلى جاكارتا... وعن الإجراءات الشرعية التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف المعطل منذ أربعة عشر قرنا وزيادة. هكذا نفهم نحن مدلول الخلافة الإسلامية. وما أظن الشيخ ياسين يجهل هذه القضايا، فليت شعري لم إذن التلويح بما هو بعيد، جد بعيد، خاصة والشيخ يعلم أن الخلافة الإسلامية ليست هي نمط الحكم الشرعي الوحيد. وهذا مبسوط في كتب السياسة الشرعية.
الأستاذة نادية ياسين كريمة الشيخ صرحت في كثير من المرات أنها مع الجمهورية الإسلامية في المغرب. وهي أيضا لم تعط مع هذه الرغبة أي تفصيل عملي لتحويل المغرب من الملكية إلى الجمهورية. ولا يخفى أنه مطلب مخالف تماما لمطلب الشيخ الأب فضلا عن رفضه بكل حزم من قبل جل المغاربة، أو هكذا أعتقد.
وهناك قياديون في الجماعة أعربوا عن تفضيلهم لملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم... وهذا الطرح يشاركهم فيه غير قليل من النخب والسياسيين والحقوقيين... وغيرهم، بما فيهم مناضلو حركة 20 فبراير. وهو مبتغى مخالف لرغبة الأب والبنت على السواء.
ولهذا أنا أناشدكم الله تعالى؛ أن تخبرونا – نحن الرأي العام - ماذا تريدون؟ هل تريدون إسقاط الفساد؟ كل الشعب يريد إسقاط الفساد.
هل تريدون محاربة المفسدين وناهبي المال العام واللصوص ومحاسبتهم...؟ كل الشعب يريد ذلك.
تريدون الإصلاح الجدي والفوري؟ كلنا نريد ذلك.
تريدون إسقاط النظام والملكية والملك؟ لا أظنكم تتجرؤون على ذلك. فلئن فعلتم فستكون القطيعة التامة بينكم وبين أغلبية هذا الشعب. وستكونون فتيل الفتنة التي يلعنها الله ويلعنها اللاعنون... فتنة أرى بوادرها وإرهاصاتها قد لاحت في الأفق... لذا أقول لكم صادقا وناصحا: اتقوا الله ولا تلعبوا بالنار.
إنني لست مدافعا عن (المخزن) كما يقول بعضكم ظلما وبغيا. فالدولة لها من يدافع عنها. ويؤسفني أن أذكركم بأن تهمة الدفاع عن المخزن تهمة جاهزة عند بعضكم في كل من يخالفكم الرأي... للأسف؛ وهذا أمر معيب وسلوك مشين.
فليس جديدا أن ينعتني بعضكم بهذا النعت الذي يخرم الأهلية وينتقص من المصداقية أو هكذا يراد له. فقد نعتوني به قبل السجن، ويوم سجنت سكتوا (ربما) ويوم أفرج عني عادوا لنفس المقولة. إما أن نكون معكم فنحن العلماء وزينة الشيوخ وسيدي فلان.... وإما أن نخالفكم الرأي وننظر إلى الأمور من زاوية مختلفة، فنحن خدام المخزن... وأعوان المخابرات، والراكنون إلى الظلمة، وأحجار عثرات أمام الثورات... ونحن... ونحن...
لذا أنا اليوم أخاطب فيكم العقلاء والحكماء، أما الدهماء والغوغاء والرعاع فهم موجودون في كل جهة. عندنا وعندكم وفي كل طائفة وسبط...
مرة أخرى، أناشدكم الله تعالى ماذا تريدون؟
لنفتح بيننا الحوار! أليس هذا هو الأسلوب الحضاري والراقي بل والإسلامي الخالص؟ ألا يليق بمن يحمل همً هذا الدين وهذه الدعوة الإسلامية الخالدة وهم الرغبة في الإصلاح الشامل أن نجتمع مع بعضنا دون تخوين أو تبديع أو تضليل؟
إن الملك محمدا السادس لم يتصرف مع المتظاهرين بالقتل وسفك الدماء كما هو واقع ليبيا وسوريا واليمن، وقبل ذلك تونس ومصر والبحرين. وهذه إيجابية يشكر عليها وتحسب له. ومشاهد العنف التي رأيناها ضد الأطباء والخطباء... مشاهد ندينها بكل قوة ونرفضها رفضا باتا، ونترحم بكل خشوع على قتيل الحركة الوحيد الذي نرجو أن يكون الأخير.
