هل تدخلت وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، بالفعل، في انتخاب إدريس لشكر كاتبا أولا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أم أن الذين فشلوا في الوصول إلى قيادة الحزب أو حجز مقعد في مكتبه السياسي على الأقل، قرروا خوض معركة قذرة للتشويش على نتائج المؤتمر؟
يقود عبدالعالي دومو، اليوم، هذه المعركة، وهي معركة اتخذت عدة صيغ وأشكال لتبرير الفشل، الذي تكذبه نتائج الاقتراع المعلن عنها خلال المؤتمر، وهي نتائج مهدت لها حملة انتخابية واستقطاب لأصوات الناخبين، وأعطت في الأخير فوز إدريس لشكر في الدور الثاني، بعدما أفلح في اجتياز الدور الأول رفقة أحمد الزايدي، لكنه استطاع أن يتغلب عليه بفضل التحالف مع حبيب المالكي في وقت ترك فيها المرشح الرابع فتح الله ولعلو الحرية لـ " أنصاره" في اختيار منْ سيمنحونه أصواتهم.
لم يكن إدريس لشكر هو المرشح المفضل لدى عدد من المؤتمرين، لكنه استطاع في خضم التدافع الانتخابي قبل المؤتمر وخلاله، استمالة أصوات عدد من المؤتمرين، الذين تم انتخابهم في المؤتمرات الإقليمية، والذين يتعدى عددهم 1700 مؤتمر إتحادي، لم تتحكم في اختيارهم وزارة الداخلية أو المديرية العامة للأمن الوطني أو المديرية العامة لحماية التراب الوطني أو القيادة العامة للدرك الملكي أو المفتشية العامة للوقاية المدينة أو الولاة والعمال أو عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العمري، لأن المؤتمرين مناضلين أولا وقبل كل شيء وليسوا ملحقين بأية إدارة من هذه الإدارات، غير أن السيد عبدالعالي دومو يحاول أن يوهم الرأي العام أنه كانت هناك تدخلات لفائدة إدريس لشكر، من دون أن يطرح على نفسه سؤال هل هو نفسه جاء إلى المؤتمر بناء على تعليمات من وزارة الداخلية، وهل أحمد الزايدي كان مدفوعا أيضا من طرف الجهات التي يتهمها اليوم أو جهة أخرى لا يريد أن يكشف عنها، وهل أزيد من 500 صوت التي حصل عليها المرشح المنافس في الدور الثاني تحكم فيها نفس المنطق؟
ما يجهله السيد عبدالعالي دومو هو أن ما حدث في المؤتمر شأن داخلي ( لا دخل للداخلية فيه ولا لأي جهاز آخر) مهما حاول أن يضيف على تصريحاته من التوابل، التي لم يستصغ مذاقها كل الذين سعى إلى إقحامهم في هذه المعركة الخاسرة بكل المقاييس.
لقد تبرأ كل الذين سرد أسماءهم مما جاء في تصريحاته، وبالتالي فإنه كلام أصبح عاريا من الصحة، وليس لديه أي شاهد إثبات، وبالتالي أصبح مطالبا بضرورة إقامة الحجة عوض الإصرار على توزيع الاتهامات.
لقد نفى حسن الطالب وحسن طارق ومحمد عامر والمختار الراشيدي والبشير الغزوي... ما نسبه لهم عبدالعالي دومو، وهذا يضع حدا للبس الذي سعى النائب البرلماني عن قلعة السراغنة أن يخلقه، والاستغلال الإعلامي البئيس لخلاف داخل حزب سياسي من أجل الإساءة إلى منافس فاز بالسياق ولكن على حساب صورة البلد، رغم أن الأخلاق السياسية تقتضي الاعتراف بالهزيمة لا البحث عن مشجب لتعليق الخاسرة، لأن "السياسة أخلاق" كما قال الراحل عبدالرحيم بوعبيد، إلا أن هذه الحكمة لم يعد لها أدنى وزن لدى الذين قطر بهم السقف على حزب القوات الشعبية.
إدريس شكري.