وإن الملك انطلق في مسيرة الإصلاح، وها هو ذا الدستور قد أنجز وخضع للاستفتاء... وقال فيه الشعب كلمته رغم ما في ذلك من بعض العيوب سواء على مستوى النص نفسه أم على مستوى اللجنة المكلفة بإنجازه أم على مجال الاستفتاء ذاته...
أجل كلنا لنا ملاحظات في ذلك. لكن العقل يقول بأن هذه العيوب لا تخلو منها أعرق الديموقراطيات في العالم، وإن على تفاوت. وللجميع الحق في الانتقاد والاعتراض لكن من داخل الشرعية التي تقترب من الإجماع الوطني وليس من خارجها حيث معاني الإقصاء والعدمية تعلو نبرتها فلا يتولد منها إلا الإحباط...
الإحباط الذي هو محضن الفتنة في نهاية المطاف. أم أنكم استصغرتم هول الفتنة التي هي أشد وأكبر من القتل؟
أين الترجيح بين المصالح والمفاسد؟ أين فقه الموازنة بين مختلف المعطيات السلبية والإيجابية؟ أين الترجيح بين الفاضل والمفضول والراجح والمرجوح؟ أم هو الاعتراض من أجل الاعتراض دون روية راشدة، وتؤدة حكيمة؟؟؟
إنني من الذين وقع عليهم الظلم في هذا البلد بشكل واضح وفاضح... ومع ذلك رأيت أنه من واجبي الشرعي أن أعمل لصالح وطني ومواطني من داخل الشرعية التي تقترب من الإجماع ، وليس في إطار صفقة بيني وبين الدولة كما قيل رجما بالغيب.
فقد أشيع أن خروجي من السجن كان بعد إبرام صفقة بيني وبين الدولة من أجل التصدي لجماعتكم؛ ولو كان ذلك كذلك لخرج شيوخ آخرون لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة. ولو كان كذلك، لما منً علي كثير من الناس داخل حركة 20 فبراير من أنهم هم من كان وراء الإفراج عني بالضغوط السياسية اليومية... ولو كان كذلك لوجدتم مني هذا التهجم المفترض في واقع الحال. ولو كان كذلك لما بقي رزقي معلقا في وزارة المالية إلى الآن فضلا عن شيء آخر اسمه جبر الضرر والتعويضات وما شابه.
فتعالوا بنا للتفكير الجدي مع الفاعلين الإسلاميين الآخرين والمناضلين الشرفاء من باقي الشرائح الإسلامية في هذا الوطن علماء وفقهاء وسياسيين وحقوقيين وجمعويين... في كيفية النهوض بالإصلاحات المنشودة. ونضع أيدينا جميعا في يد هذا الملك الذي لم يتنصل من مسؤولياته، ولم يتهرب إلى الأمام كما فعل طواغيت العرب، ولم يعلنها حربا مفتوحة على التظاهرات بالحديد والنار، ولم... ولم... ولكم كل الحق في الانتقاد الإيجابي والمعارضة والاعتراض لا سيما وأنتم - ما شاء الله - يمكنكم تأسيس حزب سيكون له شأن. إنما من داخل المؤسسات وليس من خارجها.
أيها الإخوة هذه كلمات ناصح مشفق لا أريد بها إلا وجه الله تعالى؛ فإن وجدت عندكم حظا للتأمل والتدبر، فهو من حسن حظي وحظ هذا الشعب الذي أنتم منه وإليه تنتمون أحببتم أم كرهتم. وإن وجدت عندكم استخفافا وازدراء ، وقابلتموها تكبرا واستعلاء – لا قدر الله - فقد قمت بواجبي، بصفتي أحد الفاعلين الدينيين والسياسيين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
وكتبه محمد الفزازي بمدينة طنجة في 5 رمضان المعظم 1432 موافق 6 غشت 2011